بعد الضغط الإيراني.. "العبادي" يلجأ لواشنطن لإدارة معركة الموصل

الخميس 29/سبتمبر/2016 - 05:11 م
طباعة بعد الضغط الإيراني..
 
بالتزامن مع اقتراب معركة تحرير الموصل ثاني أكبر المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش"، باتت الحكومة العراقية عاجزة عن حل الأزمة الحالية في كيفية الاستعدادت لبدء المعركة والتي تعتبر من أهم وأكبر المعارك ضد تنظيم "داعش".
بعد الضغط الإيراني..
وسبق للعبادي أن أعلن بأن القوات العراقية ستتولي تحرير الموصل بشكل كامل، إلا أن ضغوطًا إيرانية جعلته يراجع حسابه ويدعو إلى دور أكبر للحشد.
وطالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الولايات المتحدة لإدراة المعركة ووضع استراتيجية جديدة وكذلك إجبار خصومه الداخليين، وخاصة الحشد الشعبي، على القبول بالأمر الواقع.
ويرى مراقبون أن استنجاد العبادي بالأمريكيين لإدارة ترتيبات معركة الموصل وقيادتها يوحي بأنه يراهن على واشنطن أكثر من غيرها لضمان مستقبله السياسي في العراق خاصة في ظل خلافاته مع حلفاء إيران المباشرين، والذي يدعموا رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي.
وقال العبادي أمس الأربعاء 28 سبتمبر 2016: إن واشنطن سترسل المزيد من المدربين والمستشارين الأمريكيين لمساعدة القوات العراقية في المعركة من أجل استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، مضيفًا في بيان نشر على موقعه الإلكتروني تم التشاور مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطلب من الحكومة العراقية لزيادة أخيرة لعدد من المدربين والمستشارين الأمريكيين تحت مظلة التحالف الدولي في العراق لتقديم الإسناد للقوات الأمنية العراقية البطلة في معركتها الوشيكة لتحرير الموصل وتمت الموافقة على طلب الحكومة”.
وأكد مسئول أمريكي أن بلاده مستعدة لإرسال المزيد من القوات لمساعدة العراقيين، مضيفًا أنه بالتشاور مع حكومة العراق فإن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المزيد من أفراد الجيش الأمريكي للتدريب وتقديم المشورة للعراقيين مع زيادة الاستعدادات لحملة الموصل
وكان العبادي قد اجتمع مع أوباما ونائبه جو بايدن الأسبوع الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك رغم أنه ليس من الواضح إن كان الاتفاق قد تم هناك.
حيدر العبادي
حيدر العبادي
وأكد العبادي، أنه طلب أوباما بزيادة عدد المستشارين الأمريكيين استعدادًا لمعركة تحرير الموصل، وفيما بين أنه تمت الموافقة، أشار إلى أن البدء بتخفيض أعداد المستشارين والمدربين سيكون مباشرة بعد تحرير المدينة.
وقال مكتب العبادي في بيان له،: المعركة الحاسمة لتحرير مدينة الموصل للقضاء على عصابات داعش وتحرير كامل الأراضي العراقية، وفي ضوء الدور الذي يسهم به المدربين والمستشارين من التحالف الدولي للإسراع بحسم المعركة، تم التشاور مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطلب من الحكومة العراقية لزيادة أخيرة لعدد من المدربين والمستشارين الأمريكيين تحت مظلة التحالف الدولي في العراق لتقديم الإسناد للقوات الأمنية العراقية البطلة في معركتها الوشيكة لتحرير الموصل"، مبينًا أنه "تمت الموافقة على طلب الحكومة".
وأضاف العبادي، أنه "سيتم البدء بتخفيض اعداد المستشارين والمدربين مباشرة بعد تحرير الموصل"، مشيرًا إلى أن "دور المدربين والمستشارين ليس قتاليًّا إنما للتدريب والاستشارة فقط، وأن من سيحرر الأرض هي قواتنا البطلة ولا يوجد أي قوات أو مقاتل أجنبي يقاتل مع القوات العراقية منذ بدء عمليات تحرير الأراضي".
وستحدد الحكومة العراقية موعد انطلاق معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" بعد التأكد من جاهزية القوات العراقية والدعم الدولي المتوفر، فيما اتهم جهات، لم يسمها، بمعارضة تحرير المدينة بسبب وجود "الكثير من المشكلات".
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أمس الأربعاء أن واشنطن سترسل 600 جندي إضافي إلى العراق، لمساعدة القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل من تنظيم "الدولة".
وقال كارتر للصحفيين أثناء زيارته لولاية نيو مكسيكو: إن الجنود سيدربون القوات العراقية وسيقدمون لها المشورة والدعم اللوجيستي وسيساعدون في جهود جمع المعلومات.
وقال مسئول دفاعي أمريكي كبير: إن العدد المحدد للجنود سيكون 615 وإنهم سينضمون إلى الجهود "خلال الأسابيع المقبلة، وينتشر حاليًّا 4400 على الأقل من الجنود الأمريكيين في العراق في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن والذي يقدم دعمًا جويًّا مكثفًا وتدريبات ومشورة للجيش العراقي بعد انهياره في 2014 أمام الهجوم الخاطف الذي نفذه تنظيم داعش، لكن الوجود الأمريكي يقابل برفض من أحزاب موالية لإيران.
بعد الضغط الإيراني..
واعتبر مراقبون أن رئيس الوزراء العراقي لا يملك مقومات سلطة القرار بالكامل بشأن الموصل؛ لأن المسألة محلّ خلاف عراقي وإقليمي، ومن أجل ألاّ تتحول المدينة إلى غنيمة حرب، فإن اللجوء إلى الولايات المتحدة هو بمثابة إنهاء للجدل القائم في شأن مصيرها.
ويرى مراقبون أن الأمريكيين يملكون وسائل للضغط على تنظيم داعش داخل الموصل لا تملكها الأطراف الأخرى المعنية بالقضية، وهي وسائل استخبارية عالية الدقة، من شأنها أن تشكل رسائل طمأنة لسكان المدينة.
وحضر العبادي منتصف يوليو الماضي استعراضًا عسكريًّا كبيرًا حضره عدد من القيادات الأمنية العراقية وقادة لميليشيات الحشد الشعبي، ما فهم وقتها على أنه قبول من العبادي بالتحرك تحت جناح إيران وأدواتها السياسية والعسكرية في بغداد.
وتعتبر الموصل الواقعة شمال بغداد ثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة، ووقعت في يد التنظيم المتطرف في صيف عام 2014، ومن المنتظر بدء حملة عسكرية لاستعادتها قريبًا.
ومدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
ورجّح المراقبون أن يكون استنجاد رئيس الوزراء العراقي بأمريكا ما هو إلا رسالة لخصومه بأنه يمتلك أوراقًا متعددة لتثبيت وضعه.

شارك