بطريرك الكلدان يطالب باستفتاء يحدد مصير اقليات نينوي بعد داعش

الأربعاء 07/سبتمبر/2016 - 12:51 م
طباعة بطريرك الكلدان يطالب
 
في الوقت الذي يطالب فيه البعض اعلان استقلال سهل نينوي كمحافظة خاصة للاقليات العراقية التي شردت بسبب تنظيم داعش الارهابي  طالب  بطريرك بابل – العراق- على الكلدان لويس روفائيل الاول ساكو بتوفير  غطاء "دولي" لحماية بلدات سهل نينوى المسيحية بعد تحريرها من داعش، وتحقيق إدارة ذاتية لها، سيمثل حلا يدفع بعودة المهجرين المسيحيين لبلداتهم ويسهل اعادة اعمارها وبنائها على حد وصفه، بحسب مقال له نشر على الموقع البطريركي الكلداني.
وأوضح البطريرك في مقاله الذي جاء تحت عنوان "رؤى حول الموصل وبلدات سهل نينوى بعد التحرير"،  ، أن "من متطلبات عودة المُهَجَّرين وإعادة الإعمار، هو توفير غطاء دولي لحماية (مراقبة الأمم المتحدة مثلا) هذه المناطق بعد تحريرها من تنظيم الدولة الاسلامية، و لربما في هذه المرحلة يكون الحل لمسيحي بلدات سهل نينوى هو في إدارة ذاتية".
ودعا ساكو في الوقت ذاته لـ" لمنح سكان هذه البلدات الحرية عبر استفتاء حر ونزيه حول اختيار ارتباطهم، اما بالعراق الاتحادي أو بإقليم كوردستان أو بإقليم نينوى المزمع استحداثه".
وتابع في مقاله أن "في التخطيط لمستقبل الموصل وبلدات سهل نينوى، لابد من التركيز على حالة المسيحيين والأقليات التي تعرضت الى عملية اضطهاد وشبه إبادة جماعية"، معتبرا أن "تحريرها قد يمنح بارقة امل في عودة أبنائها الى بيوتهم، لكنهم يحتاجون الى بعض الوقت لبناء الثقة بجيرانهم، وتوفير حماية صحيحة لهم، والا سيستمر نزيف هجرتهم حتى من المناطق الامنة، وهذا مؤشر خطير".
وابدى ساكو تخوفا مما وصفه "طبخة جديدة لترتيب الوضع السياسي في العراق، وقد لا يحظى المسيحيون والأقليات بما يضمن بقاءهم وسلامة وجودهم ومستقبلهم"، مبينا أن "هناك فرصة لاستثمار التعاطف العالمي معهم بسبب معاناتهم، لكن الأهم من هذا كله هي وحدتهم، وإعادة تنظيمهم وتماسكهم، وضرورة نبذ الخلافات التي تضرُّ بمستقبل وجودهم في الوطن، لان هناك أطرافاً عديدة تحاول ان تلعب بورقتهم".
اما فيما يخص المخاوف والتحديات التي ستعاني منها المنطقة ما بعد التحرير، فيجد ساكو أن "غياب رؤية موحدة بين الأطراف السياسية في إدارة الملف الأمني والسياسي والإداري، ما يخلق تخوفا من فرض الأمر الواقع من قبل الأطراف المشتركة في عملية التحرير"، مشيرا الى ان "كل الجهات تسعى لرسم خارطة المستقبل من اجل الحصول على المكاسب منذ الآن وقبل التحرير الفعلي".
ويسترسل ساكو فيطالب بـ "فرض حالة الطوارئ في المدينة وفي سهل نينوى، وتعيين أئمة للجوامع ممن يشهد لهم بانفتاح واعتدال ووسطية، والتأكيد على دور الاعلام في مواجهة الانغلاق والتطرف والكراهية ونشر ثقافة الانفتاح والتسامح والإخاء وقبول الاخر واحترامه وتعزيز التعايش السلمي والاستقرار والتعاون، وتأسيس صندوق للأعمار ووضع الخطط لإعادة بناء المنطقة حال تحريرها مما يُعطي للناس أملاً بالعودة والاستقرار".
ونوه ساكو الى أن "الانتصار العسكري على جهاديي داعش لا يعني حل المشكلة وتفكيك ايدولوجياتهم المتطرفة الواسعة الانتشار".
كما دعا الى "التعامل الحاسم ومجابة عمليات الانتقام والأخذ بالثارات والصراع على الزعامات والمغانم ونزاعات الملكية، فمن استولى على بيوت الناس واملاكهم لن يرجعها بسهولة، انه من الأهمية بمكان حماية الافراد وممتلكاتهم".
واضاف ساكو أن "نينوى مختلفة عن الانبار وصلاح الدين، بسبب تركيبة سكانها المتنوعة، لذا قد تعود عاصفة الصراعات، بصورة أقوى من السابق بعد استعادتها من "داعش"، إذا لم تأتِ إدارة حازمة ومنفتحة على هذا الواقع، وتضع بحكمة الأمور في نصابها الصحيح".

شارك