قبل انطلاق معركة تحرير الموصل.. "داعش" يتصدى للبيشمركة بالانتحاريين
الثلاثاء 20/سبتمبر/2016 - 02:06 م
طباعة
في الوقت الذي بدأت الحكومة العراقية بالدفع بحشود عسكرية قرب الموصل لاستعادة ثاني أكبر المدن العراقية التي يسيطر عليها داعش منذ يونيو 2014، يحشد قواته في مناطق شمال مدينة الموصل، وذلك لمواجهة أي عملية عسكرية محتملة ضده تنفذها قوات البيشمركة.
نعيم هلكورد، النقيب في البيشمركة، قال: إن معلومات استخباراتية واردة لغرفة العمليات العسكرية، تؤكد أن نحو 40 سيارة رباعية الدفع، تحمل أسلحة حديثة ومعدات قتالية متنوعة تابعة لداعش، وصلت إلى أطراف ناحية بعشيقة، وبلدة تلكيف شمال شرق الموصل، مشيرًا إلى أن القيادات العسكرية للبيشمركة، وضعت خطة للتعامل مع تحشيد قوات داعش، والاستعداد لأي طارئ قد يحدث خلال الساعات القادمة، دون أن يذكر تفاصيل تلك الخطة.
وكان شن التنظيم عدة هجمات في محاور بعشيقة، والكوير شرق، والخازر "جنوب شرقي"، مستهدفاً قوات البيشمركة، لكن الأخيرة تصدت لتلك الهجمات وتمكنت من إحباطها، بحسب تصريحات النقيب في البيشمركة شيرزاد زاخولي.
وتزامن الهجوم، بحسب زاخولي، مع هجمات أخرى شنها التنظيم، مستهدفاً قوات البيشمركة في محاور بعشيقة والكوير والخازر، لكن الأخيرة تصدت لها وتمكنت من إحباطها، دون أن يوضح مزيدًا من التفاصيل حول الهجمات.
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية أن ذكرت في تقرير لها أن الموصل الواقعة شمال بغداد تعتبر ثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة، ووقعت في يد التنظيم الإرهابي في صيف عام 2014، ومن المنتظر بدء حملة عسكرية لاستعادتها قريبًا.
ومدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وتعتبر الموصل هي آخر معركة جبهوية مع التنظيم الإرهابي داعش، واعتبر فلاح مصطفى بكر وزير العلاقات الخارجية في إقليم كردستان أن الموصل حيوية للإقليم، وأن الوضع الاقتصادي لا يسمح بالمساومة حول مستقبل المدينة.
ووفق معلومات موثوقة فقد أقام التنظيم الإرهابي، نقاط تفتيش على الطريق الرابط بين مفرق قرية بعاجة، وشمال المدينة، فضلا عن إقامته نقطة تفتيش أخرى جنوبي حي الخصم، الواقع إلى الجنوب من المركز، مضيفًا أن الأمر يأتي ضمن مخاوفه من بدء عملية نزوح كبيرة، وكذلك للسيطرة على أكبر عدد من السكان، بالتزامن مع الاستعداد لانطلاق عملية عسكرية خلال الأيام القادمة.
وفي هذا السياق أطلق التنظيم سراح 17 شابًّا محتجزًا لديه بذريعة تهريب العائلات خارج الشرقاط، وقالت مصادر أمنية إن المفرج عنهم مصابون بالجرب وأمراض أخرى، وهم في حالة صحية يرثى لها ، مبينةً أن ذويهم دفعوا أموالاً لقيادي بارز في التنظيم من أجل إطلاق سراحهم.
وفي هذا السياق توصلت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الثلاثاء 20 سبتمبر 2016، مع إقليم الإدارة الكردية في شمال البلاد، على تفاصيل الحملة العسكرية المرتقبة لانتزاع الموصل من قبضة تنظيم داعش، ومن بينها اتخاذ الإقليم منطلقاً لاحتشاد القوات العراقية قبل الهجوم نحو المدينة.
وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة التابعة للجيش، العميد يحيى رسول، إن وفداً من قيادة العمليات يضم كبار قادة الجيش اجتمع مع رئيس الإقليم، مسعود برزاني، ومسئولين عسكريين أكراد لبحث العمليات العسكرية التي ستجري تجاه تحرير مدينة الموصل، واص الاجتماع بأنه "تاريخي"، مبيناً أنه "تم الاتفاق على أمور مهمة وجرى التنسيق بين قيادة العمليات المشتركة وحكومة الإقليم.
وأشار إلى أن رئيس الإقليم أبدى موافقته على كل ما طرح في الاجتماع، وكان متفائلاً جداً، وقال: إن داعش هو العدو المشترك ويجب أن نقف وقفة رجل واحد لطرده من الموصل.
من جانب آخر، أكد بيان صادر عن رئاسة الإقليم الكردي، أن الاجتماع حضره عدد من القيادات العليا الأمنية والعسكرية في الإقليم، إضافةً إلى سفير الولايات المتحدة في بغداد، دوكلاس سيليمان، والجنرال تاونسيند قائد القوات الأمريكية في العراق، وكين كروس القنصل الأمريكي في أربيل، وعدد من المستشارين والمسئولين الأمريكيين، وعبد الأمير الزيدي نائب رئيس أركان الجيش العراقي، وعدد من القيادات العراقية العسكرية العليا.
وأوضح البيان أن الاجتماع أكد أن هدف الجميع هو دحر داعش خلال المعركة المرتقبة، مشيراً إلى التعاون المشترك بين قوات الإقليم، والقوات العراقية، وقوات التحالف الدولي.
الفريق جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، ذكر توصل وزارته لاتفاق مع وزارة الدفاع العراقية على الخطتين الإعلامية والإغاثية الخاصة بمعركة الموصل، مؤكدًا أن اجتماعاً مشتركاً عقد أمس، بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع في الحكومة الاتحادية، بحضور ممثلين من التحالف الدولي، تم خلاله الاتفاق على توحيد الخطاب الإعلامي للمعركة المرتقبة في الموصل، مشيراً إلى أن الاتفاق تضمن تشكيل خلية مشتركة بين بغداد وأربيل، تتولى مهمة إصدار البيانات الخاصة بمعركة الموصل.
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وأكبر مدينة في قبضة داعش في سوريا والعراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في صيف عام 2014، قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد، كما تعتبر الموصل هي آخر معركة جبهوية مع التنظيم الإرهابي داعش.