أقلية في خوف دائم.. "جماعة الأحرار" تتبنى عميلة تطهير باكستان من المسيحيين

الإثنين 05/سبتمبر/2016 - 02:44 م
طباعة  أقلية في خوف دائم..
 
يمثل وضع الأقلية المسيحية في باكستان حالةً من القلق الدائم، وسط محاولات عديدة لقتلهم بالتفجيرات وهدم كنائسهم، وقد أعلن الجيش الباكستاني أن 4 انتحاريين على الأقل هاجموا منطقة مسيحية، شمال غرب باكستان وقتلوا حارس أمن. فيما تبنت جماعة الأحرار- وهي فصيل تابع لحركة طلبان الباكستانية- مسئوليتها عن الهجوم.
وقال اللفتنانت جنرال عاصم باجوا المتحدث باسم الجيش في رسالة على "تويتر": إن السلطات "استجابت سريعًا"، وإن المهاجمين الأربعة لقوا حتفهم.
وقال المركز الإعلامي للجيش إن حارس أمن بالمنطقة السكنية المسيحية قُتل في بداية الهجوم، مشيرًا إلى أن المهاجمين كانوا يرتدون سترات ناسفة ويحملون أسلحة نارية، وأنهم تبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن، ولفت إلى أن جنديين وشرطيًّا واثنين من الحراس المدنيين أصيبوا.
وأشار مسئول بموقع الهجوم بأن المنطقة تقع قرب سد وارساك، داخل منطقة خيبر القبلية، على بعد 20 كيلومترا شمال غربي مدينة بيشاور، لافتًا إلى احتمال أن المهاجمين كانوا يحاولون دخول منشأة أمنية مجاورة مستغلين الترتيبات الأمنية الأضعف في تلك المنطقة السكنية.
وتقول راهبة كاثوليكية تدعي بيلار مارتينيز وهي مرسلة فرنسيسكانية في باكستان: إن الاعتداءات وإلقاء قنابل على الكنائس المسيحية (الكاثوليكية والبروتستانتية) وعنفٌ متطرف وخوف. تعني باكستان أو جمهورية باكستان الإسلامية "أرض الأطهار" وهو مفهومٌ خطير بالنسبة لغير المسلمين. 
وتحاول السلطات مواجهة الهجمات التي تتعرض لها الجماعة المسيحية في باكستان. ويشكل المسيحيون 2% فقط من إجمالي السكان البالغ عددهم 180 مليونًا وذي الأغلبية المسلمة. وفي اعتداء الـ15 من مارس الأخير، توفي 15 شخصاً وجرح 75 آخرون جراء هجومَين متزامنَين ضد كنيستين في منطقة مسيحية في لاهور. ودعت محكمة لاهور لمكافحة الإرهاب 28 مسيحياً متهمين بقتل مسلمَين بعد الهجومَين اللذين طالا كنيستَين في يوهان آباد في 15 مارس إلى الاستجواب. وتجدر الإشارة إلى ان هؤلاء المسيحيين لا يزالون موقوفين ولم يتم استجوابهم بعد.
وأضافت الراهبة حول الحوار الإسلامي المسيحي قائلة: هناك مجموعات حوار عديدة بين مختلف الديانات، وتضم جميعها أشخاص من أصحاب الكفاءات مخولين تمثيل مجموعاتهم وهم يحترمون بعضهم بعضاً." ويحاول مختلف الأشخاص المنخرطين في مساعي الحوار المساعدة و"نأمل بأن يكونوا خميرة المجتمع… ونصلي للّه أن يستمر في تنوير عقولهم." 
المدارس مغلقة في وجه الكاثوليك
وتعيش الآن الأقلية الكاثوليكية في أجواء من الخوف والرعب خاصةً بعد الهجومَين الأخيرَين. وتؤكد الراهبة بالقول: "عملنا الإرسالي لمثالٌ على ذلك… فلا نستطيع بأي شكل من الأشكال العمل على اهتداء النفوس."
يملك الكاثوليك كنائس مفتوحة للجميع حيث مستوى التعليم جيد. ويعتبر الكاثوليك أن وجود هذه الكنائس في باكستان "حافز للتعرف بصورة أفضل على ديننا". 
وفي الواقع، يقع عدد كبير من الشباب في السنوات الأخيرة ضحية الأمية، وتسمح هذه المدارس لعدد كبير منهم بتحصيل جزء من التعليم. 
وتعرب الراهبة بيلار عن أملها بالقول: "يفرحني كثيراً رؤية الكنائس ممتلئةً يوم الأحد وتغص بالشباب. تكمن مشكلة الكاثوليك في أنهم لا يجدون عملاً بعد الانتهاء من تحصيلهم العلمي خاصةً في مؤسسات الدولة؛ حيث لا تتخطى حصتهم 1%".
وتملك الخوف من الكاثوليك: "يعيش الكاثوليك حالياً، شأنهم شأن الأقليات الأخرى، خوفاً شديداً. لم نواجه (نحن الراهبات) حتى الآن أي مشكلة. نحترم الجميع والجميع يحترمنا. لدينا مستشفى صغير ومستوصف حيث يتم قبول الحالة وفق الحاجة لا الانتماء الديني."
وتملك راهبات فرانسيسكان مريم مستشفى في روالبندي، باكستان منذ العام 1962 ويقدر الشعب الباكستاني بجميع أطيافه خدماته. وصلت الأخت بيلار بعد فترة من افتتاحه وشهادتها لدليل على أهمية العمل الكاثوليكي المستدام في باكستان.

شارك