استعادة "الشرقاط".. هل تكون بدايةً لتحرير الموصل من قبضة "داعش"؟

السبت 24/سبتمبر/2016 - 02:13 م
طباعة استعادة الشرقاط..
 
بعد معارك دامية، استغرقت زمنًا طويلا، نجحت القوات العراقية في تحرير مدينة الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين بشكل كامل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش".
استعادة الشرقاط..
وأكد مسئول خلية الإعلام الحربي في العراق، محمد البيضاتي، أن القوات الأمنية العراقية حررت الشرقاط شمال محافظة صلاح الدين بشكل كامل.
ويعتبر قضاء الشرقاط واحد من أقدم مدن العراق والمنطقة، تابع لمحافظة صلاح الدين شمالي العاصمة العراقية بغداد، والواقع غربي الحويجة 45 كم جنوبي غرب كركوك شمال البلاد.
وتعد الشرقاط والحويجة، من أبرز وأخطر معاقل تنظيم "داعش" في مناطق سيطرته في شمال العراق، وفيهما تسبب بقتل وتشريد عدد كبير من المدنيين الذين اتجهوا إلى ناحية العلم وتكريت بمحافظة صلاح الدين للعيش في أبنيتها الحكومية أو في المخيمات بانتظار التحرير.
وأعلن الجيش العراقي أول أمس الخميس 22 سبتمبر 2016، تحرير مدينة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين من قبضة تنظيم داعش، جاء ذلك في بيان نشرته خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة.
وجاء في البيان: "ها هو انتصار عراقي جديد يتحقق في الشرقاط باشراف القائد العام للقوات المسلحة وبتخطيط وتنسيق قيادة العمليات المشتركة انطلقت عمليات تحرير الشرقاط بقيادة الفريق الركن جمعة عناد قائد عمليات صلاح الدين واشتركت قطعات الجيش العراقي من الفرقة ٩ والفرقة ١٦ والفرقة ١٥ ولواء ٥١ من الحشد الشعبي وبإسناد نوعي من القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي."
وقال البيان: وخلال 72 ساعة خاضت قواتكم المسلحة البطلة فيها معركة نوعية خاطفة تكللت بتحرير قضاء الشرقاط بالكامل ورفع العلم العراقي على المقرات الحكومية فيه وسط تهليل واستبشار الأهالي وتأييدهم بعد هزيمة عصابات داعش الإرهابية وتكبيدها خسائر فادحة."
وكان التلفزيون العراقي شبه الرسمي قال في وقت سابق في خبر عاجل إن القوات الأمنية العراقية سيطرت على مبنى قائمقامية قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين ورفعت العلم العراقي فوقه.
في الوقت نفسه استعاد الجيش العراقي مع المتطوعين من أبناء العشائر، وبمشاركة طيران التحالف الدولي، 10 قرى بينها وكر لـ"قذائف جهنم"، من سيطرة تنظيم "داعش" في جزيرة البغدادي معقله المهم والخطير في الأنبار غرب البلاد.
وقالت مصادر موثوقة: إن عناصر داعش تكبدوا هزيمة فادحة خسر فيها 10 قرى خلال يومين فقط، بتقدم القوات العراقية التي تضم الجيش وحشد أبناء عشائر الأنبار، في جزيرة البغدادي شمال غرب قضاء هيت. 
ومن ضمن المدن التي تم استعادتها، في جزيرة البغدادي، الواصلية، والغراف، والسمالة، ويردة، حيث تمكنت القوات من بسط سيطرتها عليها حتى مساء أمس الجمعة.
ووفق مصادر فقد عثرت القوات العراقية في هذه المدن على مخبأ داعش الخاص بقذائف يُصنعها محلياً تُعرف باسم "قذائف جهنم" استخدمها في وقت سابق بهجمات صاروخية عشوائية على المدنيين والقوات القريبة من الجزيرة لا سيما في ناحية البغدادي، وقضاء هيت. 
في ذات السياق، نجحت القوات العراقية، في استعادة ست قرى في جزيرة البغدادي، من قبضة داعش هي، دويلية البوشطب، والمعميرة، واقطنية، والغربي، والميسرية، والجواعنة، حيث كان يصعب على التنظيم أن يقاوم فيها بسبب أراضيها الصحراوية المكشوفة أمام ضربات التحالف الدولي. 
استعادة الشرقاط..
ولم يتكبد داعش خسائر كبيرة في أرواح عناصره، بسبب فرار باقي العناصر من الجزيرة باتجاه جزيرة هيت والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها التنظيم في غربي الأنبار، تاركين أسلحة وعبوات ناسفة. 
من جانب آخر، أعلنت قيادة عمليات الأنبار استعادة قوة تابعة للفرقة العاشرة في الجيش العراقي ومقاتلي العشائر السيطرة على "معسكر برافو" في جزيرة الرمادي الواقعة إلى الشمال من مدينة الرمادي من التنظيم.
وقال مصدر عسكري: إن أهمية المعسكر تكمن في كونه يمثل خط امداد للتنظيم في جزيرة الرمادي عبر الصحراء الغربية.
يذكر أن "معسكر برافو" كان مقرًّا رئيسيًّا للقوات الأمريكية في شمال مدينة الرمادي قبل مغادرتها العراق.
وتعد استعادة الشرقاط جزءًا من جهد يهدف إلى تأمين خطوط الإمداد إلى الشمال، استعدادًا لمعركة تحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية وثانية المدن العراقية من قبضة التنظيم المذكور.
وتعتبر الموصل الواقعة شمال بغداد ثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة، ووقعت في يد التنظيم المتطرف في صيف عام 2014، ومن المنتظر بدء حملة عسكرية لاستعادتها قريبًا.
ومدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن تحرير الشرقاط والحويجة، على وشك الانطلاق، وبالأخص بعد قطع إمدادات عناصر تنظيم "داعش" للقضائين من الموصل عبر جنوبها- ناحية القيارة التي استعادتها القوات العراقية حديثاً، بعد أن كبدت التنظيم هزيمة تاريخية فادحة أضيفت لسجل خسائره في الأنبار وصلاح الدين.

شارك