"داعش" يواجه نفوذ المعارضة المسلحة في سوريا بالتفجيرات الانتحارية
الخميس 06/أكتوبر/2016 - 01:49 م
طباعة
يحاول تنظيم داعش الدموي دائمًا التقليل من نفوذ خصومه من المعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري بالمزيد من التفجيرات الانتحارية القاتلة، في محاولة منه لإظهار نفسه "المتفرد" الوحيد في الساحة السورية، ولعل تفجير تفجير معبر "أطمة" الحدودي بين سوريا وتركيا، والذي راح ضحيته 30 شخصًا، بينهم قادة في تنظيم "أحرار الشام" المناوئ له في الشمال السوري.
وأكد شهود عيان أن حصيلة ضحايا التفجير الذي ضرب صباح يوم الخميس 6-10-2016م المعبر الحدودى على الجانب السوري ارتفع إلى 30 شخصاً، بالإضافة إلى نحو 80 جريحاً حالة بعضهم خطيرة، وأن من بين الضحايا القائد الميداني في حركة أحرار الشام "هشام خليفة"، وأيضاً "الشيخ خالد السيد" رئيس مجلس القضاء الأعلى في حلب، ونائبه القاضي "محمد الفرج" وان التفجير حدث نتيجة عبوة كانت موضوع في حقيبة سفر عادية المعبر، وأن عدداً كبيراً من الأشلاء تطايرت في المكان وتناثرت بين الخيم في مخيم أطمة وسرعان ما تبنى تنظيم داعش التفجير، وذلك عبر بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه: إن شنت "هجوم استشهادي بسيارة مفخخة يضرب رتلاً لفصائل المعارضة بمعبر أطمة في ريف إدلب".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض معبر أطمة لتفجير مماثل أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنه واستهدف فصائل من المعارضة السورية تشارك في عملية "درع الفرات"، وذلك عند معبر أطمة على الحدود بين سوريا وتركيا وذكر التنظيم وقتها على مواقع موالية للمتشددين، أن انتحاريًّا يقود سيارة مفخخة استهدف قافلة من المعارضة على الجانب السوري من معبر حدودي في أطمة، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وقال شهود عيان: إن "الانفجار ناجم عن تفجير شخص لنفسه بتجمع بشري عند منطقة المعبر"؛ مما أسفر عن 20 مقاتلًا و"إصابة أكثر من 20 آخرين بجراح واستهدف مقاتلين من فيلق الشام التابع للجيش الحر أثناء عملية تبديل بين القوات المقاتلة في ريف حلب الشمالي.
كما سبق لداعش في 2016/9/4م أن هاجم مواقع للمعارضة في القلمون الشرقي بريف دمشق حيث بدأ الهجوم بتفجير التنظيم لسيارتين مفخختين استهدفت نقاطاً لجيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية وقال الناشط الميداني نعيم العمري وقتها أن «عناصر التنظيم شنوا هجوماً واسعاً بدؤوه بتفجير مفخختين استهدفت الأولى نقطة تجمع الشهيد أحمد العبدو التابعة لجيش الإسلام، فيما استهدفت المفخخة الثانية نقطة لحركة أحرار الشام الإسلامية، ولم تسفر عمليتا التفجير عن مقتل أحد من مقاتلي المعارضة وبعد التفجيرين تسلل عناصر من تنظيم داعش إلى نقاط جيش الإسلام فدارت اشتباكات عنيفة استطاع مقاتلو جيش الإسلام قتل أكثر من خمسة عشر عنصراً وجرح آخرين من التنظيم بالإضافة لاغتنام دبابة وسيارة مزودة برشاش دوشكا، فيما فر العناصر الباقين تحت ضربات مقاتلي جيش الإسلام، كما قصف مقاتلو أحرار الشام الإسلامية تجمعات ومواقع التنظيم في القلمون الشرقي بقذائف الهاون" .
وفي أبريل عام 2016م ريف حلب الشمالي معارك عنيفة بين فصائل معارضة وتنظيم "داعش"، بعد تمكن الأخير من تحقيق تقدم واسع والسيطرة على قرية حوار كلس وعدة قرى قريبة منها وتمكن تنظيم "داعش" خلالها من السيطر على قرى الشريط الحدودي في ريف حلب الشمالي بالكامل تقريبا محرزاً تقدماً هو الأبرز منذ عدة أشهر، ومتسبباً في موجة نزوح غير مسبوقة وبدأ "داعش" هجومه، حسب ناشطين، باستهداف قرية حوار كلس بسيارة مفخخة، تلتها اشتباكات عنيفة منذ الفجر مع فصائل معارضة على امتداد الشريط الحدودي في ريف حلب الشمالي انتهت بسيطرة التنظيم على قرى إيكدة وكفرشوش وكفرغان وبريغيدة.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن تنظيم داعش الدموى يحاول دائمًا التقليل من نفوذ خصومه من المعارضة السورية المسلحة في سوريا، بالمزيد من التفجيرات الانتحارية القاتلة، في محاولة منه لإظهار نفسه "المتفرد" الوحيد في الساحة السورية، وهو الأمر الذي يحقق العديد من النتائج الإيجابية له في الصراع الميداني معهم.