بمشاركة قوات أمريكية وفرنسية.. ساعة الصفر لمعركة الموصل باتت "وشيكةً"
السبت 01/أكتوبر/2016 - 01:50 م
طباعة
مع اقتراب حسم معركة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، الواقعة تحت قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، صرح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي اليوم السبت 1 أكتوبر 2016، بأن معركة تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش أصبحت "وشيكة."
وقال العبادي، في تصريح نقله تليفزيون العراقية الرسمي: "أصبحت الخطوة التالية لتحرير مدينة الموصل بعد تحرير مناطق مهمة في الآونة الأخيرة وشيكة، وأن التحضيرات حاليًّا قائمة على قدم وساق، وهناك انتصارات تحققها القوات العراقية على الأرض"، مضيفًا أن "إقالة عدد من الوزراء من قبل البرلمان العراقي لم يؤثر على سير عمل الحكومة وقريبا سأقدم مرشحين لوزارت المالية والدفاع والداخلية الشاغرة".
وتعتبر الموصل الواقعة شمال بغداد ثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة، ووقعت في يد التنظيم المتطرف في صيف عام 2014، ومن المنتظر بدء حملة عسكرية لاستعادتها قريبًا.
ومدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وسبق للعبادي أن أعلن بأن القوات العراقية ستتولي تحرير الموصل بشكل كامل، إلا أن ضغوطًا إيرانية جعلته يراجع حسابه ويدعو إلى دور أكبر للحشد.
كما طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الولايات المتحدة لإدراة المعركة ووضع استراتيجية جديدة وكذلك إجبار خصومه الداخليين، وخاصة الحشد الشعبي، على القبول بالأمر الواقع.
وسبق أن صرح العبادي أول من أمس الخميس: إن واشنطن سترسل المزيد من المدربين والمستشارين الأمريكيين لمساعدة القوات العراقية في المعركة من أجل استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش، مضيفًا في بيان نشر على موقعه الإلكتروني تم التشاور مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطلب من الحكومة العراقية لزيادة أخيرة لعدد من المدربين والمستشارين الأمريكيين تحت مظلة التحالف الدولي في العراق لتقديم الإسناد للقوات الأمنية العراقية البطلة في معركتها الوشيكة لتحرير الموصل وتمت الموافقة على طلب الحكومة.
وحضر العبادي منتصف يوليو الماضي استعراضًا عسكريًّا كبيرًا حضره عدد من القيادات الأمنية العراقية وقادة لميليشيات الحشد الشعبي، ما فهم وقتها على أنه قبول من العبادي بالتحرك تحت جناح إيران وأدواتها السياسية والعسكرية في بغداد.
وفي تقرير لبوابة الحركات الإسلامية ذكرت أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أكد أن واشنطن سترسل 600 جندي إضافي إلى العراق، لمساعدة القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش.
وقال كارتر للصحفيين أثناء زيارته لولاية نيو مكسيكو: إن الجنود سيدربون القوات العراقية وسيقدمون لها المشورة والدعم اللوجيستي وسيساعدون في جهود جمع المعلومات.
وقال مسئول دفاعي أمريكي كبير: إن العدد المحدد للجنود سيكون 615 وإنهم سينضمون إلى الجهود "خلال الأسابيع المقبلة، وينتشر حاليًّا 4400 على الأقل من الجنود الأمريكيين في العراق في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن والذي يقدم دعمًا جويًّا مكثفًا وتدريبات ومشورة للجيش العراقي بعد انهياره في 2014 أمام الهجوم الخاطف الذي نفذه تنظيم داعش، لكن الوجود الأمريكي يقابل برفض من أحزاب موالية لإيران.
ويقول عدد كبير من المسئولين الغربيين: إن هذا الهجوم الكبير للتحالف ضد تنظيم داعش، يمكن أن يبدأ في أكتوبر، على أمل استعادة المدينة قبل نهاية السنة.
وكثفت الولايات المتحدة الخميس عدد قواتها في العراق إلى أكثر من خمسة آلاف في إطار حملة تقودها واشنطن لتوفير الدعم الجوي والتدريب والمشورة للجيش العراقي الذي انهار في 2014 في مواجهة استيلاء تنظيم داعش على مساحات واسعة من الأرض وتقدمه صوب بغداد.
وفي سايق متصل، قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان: إن هجوما تقوده الحكومة العراقية لاستعادة مدينة الموصل الشمالية من أيدي تنظيم داعش سيبدأ قريبا.
وينتشر حوالي 500 جندي فرنسي حتى الآن في العراق، وهم يقدمون دعمًا مدفعيًّا ويضطلعون بدور استشاري لدى البيشمركة المقاتلون الأكراد في الشمال أو يقومون بتدريب وحدات النخبة العراقية في بغداد.
وانطلقت أمس الجمعة أولى المقاتلات الفرنسية من حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول لتباشر مشاركتها في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش من شرق البحر المتوسط، وتنضم إلى الاستعدادات الدولية القائمة لاستعادة مدينة الموصل.
وتستطيع هذه المقاتلات شن غارات أو القيام بعمليات استطلاع، في العراق أو في سوريا. وهذا ثالث تدخل لحاملة الطائرات شارل ديغول 24 طائرة من نوع "رافال مارين"، تضاف إلى 12 طائرة أخرى "رافال" موجودة أصلًا في الأردن والإمارات العربية المتحدة في إطار التحالف الدولي من أجل التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" منذ فبراير 2015.
وكان تنظيم داعش استولى على مناطق كثيرة من الأراضي العراقية شمال بغداد وغربها في 2014 إثر هجوم صاعق، وجعل من الموصل، المدينة الثانية في العراق، معقله الرئيسي، وبعدما استعادت مساحات شاسعة من الأراضي منذ سنتين، باتت القوات العراقية تستعد لاستعادة هذه المدينة في شمال البلاد، بدعم من التحالف الدولي.
ومن المرجح أن تكون الموصل وهي أكبر مدينة واقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي كبرى المعارك حتى الآن.