مع اقتراب معركة الموصل.. تصاعد وتيرة الأزمة التركية العراقية

الأحد 09/أكتوبر/2016 - 01:51 م
طباعة مع اقتراب معركة الموصل..
 
بالتزامن مع اقتراب حسم معركة الموصل، واستعدادات القوات العراقية لتحرير المدينة من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، تزداد الأزمة التركية العراقية، فمع الإصرار التركي علي المشاركة في معركة الموصل، تُصر كذلك العراق علي رفض التصريحات التركية بمشاركتها في المعركة، وتقول تركيا إنها مصممة على المشاركة في معركة الموصل وهي تقوم حاليا بتقديم التدريب لمقاتلين من العرب السنة في المنطقة بقيادة محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي تعرف باسم "الحشد الوطني".
مع اقتراب معركة الموصل..
وفي هذا السياق، قال الناطق الأمني باسم قوات "الحشد الشعبي" العراقية، يوسف الكلابي، إن الحشد سيتعامل مع القوات التركية عند وصولها إلى الموصل كما سيتعامل مع تنظيم "داعش" الإرهابي، مشدداً على أن وجود أي قوات أجنبية في العراق أمر مخالف للمواثيق الدولي.
وأكد القيادي في "الحشد الشعبي" مخاطبا تركيا "الموصل لن تكون قبرص أخرى" وقال الكلابي، في تصريح نشره الموقع الإلكتروني لقوات "الحشد الشعبي" اليوم الأحد 9 أكتوبر 2016، إن الحشد الشعبي "يعتبر ما تقوم به تركيا اليوم هو عمل غير مسبوق ويعتبر من الأعمال العدائية والمخالفة للمواثيق الدولية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة"، مؤكداً أن العراق يمتلك الحق في الرد بشتى الوسائل. 
واتهمت قوات الحشد الشعبي العراقية، أمس السبت، تركيا بالسعي إلى احتلال الموصل وتقسيم العراق، وذلك بعد تصريحات لوزير الخارجية التركية مولود غاويش أوغلو حذر فيها من مشاركة ميليشيات شيعية في عملية تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش".
ويري متابعون أن وزير الخارجية التركي، يستخدم اللغة الطائفية فيما يخص معركة تحرير الموصل والرد على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خاصة بعد دعوة الأخير أنقرة لاحترام سيادة بلاده واعتبارها خط أحمر، وذلك بسبب تواجد الجيش التركي غير الشرعي في قاعدة بعشيقة شمالي العراق.
وقال مولود جاويش أوغلو، إن "ضم الميلشيات الشيعية من خارج الموصل الى العملية العسكرية  لن يجلب السلام إلى الموصل للاسف على المدى البعيد والقريب، المشاكل ستستمر بالتصاعد، القوات التي نديرها في قاعدة بعشيقة هي اصلا من الموصل لذا فإن مشاركتهم في العملية ضرورية لنجاحها".
مع اقتراب معركة الموصل..
كذلك سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن ذكر في مقابلة مع إحدى الفضائيات العربية مطلع أكتوبر الجاري أن من يجب أن يبقى في الموصل بعد تحريرها، هم فقط أهالي الموصل من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الكرد، ولا يجب أن يدخل الحشد الشعبي للموصل.
 وأكد الرئيس التركي حرص بلاده على عدم السماح ما وصفه بأية سيادة طائفية على الموصل، لأن الهدف فقط هو تطهيرها من "داعش". ورأى أنه "لابد من تعاون تركيا والسعودية وأمريكا وقوات التحالف لتحقيق الانتصار على "داعش".
بن علي يلدريم رئيس الوزراء التركي، قال إن "جنودنا ينفذون عملا مفيدا للغاية في العراق ويحاربون ضد متشددي داعش في العراق، ليس لدينا موقف عدائي تجاههم".
وجاءت تصريحات يلدريم ردا على تحذير وجهه العبادي إلى أنقرة، وقال إن تصرف القيادة التركية غير مقبول، وان المغامرة التركية في العراق قد تؤدي إلى حرب إقليمية وان تواجد هذه القوات في بلاده ليس نزهة.
في السياق نفسه، حذر الحشد من أنه إذا وصل الحشد إلى الموصل ووجد أن القوات التركية باقية، سيتعامل معها كقوة غازية كما يتعامل مع عناصر"داعش"، وسيرى الأتراك منا ما يمكّننا الله عليه. 
أبو مهدي المهندس، أحد قيادات الحشد الشعبي، قال إن مشاركة "قوات الحشد في تحرير الموصل يهدم مشروع تقسم العراق"، مضيفا: "في حال عدم ذهاب الحشد الشعبي للموصل ستكون المدينة قاعدة جديدة للقوات التركية المحتلة"، وفق ما نقله موقع الحشد الشعبي.
واعتبر المهندس أن "مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل هو الضمان الوحيد لإحلال السلم الأهلي لجميع المكونات الموجودة في الموصل وإفشال مشروع تقسيم العراق عبر معركة الموصل"، وقال إن "عدم مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل ستتحول المدينة إلى قاعدة للقوات التركية وستكون قبرص جديدة لتقسيم العراق".
وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد أكد الخميس الماضي، قيام بغداد بسلسلة اتصالات مع أنقرة لسحب قواتها.
 يذكر أن الناطق باسم التحالف الدولي ضد "داعش" العقيد دوريان أعلن في وقت سابق، أن القوات التركية المتواجدة داخل الأراضي العراقية، ليست ضمن قوات التحالف المكلفة بتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقية، مضيفا أن تواجد هذه القوات في الأراضي العراقية يعد غير رسمي وبدون موافقة رسمية من الحكومة العراقية. 
مع اقتراب معركة الموصل..
ويبدو أن السعي التركي للتدخل في معركة الموصل قد يفشل، خاصة بعد أن استدعت تركيا والعراق سفير الأخرى لديها احتجاجا على تعليقات لرئيس الوزراء التركي، وقرار للبرلمان العراقي، في خطوة تعكس التوتر المتزايد بين البلدين بسبب تمركز القوات التركية في منطقة "بعشيقة" شمالي مدينة الموصل مع اقتراب موعد انطلاق العمليات العسكرية لتحرير المدينة.
ووصفت وزارة الخارجية العراقية التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم حول المعركة الوشيكة لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية بأنها "استفزازية".
وكان البرلمان التركي جدد تفويضه للحكومة بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة، من أجل التصدي لأي هجمات محتملة قد تتعرض لها الدولة من أي تنظيمات إرهابية.
وتطمح العديد من الدول الغربية والإقليمية لتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة بالمشاركة في معركة استعادة الموصل معقل تنظيم داعش شمالي العراق، وعلى غير العادة ستشارك 5 قوى دولية وإقليمية في هذه المعركة بداية بقوات التحالف الدولي بقيادة الولاية المتحدة وظهور واضح للدور الفرنسي خلال الأيام الماضية، فضلاً عن الدور التركي والإيراني، بالإضافة للجيش العراقي ومساعديه من المليشيات.
وكان الدور الغربي في المعارك السابقة خاصة الفلوجة وهى آخر معركة خاضها الجيش العراقي ضد داعش هامشي فلم تتدخل القوات الدولية والتي كان دورها فقط تقديم الدعم اللوجستي والتدريب فقط.

شارك