بعد تبنيه عملية مينيسوتا.. "داعش" يُعزز وجوده في أمريكا بـ"الذئاب المنفردة"

الأحد 18/سبتمبر/2016 - 08:01 م
طباعة بعد تبنيه عملية مينيسوتا..
 
جدّد تنظيم "داعش" الإرهابي من قدرته على اختراق الدول الأوربية مستغلاً ما يُعرف بـ"الخلايا النائمة" أو "الذئاب المنفردة"، حيث أفادت وكالة "أعماق" المرتبطة بتنظيم داعش، اليوم الأحد أن الهجوم بالسلاح الأبيض الذي أدى إلى إصابة 8 أشخاص بجروح مساء السبت في مركز تجاري بولاية مينيسوتا الأميركية نفذه "داعشي".
كانت الشرطة الأميركية أعلنت أن 8 أشخاص أصيبوا بجروح نتيجة طعنهم من قبل مسلح في مركز للتسوق في ولاية مينيسوتا ليل السبت الأحد، فيما قتل المهاجم، وقال قائد شرطة مدينة سانت كلاود، بلير اندرسون، إن المهاجم "قال شيئا عن الله (..) وتأكدنا أنه سأل شخصا واحدا على الأقل ما إذا كان مسلما قبل أن يهاجمه"، لكنه شدد على أن التحقيق لا يزال مستمرا، وأضاف "لا يسعني القول الآن ما إذا كان الأمر يتعلق بهجوم إرهابي أم لا، لأنني لا أعلم".
كان تنظيم "داعش" الإرهابي أطلق فى منتصف مايو الماضى إشارة البدء لخلاياه النائمة وذئابه المنفردة لتوسيع حجم عملياته فى العمق الأوروبى واستهداف رعايا دول التحالف الدولى لمواجهة الإرهاب، بعد تصاعد حدة الضربات على معاقل التنظيم فى سوريا والعراق وليبيا، وفقده مدنا كانت خاضعة تحت سيطرته واحدة تلو الأخرى.
بعد تبنيه عملية مينيسوتا..
وما إن خرج المتحدث الإعلامى باسم التنظيم محمد العدنانى ــ الذى لقى حتفه أخيرا فى حلب ــ فى تسجيل صوتى مهددا باستهداف أوروبا وأمريكا بسلسلة عمليات، حتى انطلقت "ذئاب داعش المنفردة" لتضرب فى قلب القارة العجوز فى محاولة لدفع الشعوب الأوروبية للضغط على حكوماتها وإيقاف ضربات التحالف الجوية على معاقل التنظيم، ولم يكن نداء العدنانى فى ظاهره سوى دعوة لتكثيف العمليات فى قلب أوروبا وأمريكا، خصوصا أن عددا من العواصم الأوروبية شهد عدة عمليات نوعية للتنظيم خلال 2015 الماضى ومطلع 2016 الحالى، خاصة في فرنسا.
ويقول مراقبون إن استراتيجية "داعش" التى أعلن عنها الرجل الثاني محمد العدناني، قبل مقتله أخيرا، ليست أسلوبا جديدا بالنسبة للتنظيمات المتطرفة، فتنظيم القاعدة اتبع تلك الإستراتيجية عندما حاول استهداف المصالح الأمريكية بعدد من مناطق العالم فى محاولة لدفع الشعب الأمريكى للضغط على إدارته، لكن خطورة استراتيجية التنظيم تكمن فى سهولة اصطياده أتباعا جدد يحملون جنسيات أوروبية وليسوا من المهاجرين أو اللاجئين، وهو ما يصعب من مهمة أجهزة الأمن الغربية، كون التنظيم قادر على استغلال مواقع التواصل لنشر فكره بين الشباب.
بعد تبنيه عملية مينيسوتا..
كانت تقارير استخبارتية رصدت اتصالات توضح رفض التنظيم إلحاق اتباعه الأجانب المتواجدين فى دول أوربية فى مناطق نفوذه فى سوريا والعراق كما كان يفعل فى السابق، إذ طالبهم التنظيم بالبقاء فى الدول التى يحملون جنسياتها باعتبارها أرضا للجهاد، خاصة أن التنظيم أدخل تعديلا جديدا على سياسته، فبعدما كان يعتمد على التمدد فى الأراضى التى يسيطر عليها حتى يصل إلى الغرب، بات يعتبر أوروبا أرض جهاد مباشر، بعد فقدانه معاقله واحدة تلو الأخرى.
أسلوب "داعش" الجديد، دفع مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية للتحذير من أن التنظيم ينفذ استراتيجية "سمكة الصحراء" العسكرية التي تقوم بالأساس على المراوغة ونقل الصراع من مكان إلى آخر، وتنفيذ عمليات نوعية متزامنة في دول مختلفة، وقال المرصد إن التنظيم نجح في الإفلات من مناطق الصراع في الشرق الأوسط إلى مناطق جديدة في أوروبا وأميركا، تلافيا الضربات المتلاحقة التي أضعفت من قوة التنظيم في مناطق نفوذه في سوريا والعراق وليبيا وغيرها.
بعد تبنيه عملية مينيسوتا..
غير أن المرصد أشار الى اسلوب آخر للتنظيم يستخدم فيه "الذئاب المنفردة" لتنفيذ عملياته، سواء أكانت هذه العمليات بالأسلحة المتطورة أو بالطرق البدائية مثل السكين أو حتى العصا، والذئاب المنفردة، هم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، لكنهم ينفذون هجمات مسلحة بدوافع عقائدية.
وبالنظر إلى طريقة التنفيذ، يشير المراقبون إلى أن التنظيم يبدو كما لو أنه فقد القدرة على التخطيط لهجمات جديدة في الغرب، لكن قطاعاً واسعاً يعتقد أيضاً أن ضربات الذئاب المنفردة، تؤشر على ضعف استخباراتي في ملاحقة المتطرفين، بدليل أن أغلب الذئاب المتوحشة، معروفون لدى أجهزة الأمن ولديهم ملفات قضائية.. هنا يطرح البعض سؤالاً مفاده: هل ستشكل الخلايا النائمة أو ما يسمى بالمتطرف الانفرادي خطر الإرهاب القادم؟

شارك