بعد استعادتها من قبضة "داعش".. تحذيرات دولية من تدمير الموصل

السبت 08/أكتوبر/2016 - 02:56 م
طباعة بعد استعادتها من
 
في ظل التحديات التي تواجهها القوات العراقية في تحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، باتت المخاوف من أن تصبح المنطقة عقب تحريرها أكثر دمارًا وإرهابًا، وذلك حال زادت نسبة البطالة بها.
بعد استعادتها من
وفي هذا الصدد، حذرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم السبت 8 أكتوبر 2016، من تشكيل بيئة حاضنة لنسخة أكثر وحشية من تنظيم "داعش" إذا أدت عملية تحرير مدينة الموصل العراقية إلى تدمير المدينة وزيادة نسبة البطالة بها .
وأوضحت الصحيفة أنه على الجيش العراقي استعادة الثقة في أبناء الموصل ذوي الغالبية السنية؛ حيث إن تدمير المدينة سيخلق زيادة كبيرة في معدلات البطالة ما يشكل بيئة مناسبة لنمو تنظيمات أكثر خطورة من "داعش".
وبحسب الصحيفة فإن تحقيق القوات العراقية النصر في المعركة من أجل السيطرة على ثاني أكبر المدن في البلاد، يبدو أمرا محتمل الحدوث، لكنه قد يثير تساؤلات حول مستقبل المدينة والبلاد فيما بعد.
وتساءلت الصحيفة في ذات التقرير: كيف ستتمكن الحكومة المركزية في بغداد من التعامل مع سكان المدينة الذين يقتربون من المليون نسمة، بجانب إعادة النظام وحكم القانون إلى المدينة التي عانت من حكم التنظيم المتشدد طيلة عامين. 
وفي هذا السياق يقوم مسئول أمني عراقي: "عندما يكون هناك مليون شخص يسكنون المدينة فيجب علينا أن نكون في منتهي الحرص عندما نشن الهجوم، فمن يقول: إن الأمر سيستغرق أسبوعين أو شهرين لا يعرف عما يتكلم، كذلك لا نريد أن يتكرر ما حدث في الرمادي عندما تدمر ما يقرب من 80% من المدينة فهذا سيخلق زيادة رهيبة في معدلات البطالة، وهذا سيشكل بيئة حاضنة لنسخة أكثر وحشية من تنظيم داعش". 
وتعد مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي "داعش"، ووقعت في يد التنظيم المتطرف في صيف عام 2014.
ومدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد، ويبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
بعد استعادتها من
وكانت بوابة الحركات الإسلامية قد ذكرت في تقرير سابق لها، أن تنظيم داعش استولى على مناطق كثيرة من الأراضي العراقية شمال بغداد وغربها في 2014 إثر هجوم صاعق، وجعل من الموصل، معقله الرئيسي، وبعدما استعادت مساحات شاسعة من الأراضي منذ سنتين، باتت القوات العراقية تستعد لاستعادة هذه المدينة في شمال البلاد، بدعم من التحالف الدولي.
ويقول مراقبون: إن تحرير الموصل سيعقبه دمار شامل؛ الأمر الذي يؤدي إلى زيادة البطالة ما قد يدفع الشباب إلى الانضمام للتنظيم الإرهابي.
وفي سياق متصل، أعلن مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي بريت ماكغورك، أن "القوات العراقية هي من تحدد ساعة الصفر لمعركة استعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش".
وقال في مؤتمر صحافي أمس الجمعة 7 أكتوبر 2016 في العاصمة الأمريكية واشنطن: إن "الزخم إلى جانب القوات العراقية وهي ستحدد تأريخ الانطلاق لعملية الموصل وسندعهمهم عندما يكونوا جاهزين للتحرك".
وشدد ماكغورك على أهمية حماية سكان الموصل، مؤكدًا: "نحن نريد أن نعرف أين سيتحرك النازحون، فداعش تحاول قتلهم".
وأشار ماكغورك إلى أن "سلاح الجو العراقي سيلقي منشورات، بالإضافة إلى دور محطات الإذاعة ستوجه الناس نحو الطرق الآمنة للخروج أو كيفية الحفاظ على حماية أنفسهم وتجنب الأضرار العسكرية، ونحن نريد التأكد من أن سكان الموصل يعرفون ما يكفي لحماية أنفسهم".
وسبق أن وعد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سكان الموصل بنصر "قريب" في مواجهة الإرهاب، قائلا: "استعدوا واستبشروا يا أهلنا الكرام في الموصل فقد اقترب الوعد وجاء الحق وزهق الباطل، وقد قررنا وعزمنا على تطهير كل أرض العراق من داعش وتحقيق هذا القرار والانتصار.. وأنتم اليوم أقرب من أي وقت مضى للخلاص من ظلم وجور وبطش داعش".
وتواصل القوات العراقية مساعيها لاستعادة مدينة الموصل، مركز محافظة نينوي، 405 كم شمال مدينة بغداد، من تنظيم داعش، الذي استولى عليها في العاشر من عام 2014.

شارك