تخوفات التحالف الدولي من معركة الموصل تدفعه لتدريب البيشمركة
الخميس 22/سبتمبر/2016 - 12:48 م
طباعة
بالتزامن مع الاستعدادات لاستعادة مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية التي يسيطر عليها داعش منذ يونيو 2014، وحشد الأخير قواته في مناطق شمال مدينة الموصل، لمواجهة أي عملية عسكرية محتملة ضده تنفذها قوات البيشمركة، قال مسئول أمني كبير بوزارة البيشمركة بالإقليم الكردي، شمالي العراق أمس الأربعاء 21 سبتمبر 2016، إن قوات التحالف الدولي سلحت لواءين من البيشمركة "جيش الإقليم"، و"شارف على الانتهاء" من تدريبهم على تلك الأسلحة، استعدادا لمعركة تحرير الموصل بمحافظة نينوي.
وتقود الولايات المتحدة الأمريكية، تحالفا دولياً بمشاركة أكثر من 40 دولة، للقضاء على التنظيم الإرهابي داعش في العراق وسوريا، حيث يشن غارات جوية على معاقل التنظيم في الدولتين، كما يتولى جنود أمريكيون تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية لتعزيز قدرتها في الحرب ضد داعش.
ووفق قادة عسكريين عراقيين فإن هناك استعدادات لبدء شن الحملة العسكرية لتحرير مدينة الموصل أواخر أكتوبر المقبل.
في هذا السياق، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي جو دانفورد" إن القوات العراقية ستكون جاهزة بحلول شهر أكتوبر المقبل للهجوم على معاقل التنظيم، موضحًا أن العراقيين سيكونون جاهزين في أوائل أكتوبر لبدء العمليات، لكنه أشار إلى أن توقيت بدء هذه العملية مرتبط بقرار سياسي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وبعد لقائه بالعبادي في واشنطن أول أمس الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: إن معركة استعادة الموصل من قبضة تنظيم الدولة قد تبدأ "سريعًا إلى حد ما"، لكنه أقر بأنها ستكون صعبة.
والجدير بالذكر أن وزارة الدفاع العراقية اتفقت في وقت سابق مع الإقليم الكردي في شمال البلاد، على تفاصيل الحملة العسكرية المرتقبة لانتزاع الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، ومن بينها اتخاذ الإقليم منطلقاً لحشد القوات العراقية قبل الهجوم نحو المدينة.
الفريق جبار ياور الأمين العام لوزارة البيشمركة أكد أن التحالف الدولي بدأ منذ نحو عام تدريب وتسليح اللواءين الأول والثاني في قوات البيشمركة، ضمن الخطة الأمريكية لتسليح القوات العراقية.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مدينة الموصل لها أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش، حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد، حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وتعتبر الموصل هي آخر معركة جبهوية مع التنظيم الإرهابي داعش، واعتبر فلاح مصطفى بكر وزير العلاقات الخارجية في إقليم كردستان أن الموصل حيوية للإقليم، وأن الوضع الاقتصادي لا يسمح بالمساومة حول مستقبل المدينة.
وأوضح ياور أنه تم التسليح ومراحل التدريب شارفت على النهاية دون تحديد موعد"، لافتا إلى أن "اللواءين سيشاركان بمعركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش، لافتًا إلى أن الأسلحة التي سلمت للواءين متطورة.
وكانت أعلنت الولايات المتحدة في أبريل 2016 عزمها تسليح 9 ألوية عسكرية تابعة للجيش العراقي، و3 ألوية عسكرية تابعة لقوات البيشمركة، بعد موافقة الكونغرس على تخصيص مبلغ 1.6 مليار دولار لهذا الغرض.
وبدأت الحكومة العراقية في الدفع بحشودات عسكرية قرب الموصل، في مايو الماضي، ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من داعش، كما تقول الحكومة إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.
وفي سياق أخر، حذر بريت ماكجورك، المبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، من تكرار أي انتهاكات قد تنجم أثناء تحرير الموصل، على غرار الانتهاكات التي وقعت خلال استعادة مدينة الفلوجة العراقية.
وقال ماكجورك إنه "لا تهاون" مع أي عمليات تعذيب طائفي أو انتهاكات أخرى قد تنجم عن الهجوم المقرر لاستعادة مدينة الموصل العراقية المعقل الرئيس للتنظيم المتشدد، مضيفًا خلال لقاء على هامش اجتماعات الأمم المتحدة السنوية لزعماء العالم ، أن "التحالف يتخذ بالفعل خطوات لضمان عدم تكرار الانتهاكات التي وقعت في أعقاب استعادة مدينة الفلوجة العراقية في يونيو عندما احتجزت فصائل شيعية عشرات المدنيين السنة وعذبتهم".
وذكر ماكجورك أن فحص الأشخاص الفارين من المدينة أمر مهم لضمان تلقي السكان العاديين للمساعدات وعدم تعرضهم لانتهاكات، قائلا: "يجب التأكد من أن عملية الفحص في الموصل تجرى باحترافية مع وجود بعض المراقبين من طرف ثالث في مراكز الفحص هذا ما نأمل في حدوثه".
ويقول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن استعادة المدينة ستكون بمثابة هزيمة التنظيم فعليا في العراق.
وذكر ماكجورك أن واشنطن تعمل لضمان أن تكون قوات الأمن المشاركة في تحرير الموصل ممن دربهم التحالف وأن يتفق على دور القوات المختلفة قبيل العملية التي قد تبدأ في أكتوبر، قائلا: نريد أن نخطط للسيناريو الأسوأ.
وأكدت تقارير إعلامية أن عناصر الحشد الشعبي انتهكت حقوق المدنيين أثناء سيطرتها على مدينة الفلوجة العراقية بدعم أمريكي في يونيو الماضي. وتحدثت التقارير عن احتجاز أو تعذيب عدد من المدنيين السنة.
وأشارت التقارير إلى أن أكثر من 700 سني لا يزالون مفقودين بعد مرور أكثر من شهرين على سقوط الفلوجة التي كانت معقل تنظيم داعش.
ووفق مراقبين، يثير أعداد المسلحين المشاركين في القتال في العراق ومنهم البيشمركة الكردية وقوات الحشد الشعبي وهي تحالف تابع للحكومة يضم فصائل معظمها شيعية، مخاوف كبيرة بشأن الاستراتيجية التي يتبعها المشاركون في المعركة وما إذا كان سيفضي إلى مزيد من العنف الطائفي.