الاقتلاع من الجذور
الأحد 18/سبتمبر/2016 - 07:13 م
طباعة
تحت عنوان "أطفالُ سوريا.. العالقون على حدود الحلم" حذرت في مارس الماضي من تدهور مصير الأطفال اللاجئين وخاصة السوريين، وأشرت إلى أن الاهتمام بملف التسوية السياسية ودمج الجماعات المتصارعة في العملية السياسية ومنها جماعات إرهابية يعقد الأزمة ولن يطرح حلولًا مناسبة.
هذا الأسبوع حذرت منظمة اليونيسيف للطفولة والأمومة في تقرير حديث لها من تدهور مصير الأطفال اللاجئين والذين بلغوا نحو 31 مليون طفل من كل 70 طفلًا في العالم يعيشون خارج بلادهم منهم 11 مليون لاجئ و17 مليونًا إضافيًّا هاجروا داخل بلادهم للهرب من العنف والصراعات، والإشارة إلى أن الأطفال الأقل من 18 عامًا يمثلون نصف العدد الإجمالي للاجئين في العالم، أي أن 13% من عدد المهاجرين الدوليين هم من الأطفال.
وكان من أبرز ما تمت الإشارة إليه في التقرير أنه في الفترة من 2010 إلى 2015 ارتفع العدد بنسبة 77%، خاصة في سوريا، وخلال الستة شهور الأولى من هذا العام بلغ حوالي 70% الذين عثروا على ملجأ في الاتحاد الأوروبي، والذين هربوا من الصراعات في سوريا وأفغانستان والعراق.
توقفتُ أمام ما ورد بالتقرير بشأن وجود أكثر من 50 مليون طفل حول العالم اقتلعوا من جذورهم، وأنه لا يوجد رصد منظم لأحوال الأطفال اللاجئين وأنه يتم تركهم وحدهم يتحملون المصير المجهول.
المثير للأمر أنه بالرغم من التقارير السلبية التي ترصد أوضاع ومعاناة الأطفال اللاجئين، إلا أن المجتمع الدولى وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عاجزون عن احتواء الأزمة، ولا تزال هناك محاولات للمواءمة السياسية بين دول وجماعات إرهابية ومتطرفة على حساب مستقبل الشعوب وأطفالها، وما يحدث في سوريا وليبيا واليمن يكشف بوضوح عن الازدواجية الغربية في التعامل مع هذه المحن.
الحرب مستمرة والمعاناة مستمرة والأطفال بلا مأوى وبلا تعليم وبلا خدمات صحية، والمجتمع الدولى عاجز عن اتخاذ التدابير المناسبة لحل الأزمة، وتكتفي المنظمات الأممية بإصدار تقرير هنا وهناك، مع بيانات شجب وإدانة، ولكن بماذا ينتفع الأطفال اللاجئين من كل هذه التقارير والبيانات في ظل استمرار الأزمة وتنامي المحن؟!
ومع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لا بد أن تسفر عنها قرارات واضحة وعاجلة بناءً على خطة واضحة تلتزم بها الدول المعنية، وضرورة توفير الاعتمادات المالية لإنقاذ الأطفال، وإفساح المجال للمنظمات العاملة في التعليم لاحتضان العدد الأكبر ودمجهم في النظام التعليمي، وتوفير الخدمات الصحية المناسبة لهم، فهناك أجيال عديدة خرجت من المدارس وشهدت السنوات القليلة الماضية ولادة الملايين من الأطفال دون أن تسمح لهم الظروف في الالتحاق بالمدارس، مما يخلق أجيالًا بلا تعليم وبلا مؤهلات وبلا مستقبل.
للمزيد: