بعد تفكيك خلية "داعشية".. فوبيا الإرهاب تلحق بالمغرب

الأربعاء 07/سبتمبر/2016 - 04:39 م
طباعة بعد تفكيك خلية داعشية..
 
مع التحديات التي تواجهها معظم الدول العربية، وبالأخص بلاد المغرب الإسلامي في القضاء على التنظيمات الإرهابية التي طالتها في المرحلة الأخيرة، مع توغل تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا وليبيا- أعلن المغرب عن تفكيك خلية إرهابية جديدة، تتكون من 3 عناصر مغربية داعشية، في سياق "تتبع التهديدات الإرهابية" الداعشية، وتحت مظلة "الحرب الاستباقية" ضد الإرهاب.
بعد تفكيك خلية داعشية..
وأصدرت وزارة الداخلية المغربية بياناً أعلنت فيه أن المتطرفين المعتقلين نشطوا في مدن وجدة والدار البيضاء وفاس"، فيما "لأحد المعتقلين شقيق، تواجد سابقًا في العراق وسوريا، ويقضي عقوبة بالحبس بموجب قانون الإرهاب"، في داخل المغرب.
وسبق أن وضعت بعض الدول استراتيجية جديدة لمواجهة تلك التنظيم الإرهابي المتنامي في المنطقة بأكملها؛ حيث أعلن المغرب، في مايو الماضي، عن تبني استراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب، تقوم على الجوانب الأمنية والدينية ومحاربة الفقر والهشاشة؛ وذلك في إطار المقاربة الأمنية الشاملة والمندمجة القائمة على الاستباقية التي تبنتها المملكة منذ سنة 2002.
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية، أن ذكرت في تقرير لها، أن المغرب تدخل ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.
ووفق الرباط، خططت الخلية الإرهابية، للّحاق بداعش في ليبيا، متسللين عبر الحدود البرية، لمرحلة ما بعد تنفيذهم للمشروع الإرهابي في داخل المملكة المغربية.
ونفذ مكتب محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع للمخابرات الداخلية المغربية، عملية اعتقال المشتبه فيهم، الذين حضروا لـ"مشاريع إرهابية خطيرة، بلغت مراحل متقدمة في التحضير، بتنسيق وثيق مع عناصر ميدانية داعشية".
وعلى الصعيد الميداني أفادت الرباط، أن الخلية الداعشية، خططت لاستهداف "مواقع حساسة وحيوية"، في مدينتي وجدة وفاس، وفي منتجع السعيدية السياحي، على البحر الأبيض المتوسط.
وكشفت الرباط، أنه لتنفيذ هذا المخطط فقد استأجر زعيم الخلية بيتا آمناً، في ضواحي مدينة وجدة، في أقصى شرق المغرب مخصص لإيواء أفراد الخلية، ولتحضير وصناعة العبوات المتفجرة عن بعد.
وعثر في المنزل على كميات من مواد كيمياوية، يشتبه في استعمالها في صناعة المتفجرات، إضافة إلى قنينتين لمواد سائلة مشبوهة، مع مسحوق معدني، وطنجرة ضغط، وأسلاك كهربائية، وكمية من المسامير.
وفي لائحة المحجوزات، التي كشفتها وزارة الداخلية المغربية، آلة لقياس التيار الكهربائي، وأنابيب بلاستيكية، وأسلحة بيضاء وسواطير، ورسم يرمز لراية داعش.
بعد تفكيك خلية داعشية..
وكانت وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت في أبريل الماضي، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وقالت الرباط في مايو الماضي إنها قامت منذ سنة 2002 بتفكيك 155 خلية إرهابية حوالي 50 بالمئة منها مرتبطة بمختلف بؤر التوتر لا سيما المنطقة الأفغانية الباكستانية وسوريا والعراق ومنطقة الساحل.
 ونجحت الرباط في إنشاء منظومة أمنية قوية حصنتها من تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم الدولة.
ووفق ما جاء في تقرير لبوابة الحركات الإسلامية، فإن المغرب واجه الإرهاب في الفترة الماضية بصورة لافتة؛ حيث أعلنت وزارة الداخلية المغربية في الأشهر الماضية عن تفكيك أكثر من خلية مسلّحة لعناصر يشتبه في انتمائها إلى تنظيم "داعش"، كانت تعد لشن هجمات في المملكة، وضرب مؤسسات حيوية وحساسة وفق مخطط إرهابي خطير.
وحسب الأرقام الرسمية المغربية، فإن السلطات تمكنت منذ عام 2002 من تفكيك 152 خلية إرهابية، وإن الرقم تضاعف خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ كثفت الوحدات الأمنية من اعتقالها لأفراد تقول، إنهم يرتبطون بتنظيمات إرهابية، لا سيما بعد أحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وتأكيد تقارير رسمية سفر المئات من المغاربة للقتال في سوريا والعراق.
ويرى مراقبون أن الخطوة التي تقدم بها "داعش" على الدول المغاربية، تنذر بمزيد من المخاطر، بحسب ما يتضح من مجرى تمدد بؤر اللهب المغرب العربي وإفريقيا.

شارك