بعد اعترافها بالعجز.. هل فقدت أمريكا القدرة على مواجهة "داعش" في سرت؟
الخميس 06/أكتوبر/2016 - 02:35 م
طباعة
تواصل القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، شن هجماتها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، بمشاركة قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، والذي استغرق وقتًا طويلًا للقضاء على التنظيم الإرهابي، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" أن الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الأمريكية ضد تنظيم "داعش" في مدينة سرت الليبية، التي دخلت شهرها الثالث طالت أكثر مما كان متوقعًا.
وتعتبر تصريحات البنتاجون، اعترافًا رسميًّا من واشنطن بالهزيمة وعجزها أمام التنظيم الإرهابي، كذلك قد تكون أمريكا فقدت القدرة على مواصلة الحرب ضد التنظيم وصعوبة القضاء عليه في مدينة سرت الليبية.
وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس، اليوم الخميس 6 سبتمبر 2016: إنه عندما بدأت الولايات المتحدة غاراتها على التنظيم في سرت في الأول من أغسطس الماضي دعما لقوات حكومة الوفاق الوطني كانت تعتقد أن هذا التدخل سيكون لأسابيع وليس لأشهر.
ومن جانبها ارتفع عدد الضربات الجوية الأمريكية ضد مواقع تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية إلى 48 ضربة جوية منذ بداية الشهر الجاري.
وتمكنت الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق من استعادة أغلب أنحاء سرت، باستثناء حي واحد لا يزال في قبضة مسلحي داعش.
من جانبها شنت الطائرات الأمريكية الأحد الماضي 20 غارة، حسبما ذكرت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم"، فيما أكد ديفيس أن وتيرة الغارات تقررها حكومة الوفاق الوطني، قائلًا: "نحن الآن في الجزء الأخير من المدينة الأكثر كثافة. من الصعب جدًّا تطهير هذه المواقع من القناصة بأي وسيلة أخرى غير الغارات الجوية".
وأوضح المتحدث الأمريكي أن الولايات المتحدة شنت حتى اليوم أكثر من 200 غارة في سرت.
وفي سياق آخر، طالب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بضرورة رفع حظر التسليح عن ليبيا، إذ طالب رئيس وزراء النمسا بعد قمة دول أوروبا والبلقان الغرب بدعم الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر.
وتحظى حكومة الوفاق بدعم دولي كبير، وتساندها الأمم المتحدة في طرابلس لكنها تشكو من بطء الدعم الذي تقدمه لها.
وفي الوقت الذي تستضيف فيه فرنسا اجتماعاً دولياً حول ليبيا بمشاركةِ ممثلينَ عن دولٍ عدة من المنطقة من بينِها مصرُ وتركيا ودولُ الخليج- يبحث السراج في الجزائرِ آخرَ المستجداتِ على الساحة الليبية.
وسبق أن طلب رئيس الوزراء الليبي فايز السراج مساعدات عسكرية "معززة" من الولايات المتحدة، وسجلت القوات التابعة لحكومة السراج تقدما مهما في سرت لا سيما بعد الغارات الجوية الأمريكية، وسيطرت على جزء كبير من المدينة وتمكنت من محاصرة الجهاديين في منطقة سكنية ساحلية.
من جانبه جدد المبعوث الأمريكي إلى ليبيا جوناثان واينر وقائد القوات الأمريكية في إفريقيا الجنرال توماس والدهاوزر تأكيد الدعم لجهود حكومة الوفاق الوطني لطرد الإرهابيين من سرت مع دعم الغارات الجوية الأمريكية.
الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر
وأضاف البيان آنذاك أن المسئولين الثلاثة "تبادلوا الأفكار بشأن الخيارات الاستراتيجية لمستقبل ليبيا بعد تحرير سرت" من دون تحديدها.
وكان المبعوث الأممي ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر، قد دعا الليبيين إلى تخطي الخلافات لإنقاذ اقتصادهم، قائلًا: "يجب دعم الاتفاق السياسي الليبي، كما يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم الدولي إلى رئيس الوزراء فايز السراج.. وكذلك المجلس الرئاسي؛ لأن الوضع آخذ في التدهور وقد يصبح مع الوقت أكثر صعوبة".
وأكد كوبلر في تصريح صحافي، أنه يجب على الليبيين تخطي الخلافات وإيجاد حل حاسم بمساعدة المجتمع الدولي، معتبرًا أن الاجتماع المصغر الذي دعت إليه فرنسا فرصة مهمة لا يجب تفويتها.
وكانت فرنسا أبدت تخوفها من مخاطر سيطرة قوات حفتر على المنشآت النفطية، معتبرة ذلك يهدد الاستقرار في ليبيا، وطالبت بأن تتم عمليات تصدير النفط تحت رعاية حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها دوليًّا؛ لكنها طالبت في الوقت نفسه بتوسيع الحكومة في طرابلس لتضم أطراف الأزمة الليبية كافة.
وقال الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول: "إن فرنسا ستستضيف اجتماعًا دوليًّا لمناقشة الوضع في ليبيا الأسبوع المقبل".
وقالت الوزارة: "أمام تدهور الأوضاع في ليبيا، بادر وزير الخارجية جون مارك إيرولت بالدعوة إلى عقد اجتماع على مستوى عال حول ليبيا وذلك مع شركائنا الأساسيين الدوليين، دون ذكر الدول التي ستشارك في هذه القمة".
وأضافت الخارجية أن الدعوة إلى هذا الاجتماع تأتي في إطار الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج هذا الأسبوع إلى باريس.
ووفق الوزارة فإن الاجتماع يهدف إلى دعم حكومة الوفاق الوطني التي يقودها السراج وإلى وحدة ليبيا، وهو ما أكده رئيس الجمهورية فرانسوا أولاند خلال استقباله للسراج خلال الزيارة.
وأكد الجانب الفرنسي، على دعمه للاتفاق السياسي الذي وقع في "الصخيرات" في ديسمبر عام 2015 تحت إشراف الأمم المتحدة وعن دعمه للمجلس الرئاسي ولحكومة الوفاق، معبرًا عن استعداده التام لتقديم كل الدعم للمجلس لإنهاء الأزمة الليبية الحالية وإنهاء حالة الانقسام.
وأشار كوبلر إلى أنه من المهم بناء جيش ليبي موحد تحت إمرة المجلس الرئاسي، يكون لخليفة حفتر دور فيه؛ لأن ليبيا تفتقر إلى مؤسسات أمنية وعسكرية قوية، قائلا: أتوقع من الاجتماع الذي سيعقد في باريس، وكذلك من خلال محادثاتي مع الأطراف الليبية، مناقشة كيفية إيجاد جيش ليبي موحد وقوي، تحت إمرة المجلس الرئاسي ويكون لخليفة حفتر دور فيه، كما أتوقع مناقشة مسألة اختيار رئيس هيئة الأركان في هذا الجيش، وكذلك قادة الجيش البري والقوات البحرية والجوية، مضيفا “كل هذه الأمور يجب تحديدها بدعم من المجتمع الدولي، ذلك أن الأمن في ليبيا هو المسألة الأكثر إلحاحًا في هذا الوقت.
ووقعت سرت، تحت قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، في يونيو 2015؛ ما أثار مخاوف المجتمع الدولي من تحويلها إلى قاعدة له على مسافة 300 كلم من السواحل الأوروبية.
في 12 مايو الماضي، شنت قوات حكومة الوفاق الوطني هجومًا لاستعادة السيطرة على سرت، ودخلتها في 9 يونيو، لكن تقدمها شهد عرقلة طوال أسابيع بسبب هجمات التنظيم.