بعد موافقة الأسد وقوى المعارضة.. طرفي النزاع السوري "ماريونت" في يد الروس والأمريكان
السبت 10/سبتمبر/2016 - 08:15 م
طباعة
عكست موافقة نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية على الاتفاق الروسي الأمريكي بوقف إطلاق النار في سورية، مدى ما نفوذ الدولتين العظمتين ومدى تأثيرهما في الأزمة التي انطلقت شرارتها منذ نحو 5 سنوات ولا حلول تلوح في الأفق إلى الآن، ويقول مراقبون إن حل القضية في يد روسيا وأميركا، وما بقية الدول الآخرى الفاعلة في الأزمة إلا أوراق تنفيذ لمُخطط الدولتين، وطرفي النزاع "عرائس مارويونت" في يد الدولتين.
البداية كانت مع موافقت الحكومة السورية على اتفاق الهدنة الأميركي الروسي المزمع البدء بتطبيقه اعتبارا من الاثنين في سوريا، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن "مصادر مطلعة" السبت، وقالت المصادر ان "أحد أهداف الاتفاق الروسي الاميركي هو التوصل الى حلول سياسية للأزمة في سورية"، مضيفة ان "الحكومة السورية وافقت على الاتفاق".
ويبدو أن الأسد كان ينتظر إعلان المعارضة السورية موقفها من الاتفاق، حتى يُعلن هو الآخر موقفه المؤيد للاتفاق، حيث قال تيار المعارضة السورية الرئيسي، اليوم السبت، إن الاتفاق الأميركي الروسي المقترح قد يضع حداً في نهاية المطاف لمحنة المدنيين في أول رد فعل على الاتفاق.
وقالت بسمة قضماني، المتحدثة باسم الهيئة العليا للمفاوضات، إن الهيئة ترحب بالاتفاق "إذا جرى تطبيقه"، وأضافت في بيان أن المسؤولية تقع على عاتق روسيا، لأن نفوذها "هو السبيل الوحيدة لامتثال النظام"، ولكن عادت الهيئة العليا للمفاوضات وصرحت إنها لم تتلق نسخة من نص الاتفاق الأمريكي الروسي للسلام وإن موقفها لن يتحدد إلا بعد التشاور مع الأعضاء الذين عبر بعضهم عن تشككه في نجاح الاتفاق.
وذكر النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، المتحدث العسكري باسم كتائب نور الدين الزنكي أن الاتفاق سيمنح الجيش السوري فرصة لحشد قواه، والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المعارك الرئيسية بمدينة حلب، فيما قال فارس البيوش، قائد جماعة الفرقة الشمالية التابعة للجيش السوري الحر، إن روسيا ودمشق لم تلتزما بالاتفاق السابق، وإن فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها.
وحتى تحفظ حكومة الأسد ماء وجهها، أكدت مصادر ان "الاتفاق بكامله تم بعلم الحكومة السورية ووافقت عليه"، وهي ذات التصريحات التي اعتاد نظام الأسد إطلاقها إزاء العديد من الأحداث المُهمة في الازمة السورية.
وأعلن وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف اللذان يدعم بلداهما اطرافا متحاربين في سوريا مساء الجمعة الاتفاق، وقال لافروف إن موسكو "أطلعت الحكومة السورية" عليه، وأن الأخيرة "مستعدة لتطبيقه"، وأعرب كيري عن الأمل في أن يتيح الاتفاق "خفض العنف" وفتح الطريق أمام "سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سوريا".
ويتناول الاتفاق الروسي الاميركي في احدى نقاطه مدينة حلب في شمال سوريا التي تشهد وضعا انسانيا مروعا وتسيطر قوات النظام على احيائها الغربية في حين يسيطر المعارضون على احيائها الشرقية التي يحاصرها النظام، كما ينص الاتفاق على "نزع الاسلحة" من طريق الكاستيلو شمال حلب التي كانت الفصائل المقاتلة تستخدمها للتموين قبل ان تسيطر عليها قوات النظام.
وقالت المصادر المطلعة لـ"سانا" انه "سيتم وقف الاعمال القتالية في مدينة حلب لأسباب إنسانية"، وبموجب الاتفاق واستنادا الى تصريحات الوزيرين الاميركي والروسي، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي اعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام، او جبهة النصرة سابقا قبل ان تعلن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
كما ينص الاتفاق على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق اساسية سيتم تحديدها، وخصوصا وقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين، وعلى المعارضة أن تنضم الى اتفاق وقف الأعمال القتالية، فيما يمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الارض، ومن أبرز النقاط إدخال مساعدات إنسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب.
وبعد مرور سبعة ايام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الاسلامية.