بعد الاعتراف الرسمي بالتدخل في دول المنطقة.. الميلشيا المسلحة وسيلة إيران لتمرير أجندتها
السبت 24/سبتمبر/2016 - 07:37 م
طباعة
في اعتراف رسمي من أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، وقائد الحرس الثوري الأسبق محسن رضائي، بدعم إيران للميلشيات المسلحة في دول المنطقة لتنفيذ مُخططها في دول المنطقة، حيث قال رضائي إن طهران لن تتخلى عن حلفائها في سوريا والبحرين واليمن، وإنها ستواصل دعمهم سياسيا ومعنويا.
ورضائي، عاد إلى صفوف الحرس الثوري بعد موافقة المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، على طلبه في مايو من العام الماضي، ليكون مستشارا لوحدات الحرس الثوري المكلفة بالقتال إلى جانب حلفاء طهران في سوريا والعراق واليمن، ووجه رضائي رسالة إلى زعيم الانقلابيين الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، في 29 مارس 2015، حث خلالها الأخير على الاستمرار في "المقاومة" ضد عمليات "عاصفة الحزم".
وتنتهج إيران سياسة الاعتماد على الجماعات المسلحة الشيعية التي تعمل على دعمها في دول المنطقة مثل جماعة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والميلشيا المسلحة في العراق، لتمرير أجندتها في المنطقة، الأمر الذي أدخلها في كثير من الأزمات مع دول الجوار، خاصة دول الخليج العربي.
رضائي أقر خلال مقابلة "كريستين ساينس مونيتور" الأميركية، بوجود صراع الدائر بين إيران والسعودية، وقال إن "إيران لن تبدأ الحرب على السعودية ما لم تكن هي المبادرة"، مشددا في الوقت نفسه على أن "الحرب الدعائية ضد السعودية ستستمر ما لم يتغير سلوك السعودية في المنطقة"، على حد تعبيره.
وفي لغة تنبئ عن مدى تربص إيران بالمملكة السعودية، إذ قال قائد الحرس الثوري الأسبق "إيران لا تملك حدودا برية مع السعودية، ولا يمكننا إرسال قوات برية إلى هناك، لكننا نهاجم من الجو والبحر في مياه الخليج، اذا ما اندلعت الحرب"، كما تطرق إلى خيار استخدام إيران الصواريخ في الحرب بقوله: "يعتقدون (دول الخليج) أنهم يتصدون لأنظمتنا الصاروخية. هذه التحاليل خاطئة ونحن نعد خياراتنا لحساباتهم، لكننا لا نريد وقوع حرب. نصبر ربما يعيدون النظر في المواقف".
ورأى أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني أن تدخلات بلاده في الدول العربية، خاصة في سوريا واليمن والبحرين والعراق، تأتي في "إطار الصراع مع السعودية"، وتطرق رضائي إلى حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق (1980-1988)، وقال إنها "لم تكن حربا من جانب العراق إنما السعودية هي التي دفعت صدام الى الحرب مع إيران"، على حد زعمه.
من هو محسن رضائي؟
ومحسن رضائي من مواليد 1954، وهو القائد السابق للحرس الثوري، ورشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2013 لمنافسة حسن روحاني.
ويعتبر رضائي أحد رجالات الثورة وقد انتقل من العمل العسكري إلى السياسي بعد أن عينه المرشد الأعلى علي خامنئي أمينا لمجمع تشخيص مصلحة النظام عام 1997.
كما شارك في انتخابات مجلس الشورى عام 1999 عن تيار المحافظين، ولكنه لم يحصد الأصوات المطلوبة، ثم ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2005 ولكنه انسحب مبررا الأمر بكثرة عدد المرشحين.
ونافس رضائي الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد أثناء الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009، وحصل على المرتبة الثالثة بعد أحمدي نجاد ومير حسين موسوي، وفق النتائج التي أعلنت وتسببت باحتجاجات واسعة اتهم أنصار موسوي الحكومة بتزوير نتائج الاقتراع، مما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الخضراء ومن ثم قمعها على يد الحرس الثوري