"داعش" والحشد "يد واحدة" في حصد دماء العراقيين
السبت 03/سبتمبر/2016 - 02:18 م
طباعة
على الرغم من أن دماء العراقيين الأبرياء تسفك يوميًّا على يد تنظيم "داعش" إلا أن الحشد الشعبي قرر هو الآخر أن يشارك في مزيد من سفك هذه الدماء، فبعد جرائمه المروعة في المدن والبلدات التي حررها على مدار الشهور السابقة استيقظت بغداد على المزيد من دماء أهلها؛ حيث انفجر مخزن للأسلحة يقع شرق بغداد، بعدما أصابته واحدة من 4 قذائف سقطت أمس الجمعة على العاصمة العراقية، مخلفاً قتيلين وعدداً من الجرحى.
وتباينت مصادر الشرطة حول كون الانفجارات ناجمة عن قصف بالهاون أو عن انفجار صواريخ كاتيوشا، وقال ضابط في الشرطة برتبة عقيد لوكالةٍ: "قتل اثنان وأصيب 11 شخصاً بجروح جراء سقوط ست قذائف هاون استهدفت مناطق العبيدي والمشتل وبغداد الجديدة"، ومن جانبه قال العميد سعد معن، المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد في بيان مقتضب: إن "الانفجارات ناجمة عن انفجار مستودع للأسلحة في منطقة العبيدي تسبب في انطلاق بعض المقذوفات؛ ما أدى إلى وقوع إصابات"، كما أكدت قيادة العمليات أن انفجار المخزن تسبب بانطلاق عشوائي للقذائف والصواريخ، وأن الانفجارات نجمت عن انفجار في مستودع أسلحة للجيش "فيما قالت مصادر غير رسمية": إن المخزن تابع لميليشيات كتائب "حزب الله".
وفي نفس السياق قتل على يد داعش وجرح 54 شخصاً، إثر الهجوم الذي شنه تنظيم "داعش" من أربعة محاور على منطقة مطيبيجة الواقعة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين شمال العاصمة العراقية بغداد، وأفاد شهود عيان "أن الهجوم استهدف أفراداً من قبيلة الجبور ممن يقاتلون إلى جانب القوات العسكرية العراقية وميليشيات الحشد الشعبي"، فيما أفاد مصدر في شرطة صلاح الدين أن "داعش شن في ساعة متأخرة من ليلة الأمس هجوماً كبيراً متعدد المحاور على القوات الأمنية في منطقة مطيبيجة ضمن ناحية الضلوعية جنوب تكريت"، وأن "طيران الجيش العراقي تدخل لصد الهجوم مع وصول تعزيزات عسكرية وعشائرية كبيرة للسيطرة على الموقف".
يذكر أن داعش شن عدد من الهجمات الانتحارية في سبتمبر عام 2015م أسفرت عن المزيد من القتلى في الشعب العراقي منها الانفجار الذي وقع في حي الأمين شرق بغداد؛ حيث قتل 12 شخصاً على الأقل وجرح 24 آخرين بانفجار سيارة ملغومة في حي الأمين شرق العاصمة بغداد، لتشهد بغداد خلال تلك الفترة هجمات عدة بسيارات مفخخة بشكل شبه يومي، استهدفت قوات أمن عراقية ومسئولين حكوميين ومدنيين كان أكبرها عندما انفجرت خمس سيارات ملغومة في أنحاء بغداد؛ مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً على الأقل، وقالت مصادر بالشرطة ومصادر طبية: إن أكثر الهجمات فتكاً في التفجيرات التي كانت منسقة فيما يبدو وقع في حي الإسكان؛ حيث قتل خمسة أشخاص.
ورفعت السلطات العراقية وقتها حظر التجول المفروض على بغداد في فبراير سعياً لاستعادة شعور بالحياة الطبيعية في المدينة، لكن داعش استغلت الحرية الأكبر في الحركة لشن مزيد من الهجمات في العاصمة، وهو الأمر الذي يؤكد على أن دماء العراقيين الأبرياء سوف تظل تسفك بشكل يومي على يد تنظيم داعش، وأن الحشد الشعبي هو الآخر قرر أن يشارك في مزيد من سفك هذه الدماء بالمزيد من جرائمه المروعة في المدن والبلدات التي حررها على مدار الشهور السابقة، وأن بغداد سوف تستيقظ على ما يبدو يوميًّا على المزيد من دماء أهلها الذين لا ذنب لهم في هذه الحرب الشنعاء سوى أنهم عراقيون يريدون أن يعيشوا في سلام على أرضهم، ولكن تنظيم داعش والحشد الشعبي جعلا لهم هذا الحلم "كابوسًا" يستيقظون عليه يوميًّا بمزيد من الدماء.