"الإخوان الإرهابية".. بين الاختراق الداخلي واغتيال أفراد الشرطة والعمالة للغرب
الأحد 09/أكتوبر/2016 - 02:36 م
طباعة

كثيرة هي المشكلات التي تسببها الجماعة، وكثيرة هي تلك الاتهامات المتبادلة بين قياداتها وصراعاتها الداخلية، ورغم ما تعانيه الجماعة من صراع داخلي، وتقديم اعداد كبيرة منها للمحاكمات لتورطهم في اعمال ارهابية، الا ان الجماعة تصر على اتخاذ الارهاب منهجا لفرض وجودها في المجتمع المصري، في نفس الوقت الذي يتم توجيه الاتهام لها ليس فقط بممارسة الارهاب بل بالعمالة لدول خارجية، فمؤخرا نشبت معركة بين الإخوان وحلفائها، حول الاختراق الذى تم داخل الجماعة خلال الفترة الماضية، حيث أكد إعلاميون محسوبون على الإخوان، باختراق الجماعة من الداخل، واستشهد بمن انشقوا عن الجماعة مؤخرا، في الوقت الذى رد عليه حلفاء للتنظيم بأن هذه الأمور ليس عليها أدلة دامغة.

أحمد منصور
المعركة بدأت عندما اتهم أحمد منصور، الإعلامي المحسوب على جماعة الإخوان، التنظيم بالاختراق من الداخل، مشيرا إلى من خرجوا من الجماعة خلال الفترة السابقة أكدوا هذا الاختراق، ومتهما قيادات التنظيم بأنهم سبب في الأزمة الحالية للجماعة،

الدكتور محمد حبيب
كما اتهم منصور، الدكتور محمد حبيب، نائب مرشد الإخوان السابق، والقيادي المنشق عن الجماعة، بأنه سبب هذا الاختراق.
وقال الإعلامي المحسوب على جماعة الإخوان، في تصريحات له، إن الصف الداخلي للجماعة مخترق من الداخل، سواء خلال السنوات الماضية أو الآن، مطالبا الجماعة وقياداتها بضرورة مواجهة هذا الاختراق الأمني في الوقت الراهن.

حمزة زوبع
بدوره اعترف حمزة زوبع، القيادي الإخوانى، وأحد إعلامي قنوات الجماعة، بأن بريطانيا هي من تتخذ القرارات الخاصة بمكتب الجماعة بلندن، وأن قيادات التنظيم هناك تنفذ جميع أوامرها.
وأضاف زوبع في تصريحات له على أحد القنوات التي تبث من تركيا، أن إخوان لندن تابعون لبريطانيا ويسعون لاسترضائها، ويفضلون مصالح بريطانيا على الجميع.
في المقابل رد إبراهيم الزعفراني، القيادي الإخوانى السابق، وأحد حلفاء الجماعة، على أحمد منصور قائلا: "الإعاقة الحقيقية في العقول المغلقة، اختلف مع أحمد منصور في اعتبار الاختراق الأمني للإخوان ظاهرة، فكل ما أورده هي حالات فردية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة على امتداد ثماني عقود، ولم يقدم أدلة جدية على أنهم كانوا عناصر اختراق داخل الجماعة".
وأضاف الزعفراني في بيان له: "أنا أجزم بأن إلصاقه هذا الوصف بمحمد حبيب يتنافى مع الحقيقة، فأنا أشهد للرجل أنه كان صادقا مع جماعته، فكنت أراه شخصية نرجسية وأنه يميل إلى الانضباط ، روتيني، وليس مبادرا ولا مجددا، دفع به قربه من القيادة وطاعته لها وانضباطه ودقته في تنفيذ ما يطلب منه ومركزه الاجتماعي كأستاذ جامعي للمواقع القيادية المتقدمة للجماعة، حتى وصل إلى موقع النائب الأول لمرشدها.
واستطرد الزعفراني: "حين أصر حبيب على موقفه، اتفقوا بالتنسيق معه على العمل على إسقاط حبيب وعدم تمكينه من موقع المرشد، عن طريق توجيه (تربيط) الانتخابات، مما جعلني أنا وآخرين نعمل جاهدين لمواجهة هذا التربيطات، لأنها طريقة سيئة لا تتفق مع اللائحة ولا نزاهة تطبيقها رغم أننا جميعا لم نكن راغبين فى وصول حبيب لهذا المنصب، وقد بدا موقفنا وكأننا كنا نناصر محمد حبيب".
وتابع الزعفراني: "لقد كان هذا الموقف وما سبقه من تغييب للدكتور حبيب نقطة تحول في شراسة الخصومة من قبله تجاه أعضاء مكتب الإرشاد، وبعد خروجه من الجماعة ثم عزل محمد مرسى، هبط محمد حبيب بهذه الخصومة عميقا بعيدا عن شرف الخصومة، وتم استغلال هذه الخصومة ضد الجماعة" .
وأوضح الزعفراني أن الإعاقة الحقيقية التي تعصف بالإخوان ليست هي الاختراق، ولكن الإعاقة الحقيقية في العقول المغلقة، غير القابلة للانفتاح أو التطور أو التغيير، التي تقصى العقليات الأخرى من المشهد من الشباب وغير الشباب".
بدوره قال وحيد حجازي، أحد كوادر الإخوان معلقا على الاختراق داخل الإخوان قائلا: "لو كل اﻹخوان عقولهم متفتحة غير منغلقة كانت حاجات كتيرة اتغيرت".
وأضاف حجازى، ردا على تصريحات أحمد منصور: "الأزمة الإخوانية ليست في الاختراق داخل الجماعة، ولكن في العقلية التي تدير الجماعة فهي سبب الأزمة الآن".
وعلى صعيد أخر واستمرارًا لحالة الفوضى التي تسعى جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها إلى جر الدولة المصرية إليها، من خلال العمليات الإرهابية التي تستهدف أمن واستقرار البلاد، حيث شهدت محافظة البحيرة في الساعات الاولى من صباح اليوم، حادث اغتيال أمين شرطة بالأمن الوطني بعد إطلاق مجهولين ملثمين وابلًا من الأعيرة النارية على سيارته أمام قرية كفر الرحمانية بمركز المحمودية، ما أدى لمصرعه في الحال.
ومن جانبها أعلنت حركة تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، تسمى «حسم»، عن تبنيها عملية اغتيال أمين الشرطة بجهاز الأمن الوطني، جمال الديب، بمحافظة البحيرة.
وأشارت الحركة الإرهابية، في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه تم قتل أمين الشرطة أمام منزله في المحمودية بمحافظة البحيرة بثماني رصاصات، استقرت واحدة منها في رأسه وسبع رصاصات تفرقت في أنحاء جسده.

أحمد عطا
وفي السياق ذاته قال أحمد عطا، الباحث في الحركات الإسلامية، إن اغتيال أمين شرطة البحيرة جاء ردًّا على مقتل مسئول العمليات النوعية المسلحة التابعة للتنظيم الدولي القيادي محمد كمال، لافتًا إلى أن هناك تحركًا من العناصر المسلحة النوعية التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، بعد اجتماع الأربعاء الماضي الذي ضم أحد قيادات التنظيم الدولي وأيمن عبد الغني مسئول غرفة عمليات القاهرة في إسطنبول في أحد فنادق إسطنبول تحت تأمين تام من القوات الخاصة التركية.
وأضاف "عطا" إن الاجتماع استمر ست ساعات وحسب ما أكدت مصادر من إسطنبول أن هذا الاجتماع بصدد اتخاذ قرارات ردًا على مقتل مسئول العمليات النوعية في القاهرة القيادي محمد كمال - ولهذا وضعت غرفة عمليات القاهرة خطة للتنظيمات المسلحة التي تراجع دورها خلال العام الماضي في إطار حلول سياسية مع النظام الحالي والتي اتضح أنها باءت بالفشل.

هشام النجار
فيما قال هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، إنه من الوارد أن تكون العملية الإرهابية التي استهدفت أمين شرطة بالأمن الوطني من قبيل الخطوات الثأرية لمقتل قائد اللجان النوعية لجماعة الإخوان الإرهابية محمد كمال.
وأضاف "النجار" أن عملية الاغتيال من شأنها أن تكون رسالة للأجهزة الأمنية بأن هذه الضربة لم تقضِ تمامًا على هذا النشاط المسلح، وأن هذه الخلايا لا يزال بإمكانها العمل وتوجيه ضربات جديدة، فضلًا عن كونها رسالة لداخل الجماعة بأن جبهة محمد كمال لا تزال على الأرض حتى لا يستغل طرف ضعفها الطارئ لاتخاذ خطوات تعزز سيطرته على الجماعة.
كان محمد كمال، قائد العمليات النوعية لجماعة الإخوان الإرهابية في الداخل المصري، لقي مصرعه إثر تبادل لإطلاق النيران مع قوات الأمن يوم الثلاثاء الماضي.
وتماشيا مع حالة دراسة ما تفكر به الجماعة وفي محاولة لفهم مخططاتها كشف خبراء إسلاميون وبرلمانيون، طرق استغلال الغرب للتيارات الإسلامية، في التدخل في الشأن العربي من خلال ملف التمويل، ومحاولة استغلال مساعي الإسلاميين للوصول إلى أعلى المراتب السياسية، مشيرين إلى أن تعدد مسميات التيارات الاسلامية أحد وسائل امريكا للتدخل في الشأن العربي.

ثروت الخرباوي
فمن جانبه أكد ثروت الخرباوي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، الاستعمار الأجنبي بدأ يغير وسائله للتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، حيث بدأت تستغل التيارات الدينية في شق صف الدول العربية، بحيث أصبحوا أداة من أدوات الاستعمار لتفتيت المنطقة.
وأضاف الخرباوي أن المخابرات البريطانية جندت مؤسس الإخوان حسن البنا ، وزرعت الإخوان في المنطقة كي تستطيع أن تتدخل في الشئون الداخلية للدور العربية.
وأوضح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن الغرب يعلم بأن الخطاب الديني هو خطاب تفريقي لأنه يرى أن هذا مؤمن وهذا كافر، فهذا ما جعل الغرب يستخدم الإخوان ضد جمال عبدالناصر الذى استخدم مفهوم القومية العربية وهو خطاب يوحد الشعوب العربية.
وأوضح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن هناك فرق بين قيادات الإخوان الذين يتواصلون مع الغرب ويخشون انقطاع التمويل عنه، وبين من هم أعضاء لتلك التيارات وهى الجماهير التي يتم استغلالها، موضحا أن الغرب يستخدم التيارات الدينية عبر ملف التمويل.

النائب طارق رضوان
بدوره قال النائب طارق رضوان، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن الغرب استغل مساعي التيارات الدينية للوصول إلى السلطة في استخدامهم كذريعة للتدخل في شئون المنطقة العربية الداخلية.
وأضاف وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن هناك فصيل يريد أن يصل إلى مراتب عليا في السياسة، والغرب يستغل هذا الأمر في أن يجعله أحد أدواته لتنفيذ مصالحه في المنقطة.
وأشار وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إلى أن الغرب يرى أن الدين اقرب وسيلة يمكن أن يلعب بها للتدخل في الشئون الداخلية للمنطقة، لذلك يعتمد على التيارات الإسلامية لتنفيذ هذا المخطط.
من جانبه قال طارق البشبيشى، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن أول جماعة تم استغلالها لتنفيذ مخططات الغرب في المنطقة كانت جماعة الإخوان، موضحا أن هناك اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين التنظيم ومسئولين بدول خارجية لتنفيذ مخطط الغرب في تفتيت المنطقة.
وأضاف القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن الغرب يستخدم التيارات الدينية عبر ملف التمويل، حيث تطمع التيارات الدينية في الوصول لحكم المنطقة، وتعتمد على مساعدة الغرب لها، في الوقت الذى يعتمد فيه الغرب على تلك التيارات سواء عبر ممارسة العنف أو من خلال حملات التشويه ونشر الشائعات بما يخدم مصالح الغرب.

محمد مصطفى الباحث الإسلامي
فيما قال محمد مصطفى الباحث الإسلامي، أن ما نشهده من أحداث حولنا يقف متصدرا واجهتها جماعات التأسلم السياسي بعديد صنوفها، فليست تلك العناوين التي ذاع صيتُها في المنطقة الآن "المتسلفة .. الإخوان.. الجهاد.. القاعدة .. داعش .. أنصار بيت المقدس " ليست من الإسلام في شيء اللهم إلا في التسميات، بل هي حملة أمريكية غربية على منطقتنا ملتحفة برداء إسلامي للإجهاز على المشرق العربي.
وأضاف الباحث الإسلامي:"حين نرى كل فعل لهؤلاء المتأسلمين يُمكن أمريكا وحلفاءها من رقابنا ندرك خبيئتهم وحين نرى استقواء هؤلاء بالغرب على حساب أوطانهم كما ثوار الناتو في ليبيا، والإخوان في مصر، والنصرة في سوريا نقف على حقيقتهم وحين نراهم يزدرون الانتماء للأوطان، ويُكفرون من ليس على دربهم، ويستبيحون الدماء، نستيقن أنه تأسلم تُبشر به أمريكا وتدعو لاتباعه واعتناقه بديلاً عن الإسلام الحق القاتل لطموحها التوسعي التسلطي "
وتابع الباحث الإسلامى: "ما الأحداث حولنا وبأبعادها إلا تنفيذ واضح لمشروع داهية السياسة الأمريكية، الذى وضع أسس تلك الحملة المستعرة الأوار علينا «زبجنيو بريجينسكى» مفكر استراتيجى ومستشار للأمن القومى لدى الرئيس الأميركى جيمى كارتر بين عامى 1977 و1981 والتى ضمّنها كتابه الشهير ” رقعة الشطرنج الكبرى ”الداعى لتقسيم العالم العربى وفقاً لأسس عرقية وطائفية وجماعات دينية مختلفة، عبر القضاء على مسيرة الدولة القومية فى المنطقة بإشعال الحروب الطائفية فى العراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين واليمن. لتكون إسرائيل الدولة القائمة وسط فراغ من الفوضى ـ الشرق الأوسط الجديد ـ نعم هو ذاك المشروع الذى يقتضى وصول المتأسلمين كجماعة الإخوان لإحداث الاقتتال الداخلى، بغية خلق مبرر التدخل الغربى، فتعود المنطقة أدراجها لمرحلة الاستعمار والهيمنة الغربية التامة".
وأوضح أنه بعد فشل مسعى تلك الجماعات المتأسلمة طالعتنا أمريكا بالبديل عنهم، ليظل العنوان واحدا فى لعبة الصراع، حروب دينية طائفية لا تتوقف فى المنطقة، أتى العنوان الشيعى الإيرانى ليتصدر حملات أمريكا الآن، وقد كانت إيران على موعد مع أمريكا منذ أحداث 25 يناير".