هل تنجح مساعي الجزائر في إنهاء الأزمة الليبية؟

السبت 08/أكتوبر/2016 - 01:49 م
طباعة هل تنجح مساعي الجزائر
 
مع الأوضاع المأساوية التي تشهدها ليبيا، تسعي دول الجوار إلى حماية أراضيها من تسلل الجماعات الإرهابية عن طريق حدودها مع ليبيا؛ ولذلك تسعي بعض الدول الأن إلى إيجاد حلول للأزمة الراهنة ومحاولة تصالح الأطراف المتناحرة؛ حيث تلعب الجزائر دورًا مهمًا في حل الأزمة الليبية.
هل تنجح مساعي الجزائر
يأتي ذلك في الوقت الذي تستضيف فيه فرنسا اجتماعاً دولياً حول ليبيا بمشاركة ممثلينَ عن دول عدة من المنطقة من بينِها مصرُ وتركيا ودول الخليج، ورغم أن بعض المتابعين يتوقعون اقتراب التوصل إلى حالة من الانسجام النهائي الليبي الليبي إثر التلميحات التي أصدرتها حكومة الوفاق تجاه العسكري القوي خليفة حفتر، والتي سبقتها تلميحات من حفتر نفسه من أنه لم يسيطر على الهلال النفطي عنادا ومضادة لحكومة السراج، إلا أن البعض تساءل: هل توضع تحركات حفتر العسكرية في نصاب الحد من نفوذ المجموعات المتطرفة؟
وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج في تصريحين بثهما التلفزيون الجزائري، بعد لقائه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إن بلاده بحاجة إلى المزيد من الدعم الجزائري لكي تتجاوز أزمتها السياسية. 
وتأتي زيارة السراج إلى الجزائر تلبية لدعوة من الحكومة الجزائرية وفي خضم المساعي الإقليمية والدولية لحل الأزمة المستعصية التي تعيشها ليبيا.
من جانبه قال وزير الشئون المغاربية والإفريقية الجزائري عبد القادر مساهل: إن ما يميز مساعي بلاده هو أنها تريد حلا لليبيا بين الليبيين وفي ليبيا، في إشارة إلى أن الجزائر ترفض بشكل قاطع المبادرات التي تقدمها بعض الدول الغربية، وخاصة فرنسا، التي دعت الأسبوع الماضي إلى اجتماع في باريس لأصدقاء ليبيا من دون أن تدعو الجزائر.
وأكد مساهل أن بلاده لا تعترف بهذه المبادرات المتعددة، بل تركز على الجهود المحلية داخل ليبيا في إطار المسار الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وبات واضحًا من الاستقبال الخاص الذي حظي به السراج ووفده أن الجزائر تحضِّر للدخول إلى نادي المبادرين لحل الأزمة الليبية.
وجاء مقترح الجزائر لحل الأزمة الليبية انطلاقًا من تجربة المصالحة الجزائرية بجمع الأطراف كافة من دون استثناء، وتفادي حصر المشكلة في جبهتين متنازعتين على السلطة، ويعني ذلك إشراك الخصم الثالث للحكومتين القائمتين، وهو المؤتمر الوطني العام المحسوب على الإسلاميين، بالإضافة إلى إعادة فتح الحوار مع مناصري الزعيم الراحل معمر القذافي ورموز حكمه.
وصرح وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة بأن حكومة الوفاق طلبت من الجزائريين تقديم الأطر السياسية والقانونية الكفيلة بإنهاء النزاع.
ويتوقع أن تعرض الجزائر مقترحها على اجتماع إقليمي حول ليبيا يضم دول الجوار سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأبدى مسئولون جزائريون في مناسبات عديدة تحفظهم على التدخل الغربي في القضايا الليبية تحت ذريعة محاربة الجماعات المتطرفة، معربين عن قلقهم لما قد ينجم عن هذه التدخلات على المنطقة.
ويرى مراقبون أن الجزائر أرادت توظيف غياب الأطراف الليبية عن مؤتمر باريس، والأجواء غير الإيجابية التي سادت زيارة السراج إلى العاصمة الفرنسية، من أجل تعزيز دورها كوسيط بين الأطراف.
في سياق آخر، بدأ المجلس الرئاسي لحكومة الإنقاذ الوطني في ليبيا، أمس، أحدث اجتماعاته في العاصمة التونسية، بهدف الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة برئاسة فايز السراج، رئيس المجلس المدعوم من بعثة الأمم المتحدة.
وكان السراج قد أكد أن المجلس سوف يجتمع خلال اليومين المقبلين بكامل أعضائه خارج ليبيا لاستكمال المشاورات حول التشكيل الجديد في الحكومة، مشيرًا إلى أنه سيعمل على تفادي أي ضعف ظهر في التشكيلات السابقة.
وقالت مصادر، وفق صحيفة الشرق الأوسط: إن الاجتماع عقد بمشاركة جميع الأعضاء التسعة للمجلس الرئاسي، مما يعني عودة النائبين المقاطعين لاجتماعات المجلس، والموالين للبرلمان الموجود في شرق البلاد ولقائد الجيش الوطني، المشير خليفة حفتر.
هل تنجح مساعي الجزائر
وفي أغسطس الماضي شهد الاجتماع الذي تبنته الأمم المتحدة في تونس مشادات كلامية حادة بين أعضاء المجلس؛ وذلك بسبب استمرار الخلافات حول صلاحية تعيين المناصب العسكرية والأمنية في الحكومة، بما في ذلك المشير حفتر الذي تخوض قواته معارك ضد المتطرفين في عدة مدن في شرق البلاد. 
وكان البرلمان الموجود بمدينة طبرق، بأقصى الشرق الليبي، قد رفض اعتماد تشكيلة سابقة لحكومة السراج، على الرغم من الدعم الدولي والإقليمي لها إلى ذلك، أعلنت القوات التابعة لحكومة السراج، أمس، أنها تحقق تقدما في الكيلومتر الأخير من مدينة سرت الساحلية، في مواجهة بقايا ميليشيات تنظيم داعش. وقال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص التي تشنها هذه القوات، إنها تقدمت، أمس، على محوري الجيزة البحرية وعمارات الستمائة،مشيرا إلى فرض حصار على عناصر التنظيم بمشاركة قوات البحرية التي أوضح أنها تواصل دورياتها حول المنطقة، وتقوم بدعم ناري لمنع هروب عناصر التنظيم.
وقالت قناة النبأ التلفزيونية المحلية، الموالية لجماعة الإخوان: إن المستشفى الميداني بسرت استقبل، أمس، جثامين ثلاثة من القوات الموالية للحكومة المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، بينما أصيب أكثر من 20 جريحًا في الاشتباكات التي تجددت في المدينة.
في سياق متصل، بدأ مجلس النواب الليبي في التحضير لمؤتمر دولي حول إعمار مدينة بنغازي شرق البلاد هو الأول من نوعه مع اقتراب قوات الجيش الوطني من تحرير المدينة من قبضة المتطرفين الذين سيطروا واجتمع رئيس المجلس، المستشار عقيلة صالح، مع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي سيكون برعاية مجلس عليها منذ نحو أربع سنوات.
 وقال المستشار الإعلامي لصالح: إن اللقاء ناقش دعوة بيوت الخبرة المحلية والدولية والشركات العالمية في إعادة الإعمار والمراكز البحثية والشركات العالمية التي نفذت عددا من المشروعات الكبرى في ليبيا للاستفادة منها في إعادة إعمار مدينة بنغازي.
من جهة أخرى، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه من المتوقع أن ينطلق في نهاية الشهر الحالي تدريب خفر السواحل الليبي الذي يفترض أن يدعم عملية صوفيا الأوروبية لمكافحة تهريب المهاجرين، وقالت مصادر أوروبية إن حكومة السراج نشرت هذا الأسبوع لائحة بأسماء المرشحين، موضحة أن الأمر يتعلق حاليا بالتحقق من أن هذه العناصر، البالغ عددهم نحو 80، سيكونون موالين للحكومة، وهي آلية ستستغرق زهاء 20 يومًا، وعبرت عن الأمل في أن يبدأ التدريب في نهاية هذا الشهر.

شارك