رُغم العداء الظاهري.. لماذا لا يصل "داعش" إلى إيران وإسرائيل؟
الأحد 02/أكتوبر/2016 - 10:28 م
طباعة
فيما اعتبر تضارباً في التصريحات الإيرانية بشأن مساعي "داعش" استهداف مصالح إيرانية، نفت وزارة الداخلية الإيرانية صحة ما قاله أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محسن رضائي، حول "محاولة لتنظيم "داعش" الإرهابي القيام بتفجيرات أثناء صلاة الجمعة في طهران".
وتتهم تقارير مُتخصصة إيران بدعم جماعات مُسلحة، وأنه على الرُغم من العداء الظاهري الممُعلن بين "داعش" وإيران، إلا أنه تتزايد التساؤلات المحيرة حول عدم تنفيذ "داعش" عمليات ضد أهداف إيرانية، الأمر الذي حمل إشارات تُفيد بأن العداء بين الطرفين ظاهري وفقط وأن هناك علاقات تربط الطرفين.
ولإيران تاريخ طويل في إيواء العناصر المسلحة خاصة خلال فترة السبعينيات والحرب في أفغانستان، حيث استضافت إيران عناصر من القاعدة خلال تلك الفترة، كما ساهمت إيران وبحسب تقارير استخباراتية وتقارير المتخصصين في إدخال نحو 5000 عنصر مسلح إبان الغزو الأمريكي للعراق وشكلت هذه العناصر النواه الأولى لتنظيم "التوحيد والجهاد" بقيادة أبو مصعب الزرقاوي.كما أشارت تقارير إلى أن عناصر من الحرس الثوري الإيراني دربت عناصر من تنظيم داعش، وأمدتهم بأجهزة اتصال حديثة إيرانية الصنع، الأمر الذي يضع إيران في دائرة الاتهام بإيواء وتقديم الدعم لتلك العناصر تنفيذاً لمخططاتها في المنطقة.
للمزيد عن علاقات إيران بتنظيم القاعدة اضغط هنا
ودائماً ما تساءل مراقبين عن أسباب عدم تنفيذ "داعش" عمليات في كلاً من إسرائيل وإيران رغم أن التنظيم كان دائم الهجوم عليهم ودائم جعلهم من أبرز دول المواجهة له، في حين تمكن التنظيم من الوصول إلى الكثير من دول المنطقة فضلاً عن وصوله إلى دول أوربية كبرى مثل بريطانا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا.
وتشير تقارير إلى أن تلك الاتهامات دفعت العديد من المسؤولين الإيرانيين بإطلاق تصريحات حول "إحباط عمليات لداعش في مختلف مناطق إيران"، دون تقديم أي أدلة أو معلومات تثبت صحة مزاعمهم، وكانت آخر هذه التصريحات ادعاء أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني قبل أيام، حول نية داعش تنفيذ تفجير انتحاري في طهران، والذي قوبل بالنفي القاطع من قبل اللواء حسين ذوالفقاري، مساعد وزير الداخلية الإيراني لشؤون الاستخبارات والأمن الداخلي، الذي قال إنه "من الممكن أن نكون قد واجهنا أمورا كهذه في الماضي البعيد، لكن في الفترة الأخيرة لم تردنا تقارير بهذا الموضوع".
وكان محسن رضائي قد ادعى أن "مجموعة داعشية توجهت إلى طهران، وكان من المقرر أن يتم تزويد أعضاء هذه المجموعة بالقنابل للتفجير أثناء صلاة الجمعة، لكن تم اعتقالهم من قبل القوات الأمنية والحرس الثوري في منتصف الطريق بين محافظتي همدان وطهران"، على حد زعمه.
وسبق أن دعى مسئولون إيرانيون عدة مرات في الأشهر الأخيرة اعتقال عدد من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي أو من ينوون الالتحاق بهذا التنظيم، حيث أعلن محمود علوي، وزير الاستخبارات الإيراني في 26 أغسطس المنصرم، أن "القوات الأمنية ألقت القبض على مئات من الشباب الإيرانيين الذين ينوون الالتحاق لداعش ومنعتهم من ذلك"، بينما يقول ناشطون حقوقيون إن هذا الإعلان يأتي في سياق "دوعشة" حراك أهل السنة في إيران، خاصة بعد إعدام 25 ناشطا وداعية سنيا في بداية الشهر الماضي.
وفي منتصف أغسطس الماضي، أعلن مسئولون أمنيون خبر اشتباكات بين القوات الإيرانية ومجموعات منتمية لـ"داعش" في محافظة كرمانشاه وقتل 4 منهم واعتقال 6 آخرين، دون تقديم أية تفاصيل عن هوية الأشخاص أو كيفية دخول هؤلاء الأفراد، ما جعل المحللين أن ينسبوا الأمر في سياق تصفية الحراك السني في ظل تصاعد المواجهات العسكرية التي تشنها فصائل كردية وبلوشية مسلحة ضد الحرس الثوري والقوات الأمنية.
كانت مجلة " إسرائيل ديفينس" المختصة في الشؤون العسكرية، ذكرت في تقرير لها في 8 أغسطس 2016، أن أسلحة إيرانية الصنع ظهرت بحوزة مقاتلي تنظيم "ولاية سيناء" فرع تنظيم "داعش"، خلال تدربهم على القنص في أحد المعسكرات، وتحت عنوان "إيران تبيع الأسلحة لـ"داعش" في سيناء، ورد في التقرير أن " إيران تزود مقاتلي التنظيم الإرهابي بأسلحة متعددة، خاصة سلاح القنص من طراز (AM-50)، ونشرت المجلة الإسرائيلية صورا لمقاتلي التنظيم خلال عمليات تدريب، وهم يحملون، حسب زعمها، أسلحة إيرانية، لافتة إلى أن الصورة نشرها التنظيم في أحد شرائطه الدعائية على "تويتر".
إيران سعت لنفي الخبر، حيث نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية، مزاعم بيع إيران أسلحة لـ"داعش" في سيناء، ووصفها بالأخبار "المثيرة للسخرية والكاذبة والتافهة"، ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن المصدر في وزارة الخارجية قوله إن مزاعم بعض المواقع الإسرائيلية التي تشير إلى أن إيران تبيع الأسلحة لداعش في سيناء المصرية "لا أساس لها من الصحة ولن تغير الحقائق".
وأشار إلى أن مواقف إيران الثابتة والدائمة ضد الجماعات الإرهابية، على غرار تنظيم "داعش"، واضحة تماما، مؤكدا أن بلاده لم ولن تتوانى عن بذل أي جهد ممكن في مجال مكافحة هذه الجماعات المتشددة، مجددة خطابها إلى العالم لمواجهة الأعمال اللاإنسانية التي ترتكبها هذه المجموعات.