أردوغان بين مطرقة "داعش" في سوريا وسندان "الكردستاني" في تركيا

الإثنين 12/سبتمبر/2016 - 03:52 م
طباعة أردوغان بين مطرقة
 

تفجير سيارة مفخخة أمام مقر حزب "العدالة والتنمية" في أول أيام العيد

انفجرت سيارة مفخخة صباح اليوم الاثنين الثاني عشر من سبتمبر أول أيام عيد الأضحى في تركيا، أمام مقر حزب "العدالة والتنمية"، في قلب مدينة فان، المدينة المكتظة بالحركة.
وهذا الانفجار وإن دل فإنما يدل على جرأة منفذيه، بأنهم قادرون على الوصول لمقر الحزب الحاكم، وفي قلب المدينة.. وكعادته أشار أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" بأصابع الاتهام لحزب "العمال الكردستاني"، بالرغم من أن الانفجار لم يعلن أحد مسئوليته عنه حتى الآن.
بشير أتالاي النائب
بشير أتالاي النائب عن فان من حزب «العدالة والتنمية»
وصرح "بشير أتالاي" النائب عن فان من حزب «العدالة والتنمية» قائلًا: إن «اثنين من الجرحى ضابطان في الشرطة، ووصف مكان وقوع الهجوم بأنه شارع مزدحم، وسط البولفار»، وأشار بأصابع الاتهام إلى حزب «العمال الكردستاني» المحظور. مضيفً أن «المنظمة الإرهابية استهدفت مبنى حزبنا وتواجد حزب العدالة والتنمية في السابق. هذا واحد منها». وقال شهود عيان إن قوة الانفجار تسببت في تحطم زجاج النوافذ في الجوار فيما لحقت بمكاتب حزب «العدالة والتنمية» أضرار بالغة.
وجاء رد فعل أردوغان بعد صلاة عيد الأضحى قائلًا: "إن لدى تركيا دليلاً على أن رؤساء البلديات الذين عُزلوا من مناصبهم من أكثر من 24 بلدية يديرها الأكراد يوم الأحد أرسلوا دعمًا لمسلحين أكراد، وكان يجب عزلهم من مناصبهم بشكل أسرع".

"أردوغان" في سوريا

أردوغان في سوريا
العلاقة بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وتنظيم الدولة "داعش" حيرت الكثيرين من المحللين والسياسيين؛ حيث وجه الغرب اتهامات لأنقرة بغض الطرف عن المسلحين الذين يعبرون الحدود التركية للانضمام لتنظيم "داعش".. والناظر في تصرفات تركيا سيجد أن مواقفها وأفعالها هي التي أوحت بذلك؛ حيث اتخذت مواقف تضعها في دائرة الشك، منها:
* حينما رفضت الانضمام للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد "داعش" والذي بدأ في سبتمبر 2014.
* إهمال ملاحقة أفراد التنظيم المتطرف في البلاد، تحت ذريعة أن داعش لم يلحق أضرارا بتركيا.
لكن سياسة تركيا تغيرت تجاه "داعش" خاصة بعد تفجير سروج الانتحاري الذي وقع في 20 يوليو 2015 الذي خلف 32 قتيلًا وأكثر من 100 جريح؛ حيث تم الإعلان عن علاقة منفذ التفجير بتنظيم "داعش"، ومنذ هذا التفجير بدأت تركيا تغير من مواقفها، فقامت بحملة اعتقالات ومداهمات للكثيرين من أتباع "داعش".
وأعلن أردوغان بعد ذلك في الرابع والعشرين من أغسطس 2016 إطلاق العملية العسكرية في سوريا، واضعًا أسبابًا عدة لهذه العملية، منها:
* تأمين الحدود التركية.
* استهداف مقاتلي "داعش" وحزب "العمال الكردستاني" في عقر دارهما في سوريا.
واستمرت تركيا في عملياتها رغم تنديد دمشق بعبور الدبابات التركية إلى الأراضي السورية، وحتى الآن ما زال أردوغان يتوسع في سوريا تحت ذريعة تأمين تركيا بدءًا من الأراضي السورية.

التفجير ليس الأول وليس الأخير

التفجير ليس الأول
تفجير فان اليوم ليس الأول من نوعه ويشير محللون إلى أنه ليس الأخير، فتركيا شهدت هذا العام 2016 عمليات إرهابية عدة، هي:
* هجوم حي السلطان أحمد 
ففي الثاني عشر من يناير 2016 تبنى تنظيم الدولة "داعش" الهجوم الانتحاري الذي وقع في إسطنبول في حي السلطان أحمد مما أسفر عن مقتل 12 شخصا ما بين أجانب وأتراك.
* هجوم محطة قطارات أنقرة
وقع الهجوم في السابع عشر من فبراير 2016، حيث تبنى تنظيم ما يسمى بـ"صقور حرية كردستان" مقتل 28 شخصًا وإصابة آخرين في هجوم وقع تحت جسر مؤدٍّ إلى محطة قطارات أنقرة في حي أولوص.
* تفجير سيارة مفخخة وسط أنقرة
في الثالث عشر من مارس 2016 قام تنظيم "صقور حرية كردستان" بتفجير سيارة مفخخة في وسط أنقرة، أسفر عن وقوع 35 قتيلًا وإصابة أكثر من 120 شخصًا.
* تفجير انتحاري في شارع الاستقلال
وفي التاسع عشر من مارس 2016 قام انتحاري بتفجير نفسه في شارع الاستقلال الشهير؛ مما أدى لسقوط 4 سياح، ونسبته السلطات التركية لتنظيم "داعش".
* انفجار شاحنة في ديار بكر
وفي الثاني عشر من مايو 2016 انفجرت شاحنة محملة بأطنان من المتفجرات في محافظة ديار بكر جنوب شرق تركيا، أسفر عن 16 عشر قتيلًا وإصابة 23 آخرين.
* تفجير سيارة مفخخة بحي بايزيد
في السابع من يونيو 2016 وقع 11 قتيلًا بينهم 6 من أفراد الشرطة نتيجة تفجير سيارة مفخخة بحي بايزيد في إسطنبول.
الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
ومنذ الانقلاب الفاشل الذي حدث في تركيا والرئيس التركي يقوم بحملات الاعتقال يمينًا ويسارًا تحت مزاعم أنهم متسببون في هذا الانقلاب، فهل سينجح أردوغان في المواجهات الخارجية المتمثلة في حربه مع تنظيم "داعش" والمواجهات الداخلية مع أنصار حزب "العمال الكردستاني" أم لداعش والكردستاني رأي آخر؟

شارك