خلافات "الصدر" و"المالكي" تتصاعد بالعراق وإيران تمهد للصدام بينهما
الإثنين 19/سبتمبر/2016 - 11:51 ص
طباعة
الخلاف بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي لا تخفى على أحد في العراق وخارجها، ففي الوقت الذي يتهم فيه الصدر المالكي بأنه هو سبب خراب العراق يرد عليه المالكي بأنه السبب في إرباك العملية السياسية في العراق، وسرعان ما تصاعد الخلاف بينهما مؤخرًا عندما قال الصدر عنه في إطار رده على سؤال لأحد أنصاره بشأن تصعيد المالكي ووسائل الإعلام التي يدعمها ضد السفير السعودي ثامر السبهان بأن المالكي "باع العراق للإرهاب وأنه يفتقد إلى أدنى شعبية في البلاد، والمالكي ليس ذي شعبية لكي يكون مؤثرًا"، ليرد عليه المالكي بأن التظاهرات التي يقودها تياره " تخريبية".
على الجهة الأخرى لم تترك إيران الفرصة لإشعال الخلاف بينهما؛ حيث أفادت مصادر بأنها حذرت رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، من أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يسعى لتصفيته قائلة: "إيران أخبرت المالكي بأن يتوخى الحذر، لأن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يريد تصفيته"، داعيةً إياه إلى "إرسال 200 عنصر لتدريبهم في إيران لمدة ثلاثة أشهر لتشكل قوة حماية خاصة به". وعلى أثر ذلك، أرسل المالكي 200 عنصر، جميعهم من أقاربه ومن بلدة طويريج في محافظة بابل مسقط رأسه، وهم متواجدون الآن في معسكرات تدريب خاصة بإيران لاستكمال تدريباتهم" وتأتي هذه المكافأة للمالكي كرد جميل على ما قدمه للمذهب الشيعي خلال ثماني سنوات من حكمه، قائلة له: "لاحظنا أن عدد حراسك قليلون ونريد أن نكافئك على خدمتك للمذهب" إن "المالكي أجرى جولة مكوكية في إيران، إضافة إلى طلبه مقابلة المرجع الشيعي علي السيستاني، لطلب دعمه في ترؤس مجلس السياسيات الاستراتيجية". وأخبرت إيران المالكي بأنها تدعمه في ترؤس مجلس السياسات الاستراتيجية.
يذكر أن رئيس الوزراء السابق زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، قد هاجم في بيان شديد اللهجة، الاعتصامات التي جاءت تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ملوّحا باستخدام القوة، من خلال التهديد بأنّ "الرجال بالرجال والسلاح بالسلاح؛ حيث تبرز أمامنا ظاهرة غريبة في ظرف حرج وهي الطريقة التي يريد البعض بها إجراء عملية الإصلاح وفق قناعاته وسياقات تفكيره حصرا، دون مراعاة الآليات الدستورية وأنّ تلك التحركات هي محاولات لفتح ثغرة في جدار الوحدة الوطنية يتسلل من خلالها أعداء العراق والعملية السياسية، ويجدون ضالتهم وفرصتهم لإسقاط العملية السياسية، وتتحرك البؤر المعادية لشعبنا كحزب البعث المقبور والعصابات الإجرامية والإرهابيين والطائفيين لينتقموا للضربات التي وجهناها لهم".
وشدّد قائلًا: "لن يستطيع أحد مهما تصور قوته وحضوره، السيطرة على الأوضاع المتداعية التي يستغلها أعداؤنا جميعا"، داعيا "القوى السياسية إلى المبادرة بالموافقة على إجراء التعديل الوزاري كخطوة على الطريق، وإلى التكاتف حول أسس التفاهم والشراكة التي ينظمها الدستور مع شعور عال بالمسئولية وإنّنا نعض على جراحنا ونستمر في استئصال هذه الغدد ليستقيم الأمر بالعمل الجماعي والتفاهم وفق الأسس والمبادئ الوطنية، وليس في أجواء التهديدات وقرقعة السلاح الذي لن يخرج أحد فيه رابحًا وأنّ السلاح يقابله سلاح والرجال يقابلهم رجال ويبقى دافع الثمن هو الشعب والبلد، وبالذات المناطق التي لم تتمكن عصابات داعش من تخريبها بعد، وإن الاحتكام إلى الشارع خطأ ينتهي بتدمير البلد والمجتمع".
وقد سبق وهاجم المالكي الصدر عندما كان رئيسًا للوزراء ووجه انتقادات شديدة له قائلًا: "يؤسفنا أن يتحدث من يزعم أنه يقود تيارًا دينيًّا بلغة لا تحمل سوى الشتائم والإساءات التي لم تفاجئ أحدًا في داخل العراق وخارجه، وتتجاوز أبسط اللياقات الأدبية في التخاطب مع الآخرين، وأنه مع التزامنا بسياسة عدم الرد عليه وآخرين لفترة طويلة والترفع عن الانزلاق في مهاترات لا تخدم العراق وشعبه، وأنه من حق مقتدى أن يمارس الدعاية الانتخابية المبكرة، لكن عليه أيضًا ألا يستخف بعقول وذاكرة العراقيين الذين يعرفون جيدًا مَن قتل أبناءهم في ظل ما كان يسمى (المحاكم الشرعية) سيئة الصيت، ومَن الذي كان يأخذ الإتاوات والرشاوى وشارك في الفتنة الطائفية، والقائمة تطول كما يتذكر العراقيون الشرفاء أيضًا من تصدى بحزم وقوة بوجه تنظيم القاعدة الإرهابي وسطوة ميليشيا مقتدى التي أشاعت القتل والخطف وسرقة الأموال في البصرة وكربلاء وبغداد وباقي المحافظات".
مما سبق نسطيع التأكيد على أنه في ظل حالة عدم الاستقرار بالعراق فإن الخلاف بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي سوف يتصاعد، وأن المستفيد الأكبر منه هو إيران التي سيسمح لها بالمزيد من النفوذ والسطوة على حكومة بغداد.