بعد قرار البرلمان العراقي.. هل تنسحب تركيا من معركة الموصل؟

الأربعاء 05/أكتوبر/2016 - 01:17 م
طباعة بعد قرار البرلمان
 
قبل انطلاق المعركة الحاسمة، لاستعادة مدينة الموصل العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، قرر البرلمان العراقي رفض التدخل التركي في المعركة، وذلك لإثبات أن العراق دولة ذات سيادة، وأنه يفترض أن تحدد قائمة من سيشاركون في المعركة،لا أن يتم اعتمادهم بترتيبات أمريكية.
بعد قرار البرلمان
وبإجماع الأعضاء رفض البرلمان العراقي تواجد القوات التركية على الأراضي العراقية، مطالبًا بسحب السفير العراقي في تركيا وطرد السفير التركي من العراق، وذلك ردا على قرار البرلمان التركي بالتمديد لبقاء القوات التركية في الموصل، فضلًا عن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المحرضة على البعد الطائفي في المعركة، واصفًا تواجد القوات التركية بأنه بـ"التدخل السافر وشكل من أشكال الاحتلال".
ورغم مشروعية دعوة البرلمان، فإن الملف لم يعد بيد بغداد التي ساعدت بدورها على تدويل معركة الموصل من خلال القبول بالدور الإيراني والتمسك بإشراك الحشد الشعبي في معارك سابقة ضد داعش، ولاحقًا في معركة الموصل، وهي ميليشيات يتم تدريبها على أيدي قيادات من الحرس الثوري الإيراني.
وتستعد القوات العراقية لشن هجوم كبير على مدينة الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، وأبرز معاقل التنظيم في البلاد وآخرها بعد استعادة معظم المناطق التي استولى عليها قبل أكثر من عامين.
وتراجع نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق بعد أن سيطر على ثلث مساحة البلاد قبل نحو عامين، نتيجة العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية بمشاركة ميليشيات مسلحة موالية لها، وتقول بغداد إنها ستهزم التنظيم في أرجاء العراق قبل نهاية العام الجاري.
وسبق أن طالب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الولايات المتحدة لإدراة المعركة ووضع استراتيجية جديدة وكذلك إجبار خصومه الداخليين، وخاصة الحشد الشعبي، على القبول بالأمر الواقع.
ويرى مراقبون أن استنجاد العبادي بالأمريكيين لإدارة ترتيبات معركة الموصل وقيادتها يوحي بأنه يراهن على واشنطن أكثر من غيرها لضمان مستقبله السياسي في العراق خاصة في ظل خلافاته مع حلفاء إيران المباشرين، والذي يدعمون رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي.
وسبق للعبادي أن أعلن بأن القوات العراقية ستتولى تحرير الموصل بشكل كامل، إلا أن ضغوطًا إيرانية جعلته يراجع حسابه ويدعو إلى دور أكبر للحشد.
ويرى مراقبون أن الأمريكيين يملكون وسائل للضغط على تنظيم داعش داخل الموصل لا تملكها الأطراف الأخرى المعنية بالقضية، وهي وسائل استخبارية عالية الدقة، من شأنها أن تشكل رسائل طمأنة لسكان المدينة.
ويبدو أن واشنطن لديها خيارات مفتوحة لمعركة الموصل وتلوح بغيرها سواء إلى إيران أو تركيا، ولن يمنع قرار البرلمان تواجد القوات التركية في معركة على وشك أن تبدأ وتركيا لديها قوات على الأرض، والبرلمان التركي صَوَّت لبقائها في العراق.
وحذر وزير الدفاع التركي فكري إشيق، من أن الهجوم المزمع شنه على داعش في الموصل قد يؤدي إلى نزوح أكثر من مليون شخص.
السفير الأمريكي بالعراق
السفير الأمريكي بالعراق دوغلاس سيليمان
وقال السفير الأمريكي بالعراق دوغلاس سيليمان، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير المهجرين العراقي جاسم محمد: إن واشنطن تتعهد بالاستمرار في دعم بغداد لمجابهة الكارثة الإنسانية التي من الممكن أن تحصل في الموصل بعد تحريرها من داعش.
وتؤكد كل الأطراف أن معركة استعادة الموصل وشيكة الوقوع، وإذا ما جرت تلك المعركة وفق قواعد تقليدية، فإن النزوح البشري لن يكون مستبعدا.
وسبق أن أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أمس الأربعاء أن واشنطن سترسل 600 جندي إضافي إلى العراق، لمساعدة القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل من تنظيم "الدولة".
وقال كارتر للصحفيين أثناء زيارته لولاية نيو مكسيكو: إن الجنود سيدربون القوات العراقية وسيقدمون لها المشورة والدعم اللوجيستي وسيساعدون في جهود جمع المعلومات.
وقال مسئول دفاعي أمريكي كبير: إن العدد المحدد للجنود سيكون 615 وإنهم سينضمون إلى الجهود "خلال الأسابيع المقبلة، وينتشر حاليًّا 4400 على الأقل من الجنود الأمريكيين في العراق في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن والذي يقدم دعمًا جويًّا مكثفًا وتدريبات ومشورة للجيش العراقي بعد انهياره في 2014 أمام الهجوم الخاطف الذي نفذه تنظيم داعش، لكن الوجود الأمريكي يقابل برفض من أحزاب موالية لإيران.
وتعتبر الموصل الواقعة شمال بغداد ثاني أكبر مدينة عراقية بعد العاصمة، ووقعت في يد التنظيم المتطرف في صيف عام 2014، ومن المنتظر بدء حملة عسكرية لاستعادتها قريبًا.
ومدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية، أن لفتت بأن استنجاد رئيس الوزراء العراقي بأمريكا ما هو إلا رسالة لخصومه بأنه يمتلك أوراقًا متعددة لتثبيت وضعه.

شارك