هل تُنهي فرنسا حرب الفرقاء الليبيين؟
السبت 01/أكتوبر/2016 - 05:17 م
طباعة
في ظل تدهور الوضع في ليبيا، وتعنت كل طرف على حساب مصالح البلاد، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الجمعة 30 سبتمبر 2016، عن اجتماع دولي حول الوضع في ليبيا، والذي سينعقد الاثنين المقبل في العاصمة الفرنسية باريس.
وكان الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول، قال الأربعاء الماضي: إن فرنسا ستستضيف اجتماعًا دوليًّا لمناقشة الوضع في ليبيا الأسبوع المقبل.
وقالت الوزارة: "أمام تدهور الأوضاع في ليبيا، بادر وزير الخارجية جون مارك إيرولت بالدعوة إلى عقد اجتماع على مستوى عال حول ليبيا وذلك مع شركائنا الأساسيين الدوليين، دون ذكر الدول التي ستشارك في هذه القمة".
وأضافت الخارجية أن الدعوة إلى هذا الاجتماع تأتي في إطار الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج هذا الأسبوع إلى باريس.
ووفق الوزارة فإن الاجتماع يهدف إلى دعم حكومة الوفاق الوطني التي يقودها السراج وإلى وحدة ليبيا، وهو ما أكده رئيس الجمهورية فرانسوا أولاند خلال استقباله للسراج خلال الزيارة.
يأتي ذلك بالتزامن مع الزيارة التي قام بها السراج إلى باريس، الثلاثاء الماضي، تلبية لدعوة من الجانب الفرنسي والتي تأتي في إطار المحاولات التي تبذلها باريس من أجل تدارك علاقتها مع حكومة الوفاق وذلك عقب التوتر الملحوظ الذي شهدته على خلفية مقتل 3 جنود فرنسيين في بنغازي في يوليو الماضي، أثناء مشاركتهم في عمليات عسكرية إلى جانب القوات التابعة لمجلس نواب طبرق التي يقودها خليفة حفتر، بحسب مصادر متطابقة آنذاك.
وأكد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، عقب لقائه رئيس الوزراء الليبي، فايز السراج دعم بلاده للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، قائلًا: "إن المجتمع الدولي لا يمكن أن يسمح بأن يتكرر في ليبيا ما يحدث في سوريا". مشيرًا إلى أن البلاد تواجه عدة مخاطر أهمها الإرهاب وتهريب البشر والأسلحة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن الزيارة التي قام بها السراج، أثارت جدلا إعلاميا، بسبب فشل وفد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية الذي زار باريس للتحضير لزيارة السراج، في انتزاع موقف فرنيس واضح في إدانة سيطرة قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على منطقة الهلال النفطي.
وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول: إن فرنسا ستستضيف اجتماعاً دولياً لمناقشة الوضع في ليبيا، الأسبوع المقبل، وستشارك فيه عدة دول من الشرق الأوسط، وذلك بعد يومٍ واحد من زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج إلى باريس واجتماعه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
وأكد الجانب الفرنسي، على دعمه للاتفاق السياسي الذي وقع في "الصخيرات" في ديسمبر عام 2015 تحت إشراف الأمم المتحدة وعن دعمه للمجلس الرئاسي ولحكومة الوفاق، معبرًا عن استعداده التام لتقديم كل الدعم للمجلس لإنهاء الأزمة الليبية الحالية وإنهاء حالة الانقسام.
وفي سياق آخر، قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية: "إن العمليات العسكرية في مدينة سرت كشفت صراعات أعمق في ليبيا، في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الوفاق في طرابلس تحديات تهدد شرعيتها أمام الليبيين".
لفتت الصحيفة في تقريرها إلى استعدادات لخوض حرب جديدة حول من يحكم ليبيا، ونقلت عن مقاتلين من مصراتة ضمن صفوف قوات حكومة الوفاق أنهم يستعدون لخوض حرب أوسع حول من سيحكم البلاد.
ووفق تقارير بحثية، رأى الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، أن ليبيا تخطو كل يوم خطوة أقرب إلى التقسيم الفعلي.
في هذا الصدد، نقلت توقع مسئولون بالأمم المتحدة أن تندلع تلك الحرب قريبًا مستبعدين أن تتمكن ليبيا، كدولة فاعلة، من الخروج من هذا الصدام.
ونقلت واشنطن بوست عن الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية كلوديا غازيني توقعها تكرار محاولات السيطرة على الموانئ النفطية عسكريًا، فالإنتاج في منطقة الهلال النفطي يمثل 80% من إجمالي الصادرات الليبية وهو المصدر الأول للعائدات المالية في ليبيا، مضيفة من وجهة نظر سياسية وعسكرية، تحركات الجيش تعد نكسة كبيرة لسلطة حكومة الوفاق الوطني.
وقالت: إن قوات مصراتة تخشى أن يستغل حفتر الزخم الحالي والتوجه إلى غرب ليبيا، ووصلت قوات الجيش الليبي حاليًا إلى منطقة هراوة، التي تبعد حوالي 45 ميلاً عن مواقع قوات حكومة الوفاق الوطني.
ويتوقع مراقبون، أن تتوسع الحرب الداخلية في ليبيا وبالأخص مع تعنت الأطراف في إيجاد حلول تقود البلاد لمرحلة من الاستقرار، فمن جانب الجيش الليبي فهو لا يعترف بحكومة الوفاق الوطني، وبالتالي رفض إعطاءها الثقة منذ أن دخلت العاصمة طرابلس في مارس الماضي.