بطاركة وكنائس الشرق تنعي "حتر" اللهم ارحمه، وارحم جميع الدول العربية

الإثنين 26/سبتمبر/2016 - 03:05 م
طباعة بطاركة وكنائس الشرق
 
بمزيد من الحزن والأسى نعى عدد من بطاركة وأساقفة الشرق الكاتب الأردني ناهض حتّر، الذي اغتيل أمس أمام قصر العدل، وسط العاصمة عمّان، وما زالت برقيات العزاء تتوافد للعائلة ولكل أهل الأردن وقدّم البطريرك ميشيل صبّاح، بطريرك اللاتين السابق، من فلسطين، تعزيته إلى "كل أهل الأردن"، رافعًا الدعاء لكي يرحمه، ويرحم جميع الدول العربية المتخبطه بآلامها ودمائها.
وفيما يلي النص الكامل لتعزية البطريرك صبّاح:
إلى الأردن العزيز، إلى جلالة الملك عبدالله الثاني،
إلى كل أهل الأردن الأعزاء، تعازيّ وصلواتي.
إلى جميع آل حتر، تعازي وصلواتي.
تعازي إلى الأردن كله بمقتل إنسان أردني، في أهله وبلده.
وكل الأردن أهل وبلد له وللجميع. هو ناهض حتر.
أحمد الله للحكمة المستقرة في الأردن وفي العائلة الهاشمية وفي حكام الأردن.
أسأل الله أن يبقي الأردن اسرة واحدة متحابة.
أسال الله أن يملأ القلوب برحمته ومحبته.
أسأله أن يملأ القلوب بالقوة التي هي المحبة.
أسأل الله أن يمنح كل مؤمن في كل الديانات أن يرى أن الله رحمة ومحبة.
وأن قوة الإنسان الصحيحة هي المحبة.
أسأل الله أن يرحم القاتل حتى يرى مجد الله في المحبة لا في الموت، لا في موت أي أحد من خلق الله.
اللهم ارحمنا، واحفظنا واجعلنا كبارًا بمحبتك ومحبة جميع إخوتنا؛
كل الناس، كل الأردن، وكل العالم العربي المتخبط بآلامه ودمائه.
اللهم ارحمه، وارحم جميع الدول العربية، ارحم ناهض وارحم ذويه، جميع الأردن. اللهم، آمين.قدّم رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطالله حنا، تعزيته باغتيال الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر، مؤكدًا ضرورة تكريس ثقافة الحوار في المجتمعات العربية المستهدفة في الفكر والثقافة.
وقال الأسقف الأرثوذكسي: "لا يمكن تبرير هذه الجريمة بأي شكل من الأشكال، فالاختلاف في الرأي أو في بعض المواقف السياسية لا يجوز أن يؤدي إلى هذه الجرائم. إن هذه الجريمة النكراء التي وجب إدانتها واستنكارها من قبل الجميع يجب أن تجعلنا جميعًا أكثر وعيًا وحكمة ومسئولية تجاه ما يخطط لأمتنا العربية من استهداف للفكر والثقافة، ومن محاولات بائسة هادفة لتفكيك مجتمعاتنا وتدمير أوطاننا، وتحويلنا إلى طوائف ومذاهب متناحرة".
وأضاف: "إن اغتيال الكاتب ناهض حتر هو رسالة لكل واحد منا، لأننا وصلنا إلى مرحلة في غاية الخطورة تُستهدف فيها الأصوات الوطنية العربية التي تنادي بوحدة الأمة والدفاع عن قضاياها. وإذا ما اختلف البعض مع ناهض حتر حول تحليل ما يحدث في سورية أو في غيرها من الأماكن، أو حول موضوع نشر عبر الوسائل التواصل الاجتماعي، فهذا لا يبرر القتل بأي شكل من الأشكال".
وخلص رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس إلى القول: "علينا أن نكرس ثقافة الحوار في مجتمعاتنا العربية، ولا يجوز اللجوء إلى العنف مع أولئك الذين قد نختلف معهم، فالعنف لا يحل مشكلة بل يزيد التحديات والإشكاليات في مجتمعاتنا".
شجبت مطرانية اللاتين في المملكة الأردنية الهاشمية الجريمة النكراء التي راح ضحيتها المرحوم الكاتب الأردني ناهض حتر، وهي إذ تدين هذه الجريمة فإنها تعتبرها عنفًا غير مبرّر على الإطلاق، وتصبّ في خانة الإرهاب الذي يضرب المنطقة وعدة أماكن في العالم".
وأكدت المطرانية أن ما حدث ليس له طابع ديني، بل فكري، والاختلاف في الفكر يقابَل بالفكر والحوار لا بالقتل وسفك الدماء، معربة عن تعازيها الحارة للأسرة الأردنية الواحدة التي آلمها هذا المصاب الجلل، وإلى والدة المرحوم وإخوانه وأخواته وزوجته وأبنائه، وعموم عشيرة آل حتر والنبر.
وخلصت المطرانية في البيان الصادر اليوم، والموقّع من المطران مارون لحّام، بالقول: "نطلب من الله القدير أن يحمي بلدنا العزيز الأردن من كل فكر دخيل كي تُعزّز الوحدة الوطنية في هذه البلد الطيب بقيادة سيد البلاد صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم".
اغتيل الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر (56 عامًا)، صباح الأحد، بعد أن استهدفه أردني ينتمي للتيار السلفي، بطلقات نارية على أعتاب محكمة قصر العدل، وسط العاصمة عمّان.
وأحال مدعي عام الجنايات الكبرى ملف القضية إلى مدعي عام أمن الدولة بعد أن أسند له تهمتي القيام بعمل إرهابي وجناية القتل العمد. فيما أكد مصدر قضائي أن القاتل اعترف بإفادته بجريمته، وأشار إلى أنه سلفي، وليس له أية ارتباطات دينية أو سياسية.
وقبل تقديم الحكومة الأردنية برئاسة هاني الملقي استقالتها إلى الملك عبدالله الثاني، أدان مجلس الوزراء بأقسى العبارات الجريمة النكراء. واعتبر أنها غريبة عن المجتمع الأردني وقيمه الأصيلة، مؤكدًا أن وعي المواطنين وحرصهم على مصلحة وطنهم يقودهم إلى رفض وإدانة هذا العمل الإجرامي الذي يعد مساسًا بدولة القانون.
وفي وقت سابق، استنكر الناطق الرسمي باسم الحكومة الجريمة النكراء، مشددًا على أن اليد التي امتدت إلى الكاتب المرحوم ستلقى القصاص العادل حتى تكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الغادرة، ومؤكدًا أن القانون سيطبق بحزم، وأن الحكومة ستضرب بيد من حديد كل من يستغل هذه الجريمة لبث خطاب الكراهية الطارئ على مجتمعنا.
واستنكرت دائرة الإفتاء جريمة اغتيال الكاتب حتر، وقالت في بيانها "إن الإسلام يحرّم على أي شخص أن ينصب نفسه حاكمًا أو قاضيًا يحاسب الناس، لما يؤدي ذلك إلى الفوضى وإفساد المجتمع وإيقاع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد"، داعية "أبناء المجتمع الأردني جميعًا باختلاف أديانهم وأطيافهم إلى أن يقفوا صفًا واحدًا خلف قيادتهم الهاشمية ضد الإرهاب ومثيري الفتنة".
كما أعرب المركز الوطني لحقوق الإنسان عن رفضه قيام أي شخص بالتطاول على القانون، معتبرًا أن جريمة اغتيال الكاتب حتر عمل إجرامي وتطاول على القانون. وقال: "نهيب بكل الأطراف أن تحترم حرية الرأي وسيادة القانون، كما ونهيب الناس بالعدول عن خطاب الكراهية الذي يهدد الأمن القومي".
ودان نقيب الصحفيين الأردنيين جريمة اغتيال الكاتب ناهض حتر، مستنكرًا فعلة مجرم حاقد أطلق رصاصاته لسبب يقتصر على "اختلاف وجهات النظر"، مطالبًا بمحاسبة وإيقاع أقصى العقوبات بحق مرتكب الجريمة، وداعيًا الحكومة إلى التنبه لمثل هؤلاء الأشخاص حاملي الفكر المتطرف.

شارك