"سرت" الليبية.. بين التحرير الكامل ومخالب "داعش"

الأحد 04/سبتمبر/2016 - 01:37 م
طباعة سرت الليبية.. بين
 
لا زالت قوات الوفاق الوطني الليبية، تواصل مساعيها لاستعادة مدينة "سرت" بالكامل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث هاجمت قوات الوفاق أمس السبت 3 سبتمبر 2016، آخر مواقع التنظيم الإرهابي في المدينة، معلنةً السيطرة على مواقع إضافية في الحي رقم 3 في شرق المدينة؛ حيث دارت اشتباكات قتل فيها عشرة من المقاتلين الحكوميين.
سرت الليبية.. بين
وفي آخر بيان أعلنه المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" الهادفة لاستعادة سرت، قال: "إن قواتنا تتقدم داخل الأجزاء التي تتحصن فيها فلول داعش الهاربة بالحي رقم 3 وتسيطر حتى الآن على عدة مواقع" بينها مصرفان وفندق".
ووفق فرانس برس، قال مقاتل في القوات الحكومية في سرت 450 كلم شرق طرابلس: "إن قواتنا تهاجم آخر مواقع داعش، وإن هناك ثلاث سيارات إسعاف تنطلق مسرعة من المدينة الساحلية باتجاه مصراتة". بينما أعلن المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" عن تفجير قوات الحكومة لسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان قبل وصولهما إلى هدفيهما.
ووفق مصادر مطلعة، استخدم المقاتلون الحكوميون في بداية هجومهم الدبابات والمدفعية الثقيلة، مستهدفين بشكل خاص قناصة تنظيم "داعش"، المتمركزين في الأبنية، قبل أن تقوم مجموعات من المقاتلين الحكوميين بالتقدم سيرا والسيطرة على عدد من الأبنية في الحي.
وقتل في المعارك عشرة من مقاتلي القوات الحكومية، وأصيب نحو 60 بجروح، بحسب ما أفاد طبيب في المستشفى المركزي في مدينة مصراتة 200 كلم شرق طرابلس مركز القوات الحكومية.
 وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل سبعة مقاتلين حكوميين وإصابة 30 بجروح.
الجدير بالذكر أن قوات حكومة الوفاق سيطرت في منتصف الأسبوع الماضي، على الحي رقم 1 في شمال المدينة، آخر معقلين لتنظيم داعش في سرت، لينحصر بذلك وجود التنظيم في المدينة المتوسطية بأجزاء من الحي رقم 3 في شرقها.
وشارك نحو ألف مقاتل من القوات الحكومية الأحد في هجوم على المعقلين الأخيرين لتنظيم الدولة "داعش" في سرت. وخسرت القوات الحكومية في هذا الهجوم 38 من عناصرها، بينما أصيب 185 آخرون بجروح.
ووفق إحصائيات فإن عملية "البنيان المرصوص" في سرت، أسفرت منذ انطلاقها في 12 مايو الماضي عن مقتل من 400 عنصر من المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق، وأصيب نحو 2500 عنصر آخر بجروح بحسب مصادر طبية.
وكانت أعلنت القوات الحكومية في بيان أمس السبت أنها عثرت على عشر جثث تعود إلى مقاتلين من تنظيم داعش في مدرسة خلال عملية تمشيط في الحي رقم 1 في شمال سرت.
وكان المتحدث باسم البنتاجون، الكابتن جيف ديفيس، أفاد في تصريح سابق له، أن أقل من 200 من الجهاديين لا يزالون داخل سرت لكنهم مطوقون من جانب القوات التابعة للحكومة الليبية والبحر.
وفي سياق متصل قام رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج بزيارته الأولى إلى مدينة سرت يوم الأربعاء الماضي، مؤكدًا أن قوات حكومته ستلاحق فلول التنظيم المتطرف "أينما وجدوا" في ليبيا، مؤكدًا حرصه على مد الجبهات بما تحتاجه من تسليح وعتاد، وتوفير الامدادات الطبية والعلاج اللائق للجرحى والمصابين، وهناك تنسيق مستمر مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الإطار.
سرت الليبية.. بين
ويرى مراقبون أن استعادة مدينة "سرت" هي بمثابة القضاء على التنظيم الإرهابي بالكامل من ليبيا، فيما يرى آخرون أن الأخير سيتفرع في البلاد وهذا لا يعني قطع جذوره بالكامل.
وفي الوقت الذي يرى محللون أن داعش سيواصل عملياته القتالية بواسطة سيارات مفخخة وعمليات انتحارية، إلى جانب تنفيذ اغتيالات عشوائية، وكلها أساليب قتالية جبانة، لكن مع ذلك لن يبقى للتنظيم مكان آمن في ليبيا، يرى آخرون أن التنظيم الإرهابي قد أوشك على الهزيمة في سرت مع تقدم قوات الوفاق الليبية المدعومة من المجتمع الدولي، وبمساندة الضربات الجوية الأمريكية.
وبدأت الولايات المتحدة حملة جوية في سرت في أول أغسطس ونفذت حتى يوم الأحد 92 ضربة ضد داعش.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أنه بعد مرور ثلاثة أشهر، من بدء معركة تحرير سرت، من قبضة "داعش"، نجحت قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق الوطني، في السيطرة على أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في المدينة، والتي تعد أبرز معاقل التنظيم، وحققت القوات انتصارًا هامًا بسيطرتها على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، وكانت قالت القوات الليبية إنها انتزعت السيطرة على أحد آخر أحياء وسط سرت من يد مسلحي تنظيم "داعش"، مواجهة القناصة والسيارات المفخخة في حملة لاستعادة المدينة بأكملها.
وتعتبر مدينة سرت آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحا مهما في معركة محاربة داعش، وكانت أغلب القوات للتنظيم في ليبيا متمركزة في سرت، والتي تضعها أغلب التقديرات قبل الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ ثلاثة أشهر، بين 2000 و5000 مقاتل.

شارك