بعد الهجمات الإرهابية المتتالية.. "باكستان" في مرمى نيران "داعش"

الأحد 04/سبتمبر/2016 - 03:10 م
طباعة بعد الهجمات الإرهابية
 
ما زال الإرهاب يتوغل ويتنامى من الغرب إلى الشرق، ومن الشمال إلى الجنوب، فبعد أن تمكن التنظيم الإرهابي "داعش"، من السيطرة على مدن في مختلف الدول العربية كالعراق وسوريا وليبيا وغيرهم، بدأ يزحف إلى جنوب آسيا، وبالتحديد في عاصمة إسلام آباد "باكستان"؛ حيث أعلن الجيش الباكستاني أول أمس الجمعة 2 سبتمبر 2016 في بيان له، لأول مرة عن تواجد تنظيم داعش في البلاد.
بعد الهجمات الإرهابية
وكان أول هجوم كبير يتبناه التنظيم الإرهابي "داعش"، الاعتداء على باص في مدينة كراتشي أكبر المدن الباكستانية، والتي تعد المركز المالي والتجاري في البلاد، وذلك في مايو 2015 أسفر عن 46 قتيلًا لكن باجوا قال: إن أحد الضالعين في الاعتداء أعلن مبايعة التنظيم بعد اعتقاله. وقال محللون: إن القيادة اللامركزية للتنظيم تحث الموالين له على ارتكاب اعتداءات ثم إعلان مبايعتهم له.
وتُعرف باكستان بانتشار التنظيمات المسلحة بداية من تنظيم القاعدة ومرورًا بالتنظيمات الجهادية السلفية وحتى التنظيمات العرقية المتناحرة.
وكانت شهدت باكستان في مطلع أغسطس الماضي، عمليةً إرهابيةً أسفرت عن سقوط 73 قتيلاً على الأقل، وإصابة أكثر من 100 شخص، في هجوم على مشيعين بمستشفى في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في جنوب غرب باكستان.
وقال الجيش في بيان له: تم اعتقال المئات من عناصر التنظيم الإرهابي وحال دون تنفيذهم اعتداءات كبيرة. 
وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال عاصم باجوا: إن الجيش أحبط هجمات خطط لها تنظيم داعش وكانت تستهدف سفارات ومطار "إسلام أباد"، لكنه نفى أن يكون التنظيم وراء التفجير الانتحاري الذي استهدف تجمعًا للمحامين في مستشفى في كويتا، وأسفر عن مقتل 73 شخصًا رغم تبني التنظيم له.
 ووفق تقارير عالمية فإن التنظيم الإرهابي "داعش"، تمكن من إيجاد "موطئ قدم" له في باكستان في مطلع عام 2015 عندما أعلن 6 من قادة حركة طالبان الباكستانية مبايعتهم له وانشقاقهم عن القاعدة، لكنه لم يتمكن من تحقيق اختراق كبير منذ ذلك الحين.
 ويقاتل الجيش الباكستاني عددًا من الفصائل الإسلامية التي تمردت بعد تحالفه مع الولايات المتحدة إثر غزوها لأفغانستان في 2001.
 ومن الجدير بالذكر أن مسلحين باكستانيين قد شكلوا حركة طالبان الباكستانية في عام 2007، والتي تربطها صلات قوية مع تنظيم القاعدة، المنافس الرئيسي لتنظيم داعش.
بعد الهجمات الإرهابية
وقال المتحدث باجوا خلال مؤتمر صحافي: "حاول داعش التسلل إلى باكستان لكن تم اعتقال القسم الأكبر من عناصره"، مضيفًا أن الجيش نجح في تطويق التنظيم من خلال اعتقال 309 من مقاتليه من كتيبة التخطيط وكتيبة مباشر (كتيبة القتال) ومن بينهم أمير التنظيم حافظ عمر وقائده على الرحمن. قتل زعيم التنظيم في باكستان وأفغانستان حافظ سعيد في غارة أمريكية في أفغانستان الشهر الماضي.
 وقال المتحدث باسم الجيش: إن التنظيم نفذ اعتداءات صغيرة بينها اغتيال الناشطة في حقوق الإنسان سابين محمود في كراتشي في 2015 والاشتباك وقتل عناصر من الأمن، واعتداءات بقنابل يدوية على قنوات التلفزيون أسفرت عن إصابة صحافيين، لكنه نفى أن يكون التنظيم وراء الاعتداء على المستشفى المدني في كويتا الذي أودى بحياة عدد من كبار محامي المدينة في ثاني أكبر اعتداء في 2016؛ حيث أعلنت جماعة الأحرار التابعة لطالبان مسئوليتها كذلك عن الاعتداء.
وكان آخر هجمات شهدتها باكستان أول أمس الجمعة 2 سبتمبر 2016، حيث قتل 11 شخصًا على الأقل وأصيب 40 بجروح عندما فجر انتحاري شحنة ناسفة أمام مقر المحكمة في مدينة مردان الباكستانية في وقت مبكر الجمعة في اعتداء جديد يستهدف سلك القضاء.
ووفق شهود، فقد دخل الانتحاري عبر البوابة الرئيسية لمقر المحكمة ثم قام بإلقاء قنابل يدوية قبل أن يفجر سترته الناسفة بين الناس الذين تجمعوا منذ الصباح، وفق المسئول في الشرطة اعجاز خان.
ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن التفجير الذي نفذ بعد ثلاثة أسابيع من تفجير انتحاري استهدف تجمعًا للمحامين في مستشفى في مدينة كويتا في بلوشستان وأسفر عن 73 قتيلًا.
بعد الهجمات الإرهابية
وفي سياق متصل، حاول 4 انتحاريين في بيشاور شمال غرب باكستان مهاجمة الحي المسيحي في ورساك شمال المدينة لكن قوات الأمن تمكنت من قتلهم، وفق الجيش.
وقال الجيش: إن الجنود تساندهم المروحيات اشتبكوا مع المسلحين الذين كانوا يرتدون سترات ناسفة بعد أن دخلوا الحي القريب من سد ورساك، على بعد نحو 60 كلم من مردان في مقاطعة خيبر بختنخوا.
وأعلن فصيل جماعة الأحرار المنتمي لحركة طالبان الباكستانية مسئوليته عن الهجوم، وقال متحدث باسمه للصحافيين في بيشاور: إن المهاجمين قتلوا عددا من "الكفار" على حد وصفه.
وهذه الجماعة أعلنت مسئوليتها عن أعنف اعتداء شهدته باكستان هذه السنة واستهدف مسيحيين في حديقة لاهور في يوم عيد الفصح مخلفًا 75 قتيلًا.
ومن الجدير بالذكر أن الأقليات الدينية في باكستان تتعرض للتفرقة والعنف التي يدين أكثر من 90% من سكانها بالإسلام؛ حيث تستهدف حركة طالبان الباكستانية الأقليات والتجمعات السهلة مثل المدارس والمحاكم.
وفي ديسمبر 2014، هاجمت طالبان مدرسة في بيشاور، وقتلت أكثر من 150 شخصًا معظمهم من التلاميذ في أعنف اعتداء تشهده باكستان.
وشن الجيش في يونيو 2014 حملةً لضرب قواعد المقاتلين في المناطق القبلية ووقف العنف الذي أوقع آلاف القتلى المدنيين منذ 2004.
وتعتبر هذه الهجمات الإرهابية التي تضرب باكستان يومًا بعد الآخر، مواصلةً لعمليات إرهابية يشهدها العالم بأكمله، وما دامت التنظيمات المسلحة، بداية من تنظيم القاعدة وداعش ومرورًا بالتنظيمات الجهادية السلفية وحتى التنظيمات العرقية المتناحرة تعيش داخل الأراضي الباكستانية فسيظل الإرهاب العمل الأكبر الذي تشهده البلاد على مدار الأعوام المقبلة، في ظل تنامي الجماعات الجهادية وانتشارها في مختلف المدن الباكستانية.

شارك