التعنت الإيراني في الاتفاق النووي يضع طهران في مرمى الـ "قصف" الدولي
السبت 01/أكتوبر/2016 - 03:05 م
طباعة
على الرغم من أن إيران كثيرًا ما تتحدث عن التزامها بمسئولياتها الجديدة بعد تسوية نزاعها النووي مع القوى العالمية إلا أنها كثيرًا ما تتهم من قبل الغرب بعد احترامها بالتزاماتها، تحت دعوى أن الاتفاق يتدخل في شئونها الداخلية، وهو الأمر الذي عبر عنه مؤخرًا زيغمار غابريل نائب المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ووزير الاقتصاد الألماني وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي قائلا: "من المهم إضفاء حياة جديدة على الاتفاق النووي، وعودة انخراط إيران في الاقتصاد العالمي بصورة أقوى وفي الوقت نفسه، ثمة مسئوليات جديدة تأتي على عاتق إيران، وهذه المسئوليات تسري أيضا على الخارج، وعلى كل الأطراف في الشرق الأوسط والأدنى أن تعمل على الحد من العنف وأن الأمر ينطبق أيضاً على الداخل ويجب أن تعمل الحكومة في إطار القانون، وفي إطار حماية حقوق الفرد".
ويحمل حديث الوزير الألماني نبرة إحباط واضحة من الموقف الإيراني، خاصةً وأن وزير خارجيته فرانك فالتر شتاينماير قد قال على الاتفاق بعد إقراره مباشرة بأن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه لاحتواء البرنامج النووي الإيراني يمثل "خطوة كبرى حاسمة للأمام"، يمكن أن تؤدي إلى تخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط.
ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الاتفاق مع إيران: "إنه خطوة مهمة في اتجاه منعها من الحصول على أسلحة نووية واقتربنا أكثر من أي وقت مضى من اتفاق يجعل من المستحيل لإيران أن تمتلك أسلحة نووية".
وسرعان ما التقطت منظمات حقوق الإنسان تصريحات الوزير الألماني لحث القيادة السياسية في إيران على العمل على تحسين أوضاع حقوق الإنسان، لترد طهران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بأن طهران ترفض "أي شروط مسبقة لتعزيز العلاقات التي تجمع بين إيران وألمانيا، وأكدنا مراراً هذه المسألة، ونرفض تدخل أي طرف ثالث في هذه العلاقات رفضاً حاسماً، وأن تصريحات الوزير الألماني حول حقوق الإنسان في إيران"غير مترابطة، وإيران لن تسمح لأي دولة بالتدخل في شئونها الداخلية".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد أكدت في مقال لها تسأل فيه الكاتب جيمس روبين عن الكيفية التي يمكن من خلالها للرئيس الأمريكي باراك أوباما تسويق الاتفاق؛ لأن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يخشون من إيران نووية، وأن العلاقات الأمريكية الإيرانية قد لا تشهد تحسنًا كبيرًا بعد الاتفاق، خاصةً إذا استمرت إيران في سياساتها الإقليمية المتمثل بعضها في استمرارها بدعمها للأسد وللمنظمات الإرهابية أو أصبحت عدوانية بشكل أكبر.
وفي السياق ذاته تساءلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إذا كان الاتفاق جيدًا بما فيه الكفاية، وقالت في افتتاحيتها إنه يجب التأكد من التزام إيران بتعهداتها، ومن عدم حصولها على القنبلة النووية أو التسبب في سباق تسلح في الشرق الأوسط، وبالتالي إجبار الولايات المتحدة على التفكير بالقيام بعملية عسكرية جديدة في المنطقة ونشرت مقالًا للكاتب دويل مكمناص تساءل فيه عن البدائل الأخرى في حال عدم عقد الاتفاق، وإن معارضي الاتفاق لم يقدموا أي بدائل ممكنة.
من جانبها وصفت صحيفة وول ستريت جورنال الاتفاق بأنه خيار أوباما الخاطئ، وقالت إنه كان هناك بديل آخر أفضل لكن أوباما لم يتبعه. وأوضحت أن الرئيس الأمريكي طالما تحدث عن خيارين لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، وذلك من خلال القوة أو الدبلوماسية، وأن أوباما استخدم الدبلوماسية الناعمة، وقدم العديد من التنازلات، وأن البديل الأمثل كان يتمثل في استخدام الدبلوماسية الخشنة المتمثلة في فرض المزيد من العقوبات القاسية على إيران، وذلك حتى تضطر إيران للاستجابة للشرعية الدولية بما يتعلق بالنووي، لكن أوباما رفض فرض هذه العقوبات.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن إيران أصبحت الآن في مرمى الانتقاد الدولي، خاصةً بعد عدم التزامها بمسئولياتها الجديدة بعد تسوية نزاعها النووي مع القوى العالمية، وأن دعوى أن الاتفاق يتدخل في شئونها الداخلية أصبح أمرًا يرفضه الغرب ويعتبره "حجةً" واهيةً.