بعد سيطرة الجيش الليبي على النفط.. هل تحسم قوات الوفاق معركة سرت؟

الأحد 25/سبتمبر/2016 - 10:23 ص
طباعة بعد سيطرة الجيش الليبي
 
بالتزامن مع الحرب النفطية التي تحدث في ليبيا، وسيطرة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على منطقة الهلال النفطي، أعلنت قوات موالية لحكومة الوفاق الليبية أنها أحبطت 3 محاولات لتفجير سيارات ملغومة مع تجدد المعارك العنيفة ضد مخابئ لتنظيم داعش في مدينة سرت.
بعد سيطرة الجيش الليبي
وتلتهب الأحداث في ليبيا، ما بين السيطرة على موانئ النفط من جانب الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، ومحاولة القضاء على داعش في مدينة سرت من جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج.
ويرى مراقبون أن قوات الوفاق بين خيارين: إحداهما أن تحسم قوات الوفاق معركة سرت نهائيًا في الوقت الحالي، والآخر أن تترك معركة الحسم في الوقت الحالي لحين حسم معركة النفط أولًا، والذي تسعي للسيطرة عليه منذ توليها زمام الأمور في البلاد.
ويسعى كلا الطرفين لمصالحهما الشخصية؛ حيث يرفض السراج سيطرة حفتر على الهلال النفطي، كذلك يرفض حفتر تولي السراج زمام الأمور في البلاد.
ويرى محللون أن طرد عناصر داعش من سرت لا يعني فقد التنظيم لليبيا، بل قد يؤدي هذا للمزيد من الهجمات المتناثرة هنا وهناك في أرجاء ليبيا التي لا تزال مركز تجنيد للتنظيم.
وحصلت القوات، منذ أول أغسطس على دعم جوي تمثل في ضربات جوية أمريكية استهدفت مركبات ومخازن أسلحة، وساحات معارك للمسلحين.
وتعتبر مدينة سرت آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحا مهما في معركة محاربة داعش.
وذكرت تقارير أن ثمانية من عناصر قوات البنيان المرصوص قتلوا، وأصيب 50 إثر معارك مع تنظيم داعش بمنطقة الجيزة في مدينة سرت الليبية.
وفي الوقت الذي تكبدت فيه القوات الليبية خسائر فادحة في الأرواح بسبب نيران القناصة والتفجيرات الانتحارية والشحنات الناسفة المحلية الصنع وقُتل أكثر من 500 وأُصيب أكثر من 2000، كذلك تكبد داعش خسائر فادحة في عناصره.
وطوّقت القوات التي تقودها كتائب من مدينة مصراتة غربا وتدعمها منذ الأول من أغسطس الماضي ضربات جوية أمريكية، إرهابيي داعش في منطقة سكنية تُعرف بالحي رقم 3 وهي آخذة في التقلص في وسط سرت بعد حملة دامية بدأت قبل أربعة أشهر تقريباً.
أكرم قليوان الناطق باسم مستشفى مصراتة، قال: إن ما لا يقل عن 9 من المقاتلين الذين تقودهم قوات مصراتة قُتلوا الخميس، وأُصيب أكثر من 40 بجروح متفاوتة الخطورة.
من جهته، أوضح الناطق باسم القوات التي تقودها كتائب مصراتة رضا عيسى أن جماعات من المسلحين انعزلت عن بعضها البعض خلال القتال الذي دار الخميس، مضيفًا أن مسلحي داعش منعزولون وتحاصرهم قوات حكومة الوفاق في منطقتين مختلفتين.
بعد سيطرة الجيش الليبي
 وتابع عيسى أن اثنتين من السيارات الملغومة دُمرتا قبل أن تتمكنا من الوصول إلى أهدافهما وضُرِبت الثالثة في غارة جوية، بيد أنه لم يتضح ما إذا كانت الغارة نفذتها طائرة أمريكية أو ليبية.
ومعظم مقاتلي الكتائب من مدينة مصراتة التي تبعد نحو 230 كيلومترًا شمال غربي سرت، ويرجح مراقبون أن يتسبب انتزاع مدينة سرت من قبضة "داعش" في تداعيات متنوعة، منها أن التنظيم سيعيد انتشار مسلحيه، وسيكون أمامه عدة خيارات من بينها اللجوء إلى المناطق الصحراوية جنوب البلاد أو المناطق الحدودية الغربية المحاذية للجزائر.
وفي سياق متصل، نفى الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص العميد محمد الغصري وجود عراقيل تواجه قوات البنيان المرصوص في حسم معركة تحرير المدينة من تنظيم داعش وبسط السيطرة عليها كلياً.
وقال الغصري: إن قادة المحاور يسيرون وفقاً للخطة العسكرية المعدة من قبل غرفة البنيان، وإن ما يُعرف بتنظيم داعش بجنسيات عناصره المختلفة محاصر وفي مكان ضيق، مضيفاً أنّ قوات البنيان المرصوص تحاصر عناصر داعش ولم يعد بإمكانهم إلا تلقي الخسائر والضربات.
بعد سيطرة الجيش الليبي
من جهة أخرى، طالب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بضرورة رفع حظر التسليح عن ليبيا، في خبر عاجل بثته فضائية أون تي في لايف وهي الخطوة التي حذت حذوها بودابست إذ طالب رئيس وزراء من النمسا بعد قمة دول أوروبا والبلقان الغرب بدعم جيش الوطني الليبي الذي يقوده القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية أن ذكرت في تقارير عدة مُتخصصة أسباب توجه "داعش ليبيا" إلى الجنوب حال هزيمته في سرت الليبية، أن تلك المناطق تتمتع بظهير صحراوي شاسع غير محكوم، كما توجد منشآت حيوية للنفط والغاز الطبيعي ما يمكنه إما السيطرة عليها أو شن هجمات إرهابية لتدميرها.
ويرجح مراقبون أن يؤدي انتهاء معركة سرت إلى اندلاع معركة أكبر وأكثر شراسة وتعقيدا، وهي معركة السيطرة على موانئ الهلال النفطي إلى الشرق من سرت، وحقول النفط إلى الجنوب من موانئ التصدير.
وتحظي حكومة الوفاق بدعم دولي كبير، وتساندها الأمم المتحدة في طرابلس لكنها تشكو من بطء الدعم الذي تقدمه لها.
وتوسع داعش في ليبيا في العام 2014 مستغلاً الفوضى السياسية والفراغ الأمني الذين نشأ بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي في انتفاضة شعبية قبل 5 سنوات. 
وسيطر التنظيم على سرت بالكامل في العام الماضي ليؤسس قاعدة مهمة للمقاتلين الأجانب ووسع سيطرته على طول حوالي 250 كيلومتراً من ساحل ليبيا على البحر المتوسط.

شارك