الحشد الشعبي في مواجهة القوات التركية "الغازية" للعراق
الإثنين 10/أكتوبر/2016 - 11:38 ص
طباعة
شكل التواجد التركى "الغازي " للعراق مصد إستفزاز مباشر للشعب العراقى الذى تموج طوائفة بالمليشيات والفصائل ومع الإصرار التركى فى استمرار تواجده فى الاراضى العراقى سوف يقابله ايضا على الجهة الاخرى اصرار طائفى على طرده وهو ما تجسد فى دعوة ميليشيا الحشد الشعبي لمواجهة القوات التركية فى العراق حال البدء والمشاركة في معركة الموصل المرتقبة ضد تنظيم داعش، واضعةً القوات التركية وتنظيم الدولة في خانة واحدة.
وقال المتحدث باسم الحشد الشعبي يوسف الكلابي، إن "الحشد الشعبي يعتبر ما تقوم به تركيا اليوم هو عمل غير مسبوق ومن الاعمال العدائية والمخالفة للمواثيق الدولية المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة وان العراق له ما يريد من أنواع الرد، والحشد إذا وصل الى الموصل ووجد ان القوات التركية باقية في الموصل كقوة غازية سيتعامل معها كما سيتعامل مع الدواعش وسيرون منا ما يمكننا الله عليه".
وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد أكد فى وقت سابق قيام بغداد بسلسلة اتصالات مع أنقرة لسحب قواتها كما أكد الناطق باسم التحالف الدولي ضد "داعش" العقيد دوريان أن القوات التركية المتواجدة داخل الأراضي العراقية، ليست ضمن قوات التحالف المكلفة بتقديم الدعم والإسناد للقوات العراقية و أن تواجد هذه القوات في الأراضي العراقية يعد غير رسمي وبدون موافقة رسمية من الحكومة العراقية ليرد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ذلك قائلا " أن من يجب أن يبقى في الموصل بعد تحريرها، هم فقط أهالي الموصل من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الكرد، ولا يجب أن يدخل الحشد الشعبي للموصل وانه لن يسمح بأية سيادة طائفية على الموصل، لأن الهدف فقط هو تطهيرها من "داعش ولابد من تعاون تركيا والسعودية وأمريكا وقوات التحالف لتحقيق الانتصار على "داعش".
يذكر أن ميلشيات الحشد الشعبي العراقية سبق واتهمت تركيا بالسعي إلى احتلال الموصل وتقسيم العراق، حيث قال أبو مهدي المهندس، أحد قيادات الحشد الشعبي، إن مشاركة "قوات الحشد في تحرير الموصل يهدم مشروع تقسم العراق وفي حال عدم ذهاب الحشد الشعبي للموصل ستكون المدينة قاعدة جديدة للقوات التركية المحتلة و أن مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل هو الضمان الوحيد لإحلال السلم الأهلي لجميع المكونات الموجودة في الموصل وإفشال مشروع تقسيم العراق عبر معركة الموصل وان عدم مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل ستتحول المدينة إلى قاعدة للقوات التركية وستكون قبرص جديدة لتقسيم العراق".
وتزامنت تصريحات المهندس مع مظاهرة لعراقيين أمام السفارة التركية في بغداد ضد تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة قرب الموصل وكان وزير الخارجية التركي قد قال فى وقت سابق إنه يجب عدم ترك أهل الموصل السنة بين خياري تنظيم "داعش" أو المليشيات الشيعية. وأضاف: "السماح للمليشيات الشيعية من الخارج بالمشاركة في العملية، ثم إبقائها في الموصل، للأسف سيزيد من مشاكل المنطقة على المديين المتوسط والطويل".
مما سبق نستطيع التأكيد على ان التواجد التركى "الغازي " فى العراق سوف يظل مصدر إستفزاز مباشر للشعب العراقى الذى تموج طوائفة بالمليشيات والفصائل ومع الإصرار التركى فى استمرار تواجده فى الاراضى العراقى سوف يقابل الامر بلاشك ايضا على الجهة الاخرى اصرار طائفى على طرده خارج العراق ولن تكون دعوة ميليشيا الحشد الشعبي لمواجهة القوات التركية فى العراق حال البدء والمشاركة في معركة الموصل المرتقبة ضد تنظيم داعش ، الا بداية فقط لصراع دموى سوف يستمر الى ما بعد تحرير الموصل ولا يستطيع أحد أن يتكهن بنهايته.