"حزب الله" يدفع ثمن تدخله في سوريا بالمزيد من القتلى والخسائر

السبت 08/أكتوبر/2016 - 01:35 م
طباعة حزب الله يدفع ثمن
 
لا زال حزب الله اللبناني يدفع ثمن تدخله في سوريا بالمزيد من القتلى في صفوف مقاتليه، كان آخرهم اعتراف الحزب بمقتل دفعة جديدة من جنوده في حلب؛ حيث نعى الحزب دفعة جديدة منهم، وكشفت وسائل إعلام لبنانية تابعة له مقتل كلٍّ من "علي كوراني" من بلدة ياطر الجنوبية، و"حسين محمد مهدي ياسين" من بلدة العين البقاعية، و"محمد علي صوان" من بلدة يونين البقاعية، دون ذكر تفاصيل عن مكان وتاريخ مقتلهم، في حين رجحت مصادر بأنهم قتلوا خلال شن المعارضة المسلحة يوم الجمعة 7-10-2016م هجوماً معاكساً على مواقع الميليشيات الشيعية، واستعادت معظم حي "الشيخ سعيد" بمدينة حلب، في معارك خلفت عشرات القتلى و5 أسرى في صفوف ميليشيات إيران.
حزب الله يدفع ثمن
 "حزب الله" الذي تكبد خسائر بشرية كبيرة في منتصف الشهر السادس من العام الجاري، وذلك بواقع 35 قتيلاً وعشرات الجرحى، في كلفة هي الأعلى في فترة زمنية قصيرة التي تصيب الحزب منذ مشاركته القتال إلى جانب قوات الأسد في نهاية 2012، وذلك خلال سيطرة "جيش الفتح" على قرى وبلدات "خصلة وزيتان برنة" بريف حلب الجنوبي، بالإضافة إلى ما كشفت عنه صحيفة السفير اللبنانية المقربة من الحزب الله، بأنه خسر خلال حربه في سوريا قرابة ألف مقاتل، بالإضافة إلى مئات الجرحى، وإن "خلفية المشهد السوري ستكون هي الوازنة في العقل الاستراتيجي لحزب بات يحسب له في المعادلات الإقليمية حساب، خصوصًا أنه قدم نحو ألف قتيل وآلاف الجرحى والمعوقين في معركة، يجزم الحزب بأنها ستشكل حجر زاوية إعادة تشكيل خريطة التوازنات في المنطقة".
حزب الله يدفع ثمن
وجاءت هذه الاعترافات في الوقت الذي يحاول فيه "حزب الله" إخفاء الأعداد الحقيقية لقتلاه في سوريا، خوفاً من حالة التمرد التي قد تصيب اتباعه في لبنان وكان صحفي شيعي قد كشف في وقت سابق في مقاله له في أحد المواقع اللبنانية، الخسائر التي تكبدها الحزب خلال المعارك مع فصائل الثوار في سوريا، مؤكداً أنها تجاوزت 2000 مقاتل وآلاف الجرحى كما نقلت وكالة الأناضول الشهر الماضي عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية لم تسمها، أن عدد مقاتلي "حزب الله"، الموجودين في سوريا، يصل إلى نحو 6 آلاف مقاتل.
 ويرى محللون أن حزب الله سيبقى منخرطًا في الحرب بسوريا رغم صمته عن مقتل العشرات من عناصره؛، لأن الأمر يتعلق بحسابات إيرانية وليس بحساباته كحزب في لبنان حيث أكد الكاتب والصحفي قاسم قصير على أنه من الواضح أن التطورات في سوريا تستلزم توسع الجبهات، وهذا يقتضي زيادة دور حزب الله في الوضع السوري، وأن الحزب لن يتراجع اليوم، رغم أن البعض يراهن على أن سقوط شهداء للحزب سيؤدي إلى تراجعه وأن مشاركة حزب الله في الصراع السوري ليست ردة فعل، وأن الحزب سيواصل دوره حتى التوصل إلى تسوية، وأن زيادة العناصر في سوريا تأكيد لقرار الحزب بأن المعركة مستمرة، وأن سقوط الشهداء لن يؤدي إلى تراجع".
حزب الله يدفع ثمن
 فيما اعتبر الكاتب والصحفي علي الأمين أن خيار الانخراط في الحرب السورية لا عودة عنه لدى حزب الله، رغم كل الآمال المغلقة أمام أي انتصار جدي لأي طرف من الأطراف، وأن دخول الحزب إلى سوريا يرتبط بالحسابات الإقليمية الإيرانية أكثر من مصالح الحزب وحساباته اللبنانية، وأن إيران اليوم ليست في وارد الانسحاب من المواجهة، وهي تذهب بعيدا لتثبيت حصتها من الكعكة السورية، وأن حزب الله وتحت هذه المظلة ينخرط في القتال، وهو رسالة لمناصريه بأنه مستمر، وعليهم أن يتوقعوا المزيد من التضحيات التي ستدفع في هذا السبيل لأنه لا يوجد رفض في بيئة الحزب لما يقوم به، وهو يعرف استخدام التعبئة المذهبية لصالحه، وهو "يوجه رسالة يومية للبيئة الشيعية بأن هناك خطرا على الشيعة، وبالتالي فإن الخيارات المتاحة أمام هذه البيئة صعبة ولا بديل للقتال في سوريا".
حزب الله يدفع ثمن
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن حزب الله اللبناني لن يتوقف عن التدخل في سوريا، على الرغم من أنه يدفع ثمن تدخله في بالمزيد من القتلى في صفوف مقاتليه، وكأن مصالح الحزب مع جواره الإقليمي هي ما ستدفعه إلى المزيد من التدخل، وبالتالي الغرق في المستنقع السوري. 

شارك