عماد عباس.. أحد قادة التصنيع العسكري القسامي
الخميس 21/أكتوبر/2021 - 09:07 ص
طباعة
حسام الحداد
عماد محمود عباس "أبو أحمد" مجاهد فلسطيني من قادة التصنيع العسكري في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
الميلاد والنشأة
وُلد في حي الدرج وسط مدينة غزة في عام 1973م، وبين جنبات الحي، نشأ وتدرج في حياة الجهاد والاستشهاد، أنهى القائد عماد تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة الإمام الشافعي، والثانوي في مدرسة فلسطين بالمدنية، وغلب على حياته الدراسية الجدية والحرص على التفوق والرغبة في إتمام الدراسة.
نشاطه العسكري
وللعمل العسكري في حينها ظروفه الخاصة، حيث إنه كان في البدايات الأولى له، تلك البدايات التي كانت لا تخرج عن نطاق المجموعات المسلحة التي تملك الوسائل القتالية البدائية لمطاردة الاحتلال عبر شوارع وأزقة مدينة غزة.
نشط عماد عباس في تلك المجموعات وأثبت حرصا على العمل العسكري وتطويره مهما كانت الظروف، فهو ممن تبنى النظرية التي لا تعرف معنى المستحيل في تطوير أدوات القتال والجهاد من أجل إثخان جرح الاحتلال على تراب فلسطين، مهما كانت الظروف ومهما ضعفت الإمكانات.
في الانتفاضة الأولى
مع مطلع الانتفاضة الأولى عام 1987م شارك عماد بصحبة المجموعات القسامية الأولى بالعديد من العمليات العسكرية ضد جنود ودوريات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، ومن الذين رافقهم في العمل العسكري هذا القائد القسامي عماد عقل، والقائد عوض سلمي وغيرهم من قادة الجهاد والاستشهاد الأوائل.
عملية معبر "كارني"
من أبرز العمليات العسكرية التي شارك فيها عماد، العملية العسكرية بالقرب من معبر "كارني" شرق مدينة غزة والتي قتل فيها جنديين اسرائيليين على الأقل في عام 1991م، في هذه الأثناء كان عماد قد أنهى الثانوية العامة وفي انتظار إعلان النتيجة، وقبل إعلانها أصبح مطارداً لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث اعتقل أحد رفاقه في العملية العسكرية المذكورة.
ردود أفعال حول العملية
وصف قائد كتيبة 13 في لواء غولاني بجيش الاحتلال الصهيوني العقيد (أفينوعم ستوليبتش)، استعدادات أفراد خلية المقاومة التي نفذت على معبر كارني شرق غزة وعددها الكبير، بالتنظيم الجيد جدا، فعملية الخيول هي عمليه غير عادية بحجمها الكبير فهي واسعة وليست محدودة .
وأضاف " لقد أمسكنا بهم قبل أن يصلوا إلى هدفهم"، مشيرًا إلى أن انتباه الجيش الصهيوني ورده أوقف المقاومين قبل أن يصلوا حسب زعمه. وأشار الضابط إلى أنه من المرجح أن يكون أفراد الخلية، قد خططوا لتفجير العبوات الناسفة التي كانت علي ظهور الخيول، من أجل خطف جنود صهاينة.
حيث استخدم المقاومون شاحنة وخيول محملة بالمواد المتفجرة، وخلالها تم تبادل إطلاق النار، ما أدى إلى استشهاد أربعة مقاومين وقد تمكن الباقين من الهرب، ولم تقع أي إصابات داخل صفوف الجيش الصهيوني حسب زعمهم.
في سجن الأمن المصري
وبعد أشهر من مطاردته بين أزقة وشوارع مدينة غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني تمكن عماد من إيجاد طريقة للتخلص من حالة المطاردة اللحظية التي يحياها، وفر له أحد رفاقه في كتائب القسام الظروف للهرب إلى مصر عبر البحر المتوسط خفية، ولكن لم يكمل طريقه إلى مصر حيث تم ضبطه من قبل قوات الأمن المصري التي اعتقلته ثمانية أشهر قبل ترحيله إلى ليبيا، فوجد عماد نفسه مضطراً للعيش مطارداً بين العواصم وحدود الدول العربية على غير رغبة منه.
لقاء المجاهدين
وتنقل عماد عباس إلى العديد من الدول العربية، كان منها "مالطا" حيث اللغة غير اللغة والدين غير الدين واللون غير اللون، ورغم ذلك تأقلم مع الحال الجديد و عمل على اكتساب مزيد من الخبرات العسكرية والجهادية.
عاد إلى أحد البلدان العربية ليلتقي هذه المرة بعز الدين الشيخ خليل أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي عمل بدوره على إعادته إلى فلسطين عام 1995م.
ولدى عودته إلى أرض الوطن عمد إلى صب ما اكتسبه وتلقاه من تدريبات عسكرية وخبرات جهادية في الجهاد العسكري لحركة حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام.
فمنذ تلك اللحظة بدأ طريق التطوير العسكري بصحبة إخوانه في كتائب عز الدين القسام وعلى رأسهم عدنان الغول الذي كان عماد له بمثابة الذراع اليمنى وأمين سره المخلص الذي لم يتوان يومًا عن تنفيذ أوامره العسكرية على أرض الواقع.
اغتياله ووفاته
شاءت الأقدار أن يتم اغتياله مع من أحب والذي كان رفيق حياته، مع عدنان الغول، حيث تمكنت طائرة الاستطلاع الصهيونية منهم في مدينة غزة عندما أطلقت على سيارتهما صاروخًا يوم الخميس 7 رمضان الموافق 21-10-2004 ففارق الحياة في حينه.