بعد خسائره الفادحة.. مجازر "داعش" تعود مجددًا إلى الواجهة في العراق
السبت 24/سبتمبر/2016 - 01:35 م
طباعة
على الرغم من خسائره الكبيرة خلال العام الحالي 2016م في العراق إلا أن تنظيم داعش الدموي لا يفوت أي فرصة للإعلان عن دمويته، في محاولة منه لبث نوع من الشجاعة الوهمية لدى مقاتليه، وهو الأمر الذي كشف عنه مؤخرًا من خلال فيديو صادم جديد أظهر عملية إعدام مروعة نفذها تنظيم داعش في العراق بحق ما لا يقل عن 50 شخصاً، معظمهم من جنود الجيش العراقي.
ويظهر في الصور ملثمون يطلقون النار على رءوس الضحايا من الخلف، أثناء ركوعهم داخل خندق من الرمال، وهم معصوبو العينين وفي لقطات أخرى، يبدو عناصر من داعش أثناء حفر مقابر جماعية في الرمال للضحايا وتظهر في لقطات أخرى عمليات استجواب للضحايا قبل إعدامهم، ومناشداتهم للقتلة بالعفو دون جدوى، وأخرى الضحايا وهم يتعرضون للضرب والإذلال قبل إعدامهم.
وكان الشيخ نعيم الكعود شيخ عشيرة البونمر في الأنبار قد أعلن في وقت سابق عن أن تنظيم داعش أعدم 300 سجين من أبناء العشائر الذين يشك في ولائهم له، وأن السجناء المعدومين كان أغلبهم من عشائر البومحل بالدرجة الأساسية، ويأتي بعدهم بالعدد سجناء عشيرة الكرابلة، ومن ثم أبناء عشيرة السلمان، وأيضًا هناك محتجزون آخرون تم إعدامهم من ضمن الـ300 يعودون لقبائل متفرقة، وأن قسمًا من السجناء أعدم داخل الأراضي السورية، والقسم الآخر في مدينة القائم الحدودية"، مرجحاً استمرار عملية الإعدامات بعد أن شعر الدواعش بأن معركة الحسم باتت قريبة منهم.
وفي سياق متصل أيضًا ذكر محافظ الموصل أثيل النجيفي، عبر تدوينة نشرها على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن تنظيم داعش الإرهابي ارتكب جريمة جديدة خلال الأيام الماضية بإعدامه 300 عراقي، وأن نصف الضحايا هم من الجيش العراقي السابق أو من شرطة محافظة نينوى الذين لم يتمكنوا من الخروج من المحافظة، وأما النصف الآخر فمن المدنيين ممن شك داعش بأنهم معارضون لحكمه ولوجوده في نينوى.
كما أعلن عنه خالد العبيدي وزير الدفاع العراقي، في تصريح سابق أن أكثر من 2000 عراقي بمحافظة نينوي شمال العراق أعدموا على أيدي "داعش" الذين يسيطرون على المنطقة، قائلًا: "إن تنظيم داعش أعدم بدم بارد 2070 من مواطني نينوي لم يتعاونوا معه"، ولكنه لم يؤكد متى وقعت عمليات الإعدام وكيف تمت، وذلك بسبب تعذر الوصول إلى مناطق واسعة في شمال وغرب العراق يسيطر عليها تنظيم داعش منذ أن اجتاحها عبر الحدود السورية في يونيو عام 2014.
وقال شهود ومصادر في مشرحة بالموصل عاصمة نينوي: إن "معظم عمليات الإعدام التي أعلنت مؤخرًا وقعت على مدى الأشهر الستة الماضية، وإن غالبية الضحايا الذين قتلوا في جرائم عامة مثل السرقة، دفنوا في وقت سابق، لكن جثث الصحفيين وجنود الجيش والشرطة العراقية السابقين سلمت إلى المشرحة في وقت سابق من اليوم الجمعة 7-8-2015م، وإن التنظيم وزع قوائم تضم أسماء الضحايا".
وما زال العالم يذكر نشر موقع تنظيم داعش عقب استيلائه على الموصل لصورًا مروعة لعمليات قتل وذبح جماعى لجنود عراقيين خلال اجتياح عناصر الحركة لبعض المدن والمحافظات العراقية الشمالية، والتي أظهرت مقاتليه الملثمين وهم يذبحون جنود عراقيين أو يقومون بإطلاق الرصاص عليهم وهم مكبلو الأيدي من الخلف بعد أن تم وضعهم على الأرض بشكل جماعى.
وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية التي نشرت الصور إلى أن عناصر "داعش" قاموا بنقل عشرات الجنود الأسرى في شاحنات بشكل جماعي، وتم إجبارهم على الاستلقاء بوجوههم على الأرض في حفرة ضخمة مع أسلحتهم وهم مكبلو الأيدي من الخلف، وتم إطلاق النار عليهم، وتظهر الصور البشعة الجنود وهم غارقون في الدم وإن هذه الصور المروعة يمكن أن تزيد من شحذ التوترات الطائفية لدى الشيعة وهو ما تم بالفعل في مواجهات داعش مع الجيش العراقي .
مما سبق نستطيع التأكيد على أن ما يحدث الآن من مجازر من قِبل داعش ما هو إلا رد على خسائره الكبيرة خلال العام الحالي 2016م في العراق، وأن التنظيم لن يفوت أي فرصة للإعلان عن دمويته في محاولة يائسة منه لبث نوع من الشجاعة الوهمية لدى مقاتليه.