مقتل "محمد كمال" يكشف ثوابت الفكر الإخواني الإرهابي
الثلاثاء 04/أكتوبر/2016 - 06:13 م
طباعة

أعلنت وزارة الداخلية استهداف بعض قيادات «الجناح المسلح لتنظيم الإخوان» المسلمين في إحدى الشقق الكائنة بمنطقة البساتين في القاهرة.

وقال بيان أمني، مساء أمس الاثنين 3 اكتوبر 2016، إنه بتكثيف الجهود تم تحديد المكان في شقة بالعقار رقم 4147 بالدور الثالث بمنطقة المعراج في البساتين، وتم استهدافه، مساء الأحد، بعد «الحصول على إذن نيابة أمن الدولة العليا»، إلا أنه حال مداهمة القوات الأمنية له «فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها من داخله، ما دفع القوات للتعامل مع مصدرها»، بحسب البيان.
كما أسفر تبادل إطلاق النار عن «مصرع الإخواني محمد كمال ، طبيب بشري، والمذكور من قيادات التنظيم وسبق تقلده العديد من المناصب التنظيمية المؤثرة وآخرها عضوية مكتب الإرشاد العام، ومسئولية الإدارة العليا للتنظيم، ويعد حاليًا المسؤول الأول عن كياناته المسلحة».
وأضاف البيان أن «المذكور يقوم على إدارة وتخطيط وتدبير عمليات عدائية وكان على رأسها اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والعقيد وائل طاحون، ومجموعة من ضباط وأفراد هيئة الشرطة والقوات المسلحة، ومحاولة اغتيال المفتي السابق».
وأوضح البيان أن المذكور «حكم عليه بالسجن المؤبد في القضيتين رقمي 52/2015 جنايات عسكرية شمال القاهرة، بتشكيل مجموعات مسلحة للقيام بعمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة، والقضية رقم 104/81/2016 جنايات عسكرية أسيوط، بتفجير عبوة خلف قسم ثاني أسيوط، وأنه مطلوب في العديد من قضايا التنظيم المتعلقة بالأعمال العدائية ومن أبرزها اغتيال النائب العام، وقتل العقيد وائل طاحون».
وأضاف البيان أن تبادل إطلاق النار أسفر أيضًا عن مقتل «الإخواني ياسر شحاتة على رجب، مدرس يقيم بقرية الواليده أول أسيوط، والذي يعد أحد أبرز الكوادر المؤثرة بالتنظيم وعلى ارتباط وطيد بالقيادي محمد كمال، مشيرا إلى أنه كان يضطلع بتأمينه وحراسته ونقل تكليفاته العدائية لعناصر الكيانات المسلحة للبدء في تنفيذها، وأنه محكوما عليه بالسجن غيابيًا 10 سنوات في القضية رقم 9635/ 2012 والمعاد قيدها برقم 9702/2012 ثان أسيوط للتعدي على مواطن واحتجازه بالقوة في مقر حزب الحرية والعدالة».
وأشار البيان إلى «العثور على بندقية آليه عيار 7.62 ×39 مم، وطبنجة عيار 9 مم، وكمية من الذخيرة من ذات العيار، بالإضافة إلى العديد من الأوراق التنظيمية المتعلقة بالتنظيم ونشاط القياديين المذكورين في مجال العمل المسلح، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإخطار نيابة أمن الدولة العليا لمباشرة التحقيقات».
وقد جاء مقتل محمد كمال مسئول التنظيم المسلح بجماعة الاخوان المسلمين لتؤكد حقيقة ما سبق وأعلنته قيادات كبيرة داخل الجماعة من أن كمال يعيد إنشاء التنظيم الخاص المسلح للجماعة ففي مايو الماضي أظهرت الخلافات بين قيادات الإخوان خاصة جبهتي محمد كمال ومحمد وهدان ومحمود عزت حقيقة عمل هذه اللجان حيث اعترف محمود غزلان في مقال له، أن محمد وهدان ومحمد كمال عمدا إلى إنشاء التنظيم الخاص من جديد والهجوم على مؤسسات الدولة والتورط في قتل العديد من جنود وضباط الشرطة بل وتسهيل انضمام شباب الإخوان لتنظيمات إرهابية خارجية والتدريب والعودة من جديد للانضمام للإخوان وتشكيل خلايا إرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية، كما أكد عبدالرحمن البر القيادي الإخوان أيضا أن سبب الخلافات بين قيادات الإخوان أن محمد وهدان ومحمد كمال أعادا تشكيل اللجان النوعية وهو سبب الخلاف داخل الإخوان
وسرعان ما أصدرت البيانات المنددة بهذه العملية من بعض الجهات المتعاطفة مع جماعة الاخوان وكذلك المتعاونون معهم كالجبهة السلفية حيث اصدرت بيانا نشرته على موقعها الالكتروني جاء فيه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

يقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
تنعي الجبهة السلفية الأخوين الشهيدين د. محمد كمال ورفيقه ياسر شحاتة – تقبلهما الله – اللذين استشهدا غدرا في الأسر ليلة أمس على يد داخلية الانقلاب ، وهي ليست الجريمة الأولى في حق أبناء مصر وشعبها وعلى رأسهم أبناء وقادة الحركة الإسلامية.
والجبهة السلفية إذ تتقدم بالعزاء لعموم المسلمين وجماعة الإخوان المسلمين ، لتؤكد على ضرورة رأب الصدع ولم الشمل لوضع خطة واضحة المعالم وتقديم القيادات البديلة ؛ للإطاحة بالنظام الانقلابي المجرم الذي لم يكتف بإراقة دماء فصيل معين من أبناء البلد بكافة الوسائل المباشرة وغير المباشرة وكان آخرها غرق المئات في حادثة رشيد رحمهم الله وألهم ذويهم الصبر والسلوان.
إن النظام المتهالك على كل المستويات إنما يداري عجزه بالاستمرار في النكران ومحاولة إلصاق فشله المدوي بخصومه، أو إشغال الجماهير بترويج مزاعم عن الإرهاب المزعوم ، أو قتل من يتصدون لظلمه عزلا عند اللزوم لعله يخرج من أزماته الخطيرة، وهو ما لم يعد ينطلي على أحد، وبلغت به الوقاحة أن يهدد الشعب المصري كله بانتشار قواته في كافة ربوع الوطن لسحق المواطنين في حال الانفجار الشعبي.
كما تؤكد الجبهة على أن جرائم هذا النظام لا يمكن أن تسقط بالتقادم وأن عقاب الله ثم شعب مصر سيكون قريبا جدا، وعلى جميع الشرفاء اللحاق بدرب الثورة قبل فوان الأوان.

وعلى نفس نهج الجبهة السلفية التي تشكل مع جماعة الاخوان ما يعرف بتحالف دعم الشرعية جاء بيان جبهة محمود عزت يشكك في رواية الداخلية حيث أصدرت جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد "الإخوان المسلمين"، بيانًا نعت فيه غريمها، الدكتور محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، الذي أعلنت الداخلية مقتله "خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن" أمس الاثنين. وشككت الجبهة في رواية الداخلية حول مقتل كمال، والدكتور ياسر شحاتة خلال مداهمة شقة بمنطقة البساتين، حول "إطلاق أعيرة نارية تجاهها من داخله مما دفع القوات للتعامل مع مصدرها"، واصفة مقتلهما بأنه يعد "واحدة من أعتى الجرائم" التي ارتكبها النظام الحالي. وفيما اتهمت الداخلية، كمال بأنه "مؤسس الجناح المسلح للتنظيم الإرهابي (في إشارة إلى جماعة الإخوان التي تدرجها الحكومة جماعة إرهابية)، ولجانه النوعية بالبلاد، سخر البيان من ادعائها بأن القيادي الإخواني "يمكن أن يحمل السلاح ويطلق الرصاص". وتابع في رده: "نسوا أنهم هم من أعلنوا أنهم قبضوا عليه أولا وما لبثوا بعدها بساعات أن أعلنوا أنهم قتلوه في تبادل لإطلاق الرصاص". وأشار إلى أن النظام "الذي فشل في إدارة البلاد وجرها إلى الدمار والخراب ومن ثم طحن الشعب في أتون الغلاء والأمراض والفساد يريد الآن أن يدارى خيبته وفشله بمزيد من القتل وسفك الدم فقد أدمن هذا النظام الفاشي سفك الدماء"، بحسب تعبيره. وتوعد البيان، النظام قائلاً: "لن تخيل علينا ولا على الشعب ألاعيبك الخبيثة ولن يفلت المجرمون القتلة بجريمتهم أبدًا ، قريبًا ستحاسب الثورة الجلادين عندها ستكون العدالة الناجزة وعندها يفرح المؤمنون ويفرح المظلومون ويفرح المصريون ولعل هذا اليوم قريبًا فالانقلاب يكتب نهايته بيده"، بحسب تعبير البيان. وتوارى كمال عن الأنظار منذ فض اعتصامي "رابعة العدوية" والنهضة"، أغسطس 2013، وهو من القيادات الإخوانية التي كانت مطلوبة لقوات الأمن. وترأس ما يعرف بـ"مكتب إدارة الأزمة" داخل الإخوان، والذي تشكل في فبراير 2014، والتي قامت بأعمال مكتب الإرشاد. وقد كان قائدًا لما يعرف بـ "الجناح الثوري" داخل الجماعة، الذي دخل في أزمة مع ما تعرف بـ "الجبهة التاريخية"، بزعامة الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال مرشد "الإخوان".
ولم تقف الانتقادات الموجهة للداخلية عند هذا الحد بل أدان الناشط اليساري كمال خليل، مقتل محمد كمال، وقال خليل في تدوينة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بالأمس تم اغتيال عضوان قياديان من عناصر جماعة الاخوان المسلمين بعد القبض عليهما أحياء (محمد كمال وابراهيم شحاتة ).. ويضاف ذلك لجرائم النظام المتعددة في حق الشعب المصري".
وتابع: "كان من المفروض بعد اتمام اعمال القبض ان يتم التحقيق والمحاكمة وهذا هو الحق الطبيعي.. لكن تمت التصفية الجسدية بنفس الطريقة التي تمت مع ستة أو تسعة عناصر قيادية للاخوان في مدينة 6 اكتوبر بعد حادثة اغتيال النائب العام.. هؤلاء القادة تقريبا تم اغتيالهم وتصفيتهم لانهم رافضون المصالحة مع النظام ..حق الحياة والمحاكمة العادلة غير معروف لنظام السيسي واجهزته".
فيما وجه أحمد عبدالرحمن، القيادي الإخواني، رسالة إلى أنصار جماعة الإخوان الإرهابية داخل مصر، توعد من خلالها بالاستمرار على نهج القيادي الإخواني محمد كمال الذي قتل في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.
وجاءت رسالته كالتالي: "يا شباب الإخوان كونوا على العهد كما كانت وصيته لكم، وأؤكد لكم أن المفتاح بأيديكم الذي تعودناه منكم – مع الانضباط بمحددات الشرع، امضوا على بركة الله، ولا تعبأوا بمعارك وهمية لمن حادوا عن بيت القصيد، وشغلتهم سفاسف الأمور وترف الحياة، واعلموا أنكم أصبحتم قاطرة الجماعة ومحرك دفتها.. لن نقيم عزاءً فعزاؤنا يوم أن نثأر لدماء إخواننا".
والقارئ لبيانات الجماعة والجبهة السلفية وتصريحات قيادات الجماعة انما يتأكد من ان عقيدة هذه الجماعة هي عقيدة ارهابية قولا واحدا، فلا يخلوا الحديث من توعد الدولة بالثأر لمحمد كمال وغيره من الذين نفذوا عمليات ارهابية ولقوا مصرعهم على ايدي الداخلية المصرية، وكان الجماعة تريد قتل المصريين دون ان تتخذ جهتها أي رد فعل.
وهناك تقارير رسمية وحقوقية حول ارهاب الاخوان منذ 30 يونيو، وحتى إعلان الإخوان جماعة إرهابية- أوضحت أن إجمالي عدد الاعتداءات على المنشآت الحكومية 65 اعتداء، وعدد المصابين جراء عنف «الإرهابية» 1740، بينما توفي 124 مصريا نتيجة العنف المتواصل منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وشملت أعداد الضحايا والمصابين في أحداث القتل والتعذيب على أيدي أعضاء «الإرهابية»، فيما قبل فض الاعتصام 28 قتيلا أثناء الاشتباكات و3 قتلى عمدا، و22 حالة تعذيب حتى الموت، و44 حالة تعذيب واعتداء، فضلا عن قطع الطريق، وهو أمر يجرمه القانون، وحالات استغلال للأطفال والنساء وتعريضهم للتعذيب النفسي وأخطار الموت لاستدرار عطف المجتمع الدولي.
كما بلغ إجمالي حالات العنف الانتقامية التي ارتكبتها جماعة الإخوان وأنصارها بعد فض الاعتصامين 52 حالة عنف ما بين حرق كنائس ومنشآت شرطية ومنشآت عامة، فضلاً عن التعدي على ممتلكات خاصة واشتباكات وترويع لمدنيين. كل هذا وغيره الكثير انما يؤكد ان تلك الجماعة وقياداتها انما هم عصابة ارهابية تريد تدمير البلاد.