غموض حول مخطط مذبحة صنعاء.. وأمريكا تهدد بمراجعة التعاون الأمني مع السعودية
الأحد 09/أكتوبر/2016 - 02:43 م
طباعة

تغطي موقعة ضرب عزاء احد والد مسؤولين اليمنيين بصنعاء، علي الاخبار والمواقف السياسية للاطراف اليمنية والاقليمية والدولية، وهو ما يعقد عملية الحل السياسي في البلاد، مع قرارت امريكية بدراسة مراجعة تعاونها مع السعودية.
موقعة العزاء بصنعاء:

وعلي صعيد المشهد السياسي، تضاربت التقارير بشأن من يقف وراء تفجير استهدف مجلس عزاء في القاعة الكبرى بصنعاء، مخلفا 140 قتيل وعشرات الجرحي، بينهم مسؤولون كبار في حزب المؤتمر الشعبي العام.
وتعددت الروايات بشأن منفذ التفجير بين من اعتبروا أن داعش يقف وراء الهجوم، فيما نقلت قناة العربية عن مصادر يمنية أن “تفجير مجلس العزاء ناتج عن تصفية حسابات داخلية بين المُتحالفين، على إثر المجلس السياسي الجديد”.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إن أنصار صالح الذين سقط معظم القتلى من صفوفهم يتهمون الحوثيين بعد ما تم تداول منشور للقيادي الحوثي حسن زيد تحدث فيه أمس قائلا: “فجر اليوم السبت سيحدث حدث عظيم”.
يعد ابرز الذين قتلوا في القصف قائد قوات الاحتياط السابق اللواء علي بن علي الجائفي، لقي حتفه متأثراً بإصابته التي أُصيب بها في القصف الذي طال صالة عزاء في القاعة الكبرى، جنوب العاصمة صنعاء.
و تناقلوا رواية أخرى تتحدث عن محاولة حوثية فاشلة لإطلاق صاروخ انتهى به المطاف في مجلس العزاء بالقاعة، التي كانت تضم المُعزِّين بوفاة وزير داخلية الجماعة وهو من مؤيدي الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الحليف الرئيسي لجماعة الحوثي في اليمن اليوم الأحد إلى تصعيد الهجمات على عدوهما المشترك السعودية.
وكان صالح يتحدث بعد يوم من اتهام المتمردين للتحالف العربي باستهداف دار عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء أسفر عن سقوط 140 قتيلا على الأقل وفقا لتصريحات نقلتها الأمم المتحدة عن مسؤولين محليين بقطاع الصحة.
وقال صالح في خطاب بثه التلفزيون “حانت ساعة الصفر لدعوة كافة أبناء القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية … للتوجه إلى جبهات الحدود للأخذ بالثأر لضحايانا.”
وأضاف صالح “على وزارة الدفاع ورئاسة الأركان ووزارة الداخلية وضع الترتيبات اللازمة لاستقبال المقاتلين في جبهات نجران وجيزان وعسير” في إشارة إلى المناطق الحدودية السعودية.
وسارع الحوثيون إلى اتهام التحالف العربي، الذي ردّ بنفي هذه المزاعم، مؤكدا أنه لم ينفذ أي غارات في المنطقة المذكورة بصنعاء.
قدمت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في تفجير القاعة الكبرى بصنعاء، والذي استهدف مجلس عزاء. واصفة الحادثة بـ”المؤسفة والمؤلمة”، وأعلنت مباشرة التحقيق لكشف ملابسات التفجير.
وقال بيان صادر عن التحالف العربي، إن قيادته فتحت على الفور تحقيقاً شاملا في الحادثة بمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الأميركية، والذين تم الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة
ونفى التحالف العربي تنفيذ أي طلعات جوية في مكان التفجير الذي وقع أمس في صنعاء، داعيا إلى التفكير بأسباب أخرى تقف وراء التفجير.
وتابع البيان، “سيتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم، وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق”.
وجددت قيادة التحالف العربي، تأكيدها على أن “لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر”
وأدانت الحكومة اليمنية في وقت سابق استهداف مجلس العزاء ووصفته بأنه ”جريمة”. وقالت الرئاسة اليمنية، اليوم الأحد، إن عددًا من أنصار “السلطات الشرعية” في البلاد، قتلوا في قصف استهدف مجلس عزاء في العاصمة صنعاء، مساء أمس، وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 600 شخص.
جاء ذلك في برقية عزاء ومؤاساة بعثها الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى الأخير، حسب وكالة “سبأ ” اليمنية الرسمية التابعة للحكومة.
واستهجن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإمارتي، أنور قرقاش، اتهام التحالف العربي بالانفجار الذي تسبب بقتل العشرات في صالة عزاء بصنعاء أمس.
وقال في تغريدة له على تويتر، إن التوظيف السياسي المخزي لمأساة صالة العزاء تعودناه من التمرد، بيان التحالف كان واضحا، وكذلك الإعلان عن تحقيق حول الحادث بمشاركة خبرات أمريكية.
تغيير امريكي:

وفي نفس السياق، أعلنت الولايات المتحدة أنها بدأت عملية “مراجعة فورية” للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، بعدما غارة نسبت إليه أسفرت عن مقتل أكثر من 140 شخصا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس في بيان “نشعر بقلق عميق حيال التقارير عن الغارة اليوم على قاعة للعزاء في اليمن، والتي، إذا تأكدت، ستكون استمرارا للسلسلة المقلقة من الهجمات التي تضرب المدنيين اليمنيين”.
وأوضح أن “التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض.. وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية”.
وأضاف “مستعدون لضبط دعمنا بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأسوي في اليمن”.
وقتل أكثر من 140 شخصا وأصيب ما لا يقل عن 525 آخرين بجروح السبت بغارات جوية في صنعاء، بحسب ما قال المنسق الإنساني للأمم المتحدة في اليمن جايمي ماكغولدريك.
ونسب المتمردون الحوثيون الغارات إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية. لكن التحالف نفى مسؤوليته عن الغارات، مؤكدا أنه لم ينفذ عمليات عسكرية في مكان المأساة وأنه يجب النظر في “أسباب أخرى”.
وأضاف في تغريدة أخرى انتقد فيها الموقف الإيراني الداعم للمتمردين، قائلا ” يبدو أن لإيران وزيري خارجية، ظريف وعبداللهيان، الأخير يحمّل التحالف مسؤولية هجوم صالة العزاء، و التحالف نفى قيامه بأي عمليات في المنطقة”.
فيما أعلنت الولايات المتحدة أنها بدأت عملية “مراجعة فورية” للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، بعدما غارة نسبت إليه أسفرت عن مقتل أكثر من 140 شخصا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس في بيان “نشعر بقلق عميق حيال التقارير عن الغارة اليوم على قاعة للعزاء في اليمن، والتي، إذا تأكدت، ستكون استمرارا للسلسلة المقلقة من الهجمات التي تضرب المدنيين اليمنيين”.
وأوضح أن “التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض.. وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية”.
وأضاف “مستعدون لضبط دعمنا بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأسوي في اليمن”.
كما دان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، اليوم الأحد، القصف الذي طال صالة عزاء جنوب العاصمة صنعاء، وشدد على ضرورة انهاء الحرب ووقف إطلاق النار في البلد المضطرب بأسرع وقت ممكن.
وقال ولد الشيخ في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «ندين بشدة ما حصل في حفل العزاء باليمن ونرجو للموتى الرحمة والغفران كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين(..) يجب أن تنتهي الحرب بأسرع وقت».
وأضاف «تذكر الأمم المتحدة مرة جديدة أن استهداف التجمعات الأسرية عمل غير إنساني ويتناقض مع القوانين الدولية ومعاقبة الفاعلين ضرورة».
وبعث المسؤول الأممي تعازيه لأسر الضحايا، وقال إنه «شديد الحزن لفقدان صديق عزيز وشخصية يمنية عظيمة كانت تعمل للسلام الأخ عبد القادر هلال رحمه الله».
وقتل أكثر من 140 شخصا وأصيب ما لا يقل عن 525 آخرين بجروح السبت بغارات جوية في صنعاء، بحسب ما قال المنسق الإنساني للأمم المتحدة في اليمن جايمي ماكغولدريك.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، سيطرت القوات الحكومية والمقاومة الشعبية ، على مواقع عسكرية للمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لصالح، في مديرية نهم (شرق العاصمة صنعاء).
وقال المتحدث باسم المقاومة عبدالله الشندقي، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القوات الحكومية بسطت سيطرتها على جبل الكولة، بعد معارك ضد الحوثيين وقوات صالح.
وأضاف بأن اثني عشر مسلحاً قُتلوا خلال المعارك، وأُصيب عشرات الجرحى من الحوثيين، فضلاً عن مقتل عنصرين من القوات الحكومية وأصيب ستة آخرين بجروح متفاوتة.
وأشار إلى أن المعارك بين الطرفين ما تزال متواصلة، وتحرز فيه القوات الحكومية تقدماً لتحرير ما تبقى من المواقع في الطريق إلى تحرير العاصمة صنعاء.
كما اعترضت المنظومة الدفاعية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في مدينة مارب (شرق العاصمة صنعاء)، اليوم الأحد، صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون وقوات صالح على معسكرات في المدينة.
وقال مصدر عسكري لـ«المصدر أونلاين»، إن الصاروخ اُعترض في سماء المدينة، وإن الحادث لم يسفر عن ضحايا.
وأضاف بأن عملية إطلاق الصاروخ، جاءت بعد دقائق من الانتهاء من تشييع اللواء عبدالرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة، والذي قُتل الجمعة الماضي.
وخلال الأسابيع الماضية، كثف مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية نحو اهداف عسكرية في مدينة مارب والمحافظات السعودية الحدودية.
الحوثيين وايران:

صرحت صحيفة "عكاظ" السعودية، إن الحرس الثوري الإيراني يشرف على تدريب عناصر من جماعة الحوثي على الأراضي السوري واللبنانية وتحديدا في القصير وجرود بعلبك.
وقالت الصحيفة إن قيادات من حزب الله تشارك في تدريب جماعة الحوثي في معسكرين تم إنشاؤهما في القصير السورية ومنطقة جرود بعلبك.
ولفتت إلى أن عدد العناصر الخاضعين للتدريب يقدر بنحو ثلاثة آلاف مقاتل، بينهم عدد كبير من الطلبة اليمنيين الذين كانوا يتابعون دراستهم في الجامعات السورية واللبنانية.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، قولها إن العناصر الحوثيين يخضعون للتدريبات، بهدف إنشاء قوة خاصة تحاكي حزب الله في لبنان، وإنهم قد قدموا إلى المعسكرات عبر مطاري بيروت ودمشق على دفعات.
المشهد اليمني:
الاوضاع في اليمن بعد مذبحة صنعاء، ستكون غيرها قبل مذبحة صنعاء، وهو ما قد يطيل امد الصراع او ينهي الملف في صورة تصاعدية، او تقسيم البلاد، لكن كل المؤشرات تشير الي ان الحوثيين يديرون صراعهم مع خصومهم وحلفائهم داخل اليمن بخطة " خطوة خطوة" لهيمنه علي الحكم في صناعء وعودة دولة الامامة.