انطلاق ساعة الصفر من "الشرقاط".. تحرير الموصل من قبضة "داعش" على الأبواب

الخميس 08/سبتمبر/2016 - 02:13 م
طباعة انطلاق ساعة الصفر
 
تواصل القوات العراقية مساعيها لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث باتت المعركة على وشك النفاذ لاستعادة المدينة من قبضة التنظيم، وأعلن القيادي في منظمة بدر العراقية، كريم النوري، استكمال الاستعدادات العسكرية لمقاتلي "الحشد الشعبي" للمشاركة في معارك بوابة الموصل مركز نينوى، لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي. 
انطلاق ساعة الصفر
وأوضح النوري، اليوم الخميس 8 سبتمبر 2016 في تصريحات صحافية، أن مقاتلي منظمة بدر مستعدون لمعركة اقتلاع "داعش" من قضائي الشرقاط والحويجة اللذين يمثلان البوابتين المؤديتين إلى الموصل، كبرى مدن العراق سكانًا، التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في منتصف عام 2014.
 ويقول النوري: "نحن على كامل استعدادنا، بانتظار أوامر القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الحكومة حيدر العبادي"، لخوض معركتي تحرير الشرقاط والحويجة. 
ويعتبر قضاء الشرقاط واحد من أقدم مدن العراق والمنطقة، تابع لمحافظة صلاح الدين شمالي العاصمة العراقية بغداد، والواقع غربي الحويجة 45كم جنوبي غرب كركوك شمال البلاد.
وتعد الشرقاط والحويجة، من أبرز وأخطر معاقل تنظيم "داعش" في مناطق سيطرته في شمال العراق، وفيهما تسبب بقتل وتشريد عدد كبير من المدنيين الذين اتجهوا إلى ناحية العلم وتكريت بمحافظة صلاح الدين للعيش في أبنيتها الحكومية أو في المخيمات بانتظار التحرير. 
ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مشاركة قوات الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل، مشددا على أهميته كقوة ضاربة يخشاها تنظيم داعش، مضيفًا أن الحشد الشعبي أصبح، الآن، مؤسسة حكومية يديرها القائد العام للقوات المسلحة، وهي قوة ضاربة تمكنت من تحقيق النصر في مناطق عدة وهزمت الإرهاب والآن الدواعش يخشون الحشد". 
وأوضح العبادي أنه لا يوجد قرار أو ضغط أمريكي بمنع قوات الحشد الشعبي من المشاركة في تحرير الموصل، مشيرًا إلى أن الحشد سيشارك القوات الأمنية بصنوفها في معارك تحرير الموصل، كما شارك في معارك تحرير صلاح الدين وجرف النصر والفلوجة وغيرها.
وصعدت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة حملتها العسكرية على تنظيم "داعش" مؤخرا، ويتوقع أن تزحف على الموصل أكبر معقل للتنظيم في وقت لاحق هذا العام.
ويساند القوات العراقية في معركة الموصل، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أعلنت قوات البيشمركة الكردية انتهاء عملياتها العسكرية في شرق وجنوب شرق الموصل شمالي العراق؛ حيث سيطرت على جسر الكوير الاستراتيجي الذي يربط بين الموصل وكركوك في وقت سابق ، وذلك بدعم من طائرات التحالف الدولي، وتبعد بلدة كوير حوالي 35 كيلومترًا جنوبي الموصل في محافظة نينوى، المعقل الرئيس لتنظيم داعش في العراق.
انطلاق ساعة الصفر
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية أن ذكرت في تقرير لها، أن تواجد قوات البيشمركة في محافظة نينوى يثير الجدل لدى الحكومة العراقية خاصة بعد رفضها الانسحاب من المحافظة التي تحتل داعش معظمها، بما فيها العاصمة الموصل التي سيكون مصير تحريرها مجهولًا، بعد أن أكدت قوات البيشمركة في سهل نينوى مجددًا مخاوف الحكومة العراقية، ورئيس الوزاء حيدر العبادي الذي طالبها بعدم التوسّع باتجاه الموصل حتى وإن كان تقدمها دعماً للقوات العراقية في معركة نينوى، إلا أن حكومة كردستان رفضت هذا الطلب وردت عليه بتأكيد مضيّها في التقدم في سهل نينوى ورفض انسحابها من المناطق التي سيطرت عليها.
وتعتبر الموصل الواقعة شمال بغداد ثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة، ووقعت في يد التنظيم المتطرف في صيف عام 2014، ومن المنتظر بدء حملة عسكرية لاستعادتها قريبًا.
ومدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
ومن المرتقب أن تنطلق ساعة الصفر لتحرير الشرقاط والحويجة، بعد قطع إمدادات عناصر تنظيم "داعش" للقضائين من الموصل عبر جنوبها- ناحية القيارة التي استعادتها القوات العراقية حديثاً، وكبدت التنظيم هزيمة تاريخية فادحة أضيفت لسجل خسائره في الأنبار وصلاح الدين. 

شارك