الضربات الجوية تُكبد "داعش" خسارة ربع أراضيه في سوريا والعراق

الأحد 09/أكتوبر/2016 - 02:38 م
طباعة الضربات الجوية تُكبد
 
مع مواصلة الحرب التي تقوم بها معظم الدول العربية والغربية ضد التنظيم الإرهابي "داعش"، بات الأخير علي حافة السقوط وفقد معظم الأراض الواقعة تحت سيطرته، حيث فقد أكثر من 25 % من أراضيه، بحسب محللين في الشؤون الأمنية.
الضربات الجوية تُكبد
محللون في مؤسسة "آي إتش إس"، المعروفة بـ"غلوبال إنسايت"، قالوا إن سيطرة التنظيم انكمشت بنسبة 28% منذ أن بلغت أوجّها في يناير من عام 2015، وفي الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، انكمشت مساحة نفوذ تنظيم الدولة من 78 ألف كيلومتر مربع 30,115 ميل مربع إلى 65,500 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل حجم سريلانكا، بحسب بيانات آي إتش إس، ومع ذلك، تراجعت خسائر التنظيم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
المحللون أشاروا إلى أن هذا التراجع يبدو أنه تزامن مع تقليص روسيا عدد الغارات الجوية على أهداف للتنظيم.
ووفق التقرير فإن الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي  استهدفت نحو 26% من معاقله، في حين تراجع العدد بحلول هذا الصيف إلى 17% فحسب.
وكان قال الرئيس فلاديمير بوتين، في سبتمبر الماضي إن مهمة روسيا هي مكافحة الإرهاب الدولي، لا سيما تنظيم داعش."
وقال أليكس كوكاروف، كبير محللي الشؤون الروسية في آي إتش إس، إن أولوية روسيا هي توفير الدعم العسكري لحكومة الأسد، وتحويل الحرب الأهلية السورية، على الأرجح، من صراع متعدد الأطراف إلى صراع ثنائي بين الحكومة السورية والجماعات الجهادية، مثل تنظيم داعش، وبالتالي تقويض قضية توفير الدعم الدولي للمعارضة، ومع ذلك، فإن الخسائر التي تكبدتها الجماعة المسلحة لا تزال كبيرة، بحسب خبراء، إذ أُجبر التنظيم على التقهقر 10 كيلومترات من الحدود التركية، في حين أمّنت القوات العراقية قاعدة القيارة الجوية، وهي موقع استراتيجي يبعد 60 كيلومترا جنوبي محافظة الموصل، معقل تنظيم الدولة في العراق.
كما فقد التنظيم مدينة منبج والمناطق المحيطة بها، التي كانت تربط الحدود التركية بمعقل التنظيم، الرقة، لصالح المقاتلين الأكراد والعرب في أغسطس الماضي.
الضربات الجوية تُكبد
وقال كولامب ستراك، كبير المحللين ومدير وحدة "رصد الصراع" في آي إتش إس، لشبكة الـ"بي بي سي"، إن "خسائر تنظيم داعش منذ يوليو متوسطة نسبيا، لكنها غير مسبوقة من الناحية الاستراتيجية، مضيفًا أن "خسارة التنظيم لنقطة الاتصال المباشر بطرق التهريب الحدودية المؤدية إلى داخل تركيا حدّت من قدرتها على نحو كبير من تجنيد مقاتلين جدد من الخارج، بينما تستعد الحكومة العراقية لشن هجوم في الموصل، وفي حالة نجاح هجوم الموصل، المتوقع إعلانه في وقت لاحق خلال هذا الشهر، التي وعدت به الحكومة العراقية منذ فترة طويلة وجرى تأجيله كثيرا، فسيكون بمثابة ضربة قوية للتنظيم الإرهابي.
والجدير بالذكر أن مسلحو التنظيم الإرهابي "داعش"، قد شنوا في يونيو 2014 هجومًا في العراق مكنهم من احتلال مساحات واسعة من الأراضي العراقية غربي العاصمة بغداد وشمالها ثم احتلال الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار في 2015، قبل أن يستطيع الجيش العراقي استعادة السيطرة على عدة أراضٍ بمساعدة مجموعات كردية مسلّحة، وفق متابعون.
وتمكن الجيش العراقي ومجموعات مسلحة وكردية من استعادة أراضي احتلّها داعش في شمال العراق وفي محافظة الأنبار، خصوصًا مدينة الرمادي ومدينة هيت.
وفي سوريا، خسر داعش أراضي كانوا احتلوها خصوصًا في شمال شرق البلاد وذلك تحت ضغط الأكراد ومجموعات محلية مدعومة من التحالف الدولي.
كما خسر مدينة تدمر الأثرية في مارس التي حررتها القوات الحكومية مدعومة من سلاح الجو الروسي، لكن التنظيم تمكن الأسبوع الماضي من عزل المدينة بقطع منافذها إلى الخارج.
كان الجنرال الأمريكي جاري فوليسكي قد صرح في وقت سابق، أن تنظيم داعش "يخسر أراضي يوميًا" في العراق ويعاني من أجل إعادة تنظيم قواته بعد كل هجوم.
كذلك فقد التنظيم كثيرا من قدرته على شن هجمات ضد القوات العراقية، بحسب الجنرال الأمريكي جاري فوليسكي الذي يعمل في قيادة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في بغداد قائلا:  "كنا نرى سابقًا 50 أو 60 أو 70 مقاتلاً مع شاحنة مفخخة، الآن ليسوا سوى خمسة أو ثمانية، وربما 15" مع الآلية.

شارك