الجيش الحر يعود إلى واجهة الصراع بمعركة "كبرى" في سوريا
السبت 01/أكتوبر/2016 - 12:36 م
طباعة
بعد الاتهامات الكثيرة التي وجهت للعديد من فصائله بالإضافة إلى عدم قدرته على حسم الصراع في سوريا وعجزه عن الحسم الميداني في الساحة السورية؛ الأمر الذي أدى إلى سيطرة الجماعات الجهادية عليها عاد الجيش السوري الحر لواجهة الصراع في سوريا بحديثه عن فتح جبهات قتالية واسعة ضد النظام السوري، وهو ما أعلنه المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد أن الجيش الحر في حلب استعاد كل النقاط التي سيطرت عليها قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، نافياً سيطرة النظام على منطقة مشفى الكندي وسط المدينة، وأن الثوار في كل سوريا يستعدون خلال الساعات القليلة القادمة لفتح جبهات عدة ضد قوات النظام استجابة لما يجري في حلب.
على الجهة الأخرى داخل الجيش الحر في مواجهة كبيرة مع تنظيم داعش الدموي؛ حيث يشهد ريف حلب الشمالي في وقت سابق معارك عنيفة بينه وبين التنظيم، وأكد تمكنه من صد هجوم للتنظيم وقتل 30 عنصراً من "داعش" في محيط مدينة مارع، بعد أن شنّ مسلحو التنظيم هجومهم من محاور كلجبرين وتلالين وسنبل القريبة من المدينة، بعد تمكنهم من حصارها من ثلاث جهات، وهو الأمر الذي رد عليه الجيش الحر بمزيد من المواجهة.
كما أحبطت عناصره عملية لداعش كانت تهدف إلى تفجير سيارة مفخخة في مارع واستطاعت قوات الجيش الحر تفكيك السيارة والقبض على قائدها تحديداً في أحرص الواقعة في ريف حلب، وكانت بداية رحلة المفخخة من الرقة وصولًا إلى مارع، وفيما مر قائد المركبة على نقطة تفتيش في أحرص الواقعة في ريف حلب، سقطت ورقة كانت وراء اعتقاله على يد مقاتلي الجيش الحر، وفشل مهمته وقال محمد العلي، قائد المكتب الأمني في جبهة الأصالة والتنمية وقتها: "عندما كنا نفتش السيارة وجدنا ورقة مكتوبا عليها عدم التعرض للأخ السائق من حواجز الدولة، لأنه يقوم بجلب السلاح والذخيرة من مواقع الصحوات المرتدين".
كما تصدى مقاتلو الجيش الحر للمحاولات التي يقوم بها تنظيم داعش لاقتحام مدينة مارع بريف حلب الشمالي؛ حيث دارت مواجهات عنيفة بين الطرفين في محيط المدينة تكبد فيها التنظيم المتطرف خسائر بشرية كبيرة، وسقط العشرات من مقاتليه وتم أسر مجموعة أخرى بينهم قياديون، كما أفاد ناشطون في ريف حلب وقد تمكن الجيش الحر من صد محاولات داعش التقدم والسيطرة على مواقع مهمة واستراتيجية بالمنطقة، وقد كشفت هذه المعارك مساندة النظام لمتطرفي داعش بتركيزه على قصف مواقع الجيش الحر بالمدفعية، متجنباً في الوقت ذاته مواقع التنظيم المتطرف كما استطاع الجيش الحر إحباط محاولة المتطرفين إدخال عربة مفخخة إلى مدينة مارع، وقام بتدميرها وتفكيك المواد المتفجرة التي كانت بداخلها.
وبعد أن سيطر المتطرفون على عدة بلدات في محيط مارع، استطاع الجيش الحر استعادة العديد منها من بينها مزارع الكفرة بريف حلب عقب اشتباكات عنيفة مع المتطرفين وتحت هذا الضغط وضربات الجيش الحر اضطرت مجموعات كبيرة من المتطرفين إلى الانسحاب من نقاط كانوا يسيطرون عليها ليستعيدها الجيش الحر، معززًا خطوط الدفاع فيها عبر تعزيزات لا زالت تتوافد إلى المنطقة؛ تحسبًا لأي هجوم مضاد.
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من الاتهامات الكثيرة التي وجهت من عدم قدرته على حسم الصراع في سوريا، وعجزه عن الحسم الميداني في الساحة السورية، الأمر الذي أدى إلى سيطرة الجماعات الجهادية عليها- إلا أن الأحداث الخيرة تكشف عن أن الجيش السوري الحر قادر على العودة مرة أخرى إلى واجهة الصراع في سوريا، وفتح جبهات قتالية واسعة ضد النظام السوري وداعش.