تفجيرات "بغداد".. ورقة "داعش" القادمة لمواجهة القوات العراقية

السبت 10/سبتمبر/2016 - 01:46 م
طباعة تفجيرات بغداد.. ورقة
 
في ظل استمرار العمليات التفجيرية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي "داعش" في مختلف أنحاء العالم، شهدت العاصمة العراقية "بغداد" تفجيرين فجر اليوم السبت 10 سبتمبر 2016، هزا شارع فلسطين، وأسفر عن سقوط 39 قتيلاً وجريحاً.
تفجيرات بغداد.. ورقة
وأفادت مصادر في تصريحات صحافية، ارتفاع عدد الضحايا إلى 39 قتيلًا، عدد و24 مصابًا كحصيلة أولية، جراء تفجير سيارتين مفخختين، قرب مركز النخيل التجاري في منطقة شارع فلسطين شرقي بغداد.
وأضافت المصادر أن "قوات الشرطة فرضت إجراءات مشددة حول مواقع التفجيرين، فيما نقلت سيارات الإسعاف المصابين إلى المستشفيات القريبة".
وتبنى التنظيم الإرهابي "داعش" اليوم السبت، التفجير المزدوج بسيارة مفخخة، وانتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا وقعًا قرب مركز تجاري، في شارع فلسطين، في ساعة مبكرة، من فجر اليوم، شرقي العاصمة العراقية بغداد، وقال: إن التفجيرين "ضربا تجمعاً للشيعة".
وأضاف "داعش" في بيان نقلته وكالة "أعماق" الناطقة باسمه أن "عمليتان متعاقبتان بحزام ناسف وسيارة مفخخة، ضربتا تجمعا للشيعة بشارع فلسطين في بغداد".
يذكر أن العاصمة بغداد تشهد بين الحين والآخر تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات وأحزمة ناسفة، إضافةً إلى هجمات متفرقة تستهدف المدنيين وعناصر الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة منها، ما يسفر عن سقوط العشرات من الأشخاص بين قتيل وجريح.
ويأتي التفجير المزدوج قبل أقل من أسبوع على مقتل 10 مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بإنفجار سيارة مفخخة وسط الكرادة، بالعاصمة، التي شهدت مقتل 324 مدنيا بانفجار سيارة مفخخة مطلع يوليو الماضي.
وسبق أن ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، في تقرير لها، أن مقاتلي التنظيم الإرهابي "داعش" يخاضون منذ فترة، معارك طاحنة ضد الجيش العراقي والميليشيات الشيعية الموالية له وقوات البيشمركة، بالإضافة إلى مقاتلين سُنَّة مناهضين للتنظيم بعد سيطرة الأخير على مناطق واسعة في محافظات شمالي وغربي العراق.
وتواصل القوات العراقية مساعيها، لاستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة التنظيم منذ إعلانه عن دولة الخلافة الإسلامية في مارس 2014، حيث نجح التنظيم في الاستحواذ على أكبر المناطق العراقية منها بغداد والموصل وغيرهما من المدن العراقية.
ونجحت القوات العراقية على مدار المرحلة السابقة في استعادة بعض المناطق من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، منها الفلوجة وهي ثاني مدن محافظة الأنبار وكانت تشكل رمزًا بالنسبة لتنظيم داعش وإحدى أهم معاقله في العراق، وتقع على بعد 50 كيلومترا غرب بغداد، وسيطر عليها الجهاديون مطلع عام 2014 وأصبحت بعدها معقلًا رئيسيًّا لهم وكانت ثاني أكبر مدن العراق الخاضعة لسيطرة التنظيم.
كما نجحت في استعادة الرمادي وهي كبرى مدن محافظة الأنبار، والتي تعد أكبر محافظات العراق وتشترك بحدود مع سوريا والأردن والسعودية، في غرب البلاد، واستطاعت القوات العراقية استعادة السيطرة على المدينة في فبراير الماضي .
وسيطر الجهاديون على الرمادي (100 كلم غرب بغداد) في مايو 2015، أثناء هجوم تخللته تفجيرات انتحارية.
كذلك استعادت القوات العراقية تكريت، والتي تقع على بعد 160 كلم شمال بغداد، بلدة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وكانت ثاني أكبر مدن العراق التي سقطت بيد الجهاديين، بعد الموصل.
واستعادت القوات الأمنية السيطرة عليها بمساندة قوات الحشد الشعبي، وهي فصائل شيعية مدعومة من إيران، في أبريل 2015، وكانت أكبر المدن التي يستعاد السيطرة عليها آنذاك.
تفجيرات بغداد.. ورقة
سنجار، تمكنت قوات البيشمركة الكردية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في 13 سبتمبر الماضي، من استعادتها بعد أن سيطر عليها تنظيم "داعش" في أغسطس 2014؛ حيث ارتكب تجاوزات ومجازر وعمليات اغتصاب وترحيل استهدفت الأقلية الإيزيدية.
بيجي، استعادتها القوات العراقية منتصف أكتوبر، وتقع على بعد 200 كلم شمال بغداد، قرب أهم مصافي النفط في البلاد.
وشهدت بيجي مواجهات استمرت مطولًا قبل أن تستيعد القوات الأمنية السيطرة عليها من تنظيم داعش، وتقع على طريق رئيسي كما أنها منطلق مهم لشن هجمات ضد معاقل المتطرفين في مدينة الموصل ومحافظة الأنبار.
وفي يوليو الماضي أعلنت غرفة عمليات بغداد، أنه تم استعادة مركز مدينة الصقلاوية بالكامل من تنظيم داعش الإرهابي بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين.
كما نجحت القوات العراقية بمشاركة طائرات التحالف الدولي في استعادة مدينة الخالدية الواقعة شرق مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار.
وتأتي العمليات التفجيرية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي، انتقامًا للخسائر الذي لحقت به على مدار المرحلة الماضية، وفقده لأكثر من نصف الأراضي التي استولى عليها في العراق، وما زال التنظيم قادرًا على قيادة معقليهما في الموصل والرقة واللتين ترمزان للدولة التي سعوا لبنائها بالشرق الأوسط.
وتأتي استعادة العراق لقاعدة القيارة الجوية والمناطق المحيطة لها على نهر دجلة هذا الصيف، تمهيدًا لحملة أكبر على المدينة؛ حيث يعلن قادة القاعدة الجوية أن هذا الهجوم سيكون أواخر شهر أكتوبر المقبل.
قائد عمليات الموصل، اللواء نجم الجبوري، أكد أن المقاتلين الأشداء من التنظيم تسللوا على الأرجح خارج المدينة وانتقلوا عبر الصحراء إلى سوريا؛ حيث قتل الكثير من كبار القادة والمقاتلين الأجانب هناك عن طريق استهدافهم بالضربات الجوية، مضيفا أن تحقيق الانتصار بحلول نهاية العام سيكون سهلًا، ما يعني تنفيذ تعهدات رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وفي الوقت الحالي تجري الاستعدادات العسكرية في الجيش العراقي لاستعادة الموصل التي تمثل أكبر مدينة يسيطر عليها هذا التنظيم المتشدد، وتعمل القوات الأمريكية حاليًّا على تدشين مركز للإمدادات اللوجسيتة لجنوب العراق، فيما تحذر الأمم المتحدة من أكثر العمليات الإنسانية تعقيدا هذا العام.
ووفق مراقبين فإنه في الفترة الأخيرة خسر تنظيم داعش أماكن كثيرة، حولت الأمور لديهم من اقتناص الأراضي وكسب المعارك، إلى الخسارة بعد اتحاد قوات المنطقة ضدهم؛ حيث أجبرت القوات العراقية أفراد التنظيم على الانسحاب من تكريت وسنجار في الشمال وبيجي المشهورة بمصفاة النفط، وأخيرًا تم طردهم من الرمادي والفلوجة بمحافظة الأنبار غرب البلاد.

شارك