بعد تفجيرات طرابلس.. "داعش" باقٍ ويتمدد في ليبيا
الخميس 08/سبتمبر/2016 - 04:59 م
طباعة
فيما تشهد ليبيا حالة فوضى عارمة، في ظل تنازع الأطراف الليبية على أحقية تولي السلطة، تستغل الجماعات الإرهابية المسلحة ذلك الفوضى للقيام بالمزيد من العمليات التفجيرية في أنحاء البلاد؛ حيث انفجرت سيارتان مفخختان في العاصمة الليبية طرابلس، صباح اليوم الخميس 8 سبتمبر 2016، الأولى خلف مقر وزارة الخارجية والثانية قرب المقر السابق لحكومة الوفاق الوطني دون وقوع ضحايا.
من جانبه أكد المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي وقوع انفجارين بسيارتين مفخختين، في مدينة طرابلس، ولا توجد معلومات عن هوية من قام بعملية تفجير السيارتين، وننتظر إتمام التحقيقات والتي بدأت فور التفجير". وأشار المتحدث إلى أن "انفجار السيارة الثانية يبعد حوالي 2 كيلومترًا على الأقل عن قاعدة أبو ستة البحرية، وهي المقر الدائم للمجلس الرئاسي الليبي".
ويرجح مراقبون أن منفذي الهجمات من قبل التنظيم الإرهابي "داعش" وبالأخص بالتزامن مع محاربة الأخير من قبل قوات الوفاق الموالية للمجلس الرئاسي والمدعومة أمميًا في مدينة "سرت"، مؤكدين أن الفارين من سرت قاموا بتنفيذ تلك الهجمات، مرجحين أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من العمليات التفجيرية.
وقال مصدر لوكالة فرانس برس: "انفجرت سيارتان مفخختان في طرابلس، الأولى خلف مقر وزارة الخارجية (شمال) عند الساعة الثامنة والنصف صباحا (06:30 تغ)، والثانية في مكان قريب إلى جانب القاعدة البحرية بعد نحو عشر دقائق من الانفجار الأول".
وفي المقابل لم تعلن أية جهة مسئوليتها عن التفجيرين، وتطوق فرق أمنية تابعة لوزارتي الداخلية والردع المكان، وتمنع المارة من الاقتراب، فيما سمحت لسيارات المواطنين بالمرور من الطريق المقابل لمقر الحكومة القريب.
وتعتبر منطقة طريق "الشط" أبرز المناطق التي تتركز فيها المقار الأمنية كقاعدة بوستة البحرية بالإضافة للميناء، فضلًا عن المقار الحكومية ومن أبرزها مقر وزارة الخارجية.
ووفق فرانس برس، فقد أكد عطية البشاري عضو مديرية أمن "سوق الجمعة" بطرابلس أن أسباب الانفجاريين لم تتضح بعد، مرجحا أن يكون الحدثين على صلة بالإرهاب.
ويقع مقر وزارة الخارجية في منطقة مطلة على القاعدة البحرية التي كانت تتخذها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة مقرًّا لها قبل أن تنتقل إلى مقر رئاسة الوزراء.
والجدير بالذكر أن العاصمة طرابلس شهدت في السنوات الماضية عدة انفجارات بسيارات مفخخة، اخرها قبل نحو عام عندما انفجرت سيارة مركونة قرب سجن في وسط المدينة، موقعةً أضرارًا مادية من دون إصابات بشرية.
وتشهد ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، انقسامًا سياسيًّا أفرز برلمانين، وحكومتين تدير الأولى المدن الشرقية والثانية تسيطر على غربي البلاد، ناهيك عن حكومة الوفاق الوطني التي انبثقت عن اتفاق مصالحة، تم توقيعه نهاية العام الماضي في مدينة الصخيرات المغربية، لكنها لم تتمكن من مزاولة مهامها بشكل كامل، بسب استمرار الخلافات بين الأطراف المتصارعة.
ومن جانبها لا زالت قوات الوفاق الوطني الليبية، تواصل مساعيها لاستعادة مدينة "سرت" بالكامل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"؛ حيث هاجمت القوات آخر مواقع التنظيم الإرهابي في المدينة منتصف الأسبوع الجاري، معلنةً السيطرة على مواقع إضافية في الحي رقم 3 في شرق المدينة؛ حيث دارت اشتباكات قتل فيها عشرة من المقاتلين الحكوميين.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أنه بعد مرور ثلاثة أشهر، من بدء معركة تحرير سرت، من قبضة "داعش"، نجحت قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق الوطني، في السيطرة على أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في المدينة، والتي تعد أبرز معاقل التنظيم، وحققت القوات انتصارًا مهمًّا بسيطرتها على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، وكانت قالت القوات الليبية إنها انتزعت السيطرة على أحد آخر أحياء وسط سرت من يد مسلحي تنظيم "داعش"، مواجهة القناصة والسيارات المفخخة في حملة لاستعادة المدينة بأكملها.
وتعتبر مدينة سرت آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحًا مهمًّا في معركة محاربة داعش.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات، أنه بعد تحرير مدينة سرت سيواصل داعش عملياته القتالية بواسطة سيارات مفخخة وعمليات انتحارية، إلى جانب تنفيذ اغتيالات عشوائية، ويبعث داعش برسالة للعالم بأنه باق ويتمدد بعد تفجيرات طرابلس اليوم.