بعد توغل الأتراك في أقصى الشمال السوري.. يلدريم يتوعد بعدم إقامة دولة للأكراد
الأحد 04/سبتمبر/2016 - 08:15 م
طباعة
بالتزامن مع تصريحات رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم، اليوم الأحد، التي توعد فيها بأن بلاده لن تسمح أبدا بقيام "دولة مصطنعة" في شمال سورية في إشارة إلى المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة الذين تسعى أنقرة لوقف تقدمهم، توغلت دبابات تركية في أقصى الشمال السوري لدعم فصائل ما يُسمى بـ"الجيش الحر" في مدينة الراعي، وذلك لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم "داعش" والأكراد.
ويبدو أن الأكراد يحاولون التخفيف من وطأة الاقتتال مع القوات التركية، بتنفيذ عمليات ضد القوات التركية، حيث تبنى "حزب العمال الكردستاني" قتل 13 جندياً تركياً وحارساً في ثلاث مواجهات شرق تركيا وجنوبها الشرقي، بينما قال الجيش التركي إنه حيّد أكثر من 100 من متشددي هذا الحزب في أكبر حصيلة منذ سنوات للمواجهات بين الطرفين في يوم واحد.
ودخلت 20 دبابة على الأقل وخمس ناقلات جند مدرعة وشاحنات وغيرها من العربات المدرعة إلى مدينة الراعي السورية من مدينة كيليس التركية لدعم مقاتلي "الجيش الحر" في محاولتهم طرد "داعش" من القرى الحدودية في إطار عملية "درع الفرات"، فيما استهدفت المدافع التركية مواقع للتنظيم مع تقدم الدبابات في الراعي ومحيطها، وفق وكالة "دوغان" التركية.
وتسعى الأكراد إلى إقامة دولة لهم في الشمال السوري بعد اقتتاع جزء من الأراضي التركية أيضاً، وقد قال أحمد عثمان القيادي في "فرقة السلطان مراد" الموالية للأكراد إن المرحلة الأولى من عملية "درع الفرات" تستهدف طرد "داعش" من المنطقة الحدودية بين الراعي وجرابلس قبل التقدم جنوباً باتجاه الباب (معقل داعش في حلب) ومنبج (الواقعة تحت سيطرة فصائل مدعومة من الأكراد)، وهو الهدف الرئيس الذي تسعى له العملية التركية وهو إبعاد الأكراد من الشمال السوري وحصرهم فقط في منطقة شرق الفرات.
المرصد السوري لحقوق الانسان، قال إن الفصائل الموالية للأتراك والتي تُقاتل في الشمال السوري، سيطرت على ثلاث قرى قرب الحدود، اثنتان على جبهة جرابلس، واخرى على جبهة الراعي، حيث تحاول أن تستعيد السيطرة من "داعش" على المنطقة الحدودية بين الراعي وجرابلس، وقد ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن عناصر "حزب العمال الكردستاني" قتلوا 13 جندياً تركياً وحارساً في ثلاث مواجهات في شرق تركيا وجنوب شرقها، وأوضحت أن 20 جندياً اصيبوا بينهم ثلاثة بجروح بالغة في مواجهات قرب الحدود مع العراق.
ويعتبر التحرك التركي الأخير في أقصى الشمال السوري، بعد عبور الدبابات التركية الحدود وتوغل المقاتلون السوريون من الغرب لينتزعوا قرى يسيطر عليها تنظيم داعش ويوقفوا تقدم وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وقد بدأت تركيا عملية في سورية أطلقت عليها اسم درع الفرات في 24 أغسطس لإخراج متشددي داعش ووقف تقدم وحدات حماية الشعب خشية سيطرتها المتزايدة على شمال سورية.
يلدريم قال في كلمة بمدينة ديار بكر في جنوب شرق البلاد حيث أعلن عن برنامج استثماري لإعادة إعمار أجزاء من المنطقة ذات الأغلبية الكردية التي دمرتها العمليات الأمنية، وأضاف "نحن هناك بدرع الفرات. نحن هناك لحماية حدودنا. لنوفر لمواطنينا سلامة الأرواح والممتلكات ولنضمن وحدة سورية."
وتكافح تركيا حركة انفصالية كردية مسلحة بدأت أنشطتها قبل ثلاثة عقود في الجنوب الشرقي وتخشى أن تشجع مكاسب وحدات حماية الشعب المسلحين في الداخل، وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور، بينما تعتبر الولايات المتحدة وأوروبا حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية فإن واشنطن تنظر إلى وحدات حماية الشعب الكردية على أنها كيان منفصل وأكثر الشركاء فعالية في معركتها ضد داعش في سورية.
وكرر يلدريم في تصريحاته ما قاله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في قمة مجموعة العشرين التي جمعت زعماء من العالم في الصين حين قال للصحفيين عقب اجتماع مع أوباما "أمنيتنا ألا يتكون ممر للإرهاب عبر حدودنا الجنوبية"، وقال إردوغان مرارا إن على حلفاء تركيا ألا يفرقوا بين داعش ووحدات حماية الشعب لأن الجماعتين تمثلان تهديدا لتركيا.
اللافت إلى أن إعادة العلاقات بين تركيا وروسيا كان لها أثر على رسم دور جديد لتركيا في الأزمة السورية، حيث قالت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء نقلا عن مصادر إن طائرات تركية قصفت أربعة مواقع لداعش في وقت متأخر من ليل السبت في محافظة حلب بشمال سورية في إطار العملية.