بعد تصفية 14 من عناصرها.. "الشباب الصومالية" تتحدى السلطة بمزيد من الإرهاب

الخميس 06/أكتوبر/2016 - 01:17 م
طباعة بعد تصفية 14 من عناصرها..
 
عادت حركة "الشباب الصومالية"، بعملية إرهابية هي الأحدث في سلسلة هجمات نفذتها الحركة في المنطقة اليوم الخميس 6 سبتمبر 2016، في كينيا، حيث قتل عناصر من حركة الشباب الصومالية ستة أشخاص في هجوم في شمال شرق كينيا.
بعد تصفية 14 من عناصرها..
وتسعى حركة الشباب التي بايعت تنظيم القاعدة إلى الإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي، غير أن الحركة تنفذ أيضا هجمات في كينيا التي تشارك منذ 2011 في قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال.
وكانت الحركة قد توعدت الحكومة الكينية بالمزيد من الأعمال التي تستهدف مصالحها، وقتل نحو مئة شخص عام 2014 في مناطق الساحل الكيني، بينما قتل 148 شخصا على الأقل في هجوم شنته مجموعة من متمردي الشباب على جامعة غاريسا شرق في أبريل 2015.
كما نصب الشباب في منطقة شرق كينيا القاحلة عددًا من الكمائن ضد حافلات وفصلوا بين الركاب بحسب انتمائهم الديني وقتلوا جميع من هم من غير المسلمين.
وتقع منطقة مانديرا على الحدود مع الصومال، وكثيرًا ما استهدفتها حركة الشباب التي تقول إنها ستواصل هجماتها في كينيا إلى أن تسحب الحكومة الكينية قواتها من الصومال والمنتشرة هناك في إطار قوة إفريقية.
وكتب علي روبا حاكم مقاطعة مانديرا في كينيا في تعليق على تويتر "تعرضنا لهجوم أليم آخر، مؤكدًا على مقتل ستة.
وفي تصريح صحافي لوكالة رويترز، قال: "لولا الاستجابة السريعة لقوات الأمن لكنا نتحدث عن الكثير من الضحايا الآن.. طبيعة وأسلوب الهجوم تشيران بوضوح إلى أنه من تنفيذ حركة الشباب".
وذكرت صحيفة ديلي نيشن الكينية على موقعها الإلكتروني أن الهجوم وقع في وقت مبكر الخميس في موقع للأشغال العامة.
وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب: "نحن وراء هجوم مانديرا حيث قتلنا ستة مسيحيين"، مضيفًا أن الحركة استهدفت كذلك مركبة تابعة للشرطة بواسطة قنبلة زرعت على الطريق.
وفي سياق مواز، أعلنت وزارة الدفاع الصومالية أمس الأربعاء مقتل نحو 14 من مقاتلي حركة "الشباب المجاهدين" في عملية أمنية ببلدة "كيلومتر 50" بإقليم شبيلي السفلى جنوبي البلاد.
وقال عبد الله حسين علي نائب وزير الدفاع الصومالي: إن القوات الحكومية نفذت الليلة الماضية عملية أمنية استهدفت عناصر من مقاتلي الشباب كانوا يستعدون للهجوم على مراكز عسكرية في بلدة كيلومتر50، موضحًا أن من بين القتلى الـ14 قيادات في الحركة، لكنه لم يتحدث عن هواياتهم وعددهم ولا عن طبيعة مهامهم.
وأفاد المسئول الصومالي بأن "القوات صادرت عتادًا عسكريًا وأحرقت سيارات تابعة للحركة".
ولفت إلى استمرار العمليات الأمنية التي "من شأنها دحر فلول حركة الشباب الذين يتخفون في البلدات والقرى بإقليم شبيلي السفلى".
وقد شهد الخميس الماضي مقتل ثلاثة من مسلحي الحركة بينهم قائد ميداني يدعى معلم حسن، في حين أصيب عنصران بجروح في عملية نفذتها قوات أمنية خاصة في بلدة غلشومبي بإقليم جوبا السفلي جنوبي البلاد.
ومنذ سنوات تخوض القوات الصومالية حرباً ضد حركة الشباب، التي تأسست مطلع عام 2004 وتسعى لإقامة دولة إسلامية في البلاد.
وفي الأول من أكتوبر الجاري فجرت الشباب الصومالية مطعما يتردد عليه أفراد من قوات الأمن في العاصمة مقديشو، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
بعد تصفية 14 من عناصرها..
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، أن الساحل الصومالي يمثل ضفة خليج عدن الإفريقية، والذي يمثل مع باب المندب المدخل الحنوبي لقناة السويس، ويعد أحد أهم محاور الملاحة البحرية في العالم إذ يشكل طريقاً رئيسياً للتجارة بين أوروبا وآسيا، ويكاد يكون الطريق الوحيد بين روسيا والدول المطلة على البحر الأسود إلى دول شرق إفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا، كما أنه يكاد يكون الطريق الوحيد لتجارة الدول التي تطل على البحر الأحمر وحده.
ووفق الإحصائيات تعود إلى عام 2008، فإنه يمر عبر خليج عدن سنوياً ما بين 20-24 ألف ناقلة نفط وسفينة شحن وسفن تجارية، ونحو 30% من الإنتاج النفطي العالمي.
وبالرغم من أن الصومال، البلد العربي الإفريقي، يكاد يمثل الحالة الوحيدة في إفريقيا لمجتمع موحد عرقياً ولغوياً ودينياً وحتى مذهبياً، فإن ذلك لم يحل دون قيام حرب أهلية فيه منذ 1991 حتى الآن، حرب فشلت أمامها كل محاولات الإصلاح لأسباب تتعلق بطبيعة المجتمع الصومالي القبلية من جهة؛ وبتداخل المصالح الدولية والإقليمية التي جعلته ساحة حرب بالوكالة، بالإضافة إلى تجذر نفوذ أمراء الحرب في البلاد.
ويتمركز في الصومال نحو 22 ألف جندي من قوة "أميصوم"، التي تشكلت في عام 2007، بدعم من الأمم المتحدة، وبمشاركة عدة بلدان إفريقية، أبرزها أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا.
وتتمثل مهمة أميصوم، بحفظ السلام، والتعاون مع القوات الحكومية الصومالية، لإعادة بسط سيطرتها على البلاد، والتصدي للجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة "الشباب".
وكانت سيطرت القوات الصومالية على عدة مدن جنوب البلاد والتي تعد من أهم معاقل حركة شباب الصومال الإسلامية، والتي تمثل فرع تنظيم القاعدة في الصومال، في ضربة جديدة للمتشددين بعد استعادة قوات الاتحاد الإفريقي لبلدة بارديري.
وعلى مدار ثلاثة أعوام، أدت الهجمات التي نفذتها حركة الشباب في كينيا إلى مقتل مئات الأشخاص وأضرت بصناعة السياحة الحيوية بالبلاد.
وتقع معظم الهجمات في الشمال الشرقي بالقرب من الحدود الطويلة سهلة الاختراق مع الصومال لكن الجماعة نفذت أيضًا هجمات في المناطق الساحلية التي يرتادها السياح وفي العاصمة نيروبي حيث هاجم مسلحون من الشباب مركزًا تجاريًّا في 2013.

شارك