حشد قوات "صالح والحوثي" علي حدود السعودية... وجهود دولية للتهدئة
الإثنين 10/أكتوبر/2016 - 07:15 م
طباعة

وواصل قوات صالح والحوثيين حشدهم لمقاتيلهم علي الحدود اليمينة السعوديةو، وسط جهود جولية للتدئه، والعودة الي طالة المفاوضات، لانهاء الحرب، مع نفي الحوثيين لتعرض لمدمرة امريكية قبالة سواحل اليمنية.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، شهد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، مساء الأحد، تحشيدا عسكريا وتصعيدا في المعارك، غداة تفجير مجلس عزاء في العاصمة صنعاء، ودعوات زعيم الحوثيين للتوجه نحو حدود المملكة للأخذ بالثأر إثر مزاعم بتورط “التحالف العربي”، في الهجوم.
وقالت مصادر عسكرية يمنية، لوكالة الأناضول، إن معسكرات للحوثيين في محافظة عمران، شمال صنعاء، بدأت، الأحد، في استقبال المقاتلين للانخراط في جبهات القتال الحدودية، بالتزامن مع دعوات أطلقها زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، وقيادات حوثية لأنصارهم من أجل التوجه إلى جبهات الحدود أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن صالح وجه قوات الحرس الجمهوري الموالية له بالتوجه نحو الحدود والمشاركة في ما أسموها “عمليات الثأر”، في جبهات نجران وجازان، على الحدود الجنوبية للمملكة.
في المقابل، دفعت السلطات السعودية، الأحد، بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة نجران، على حدودها الجنوبية مع اليمن، وتحديدا معاقل الحوثيين في محافظة صعدة، من أجل التصدي لأي محاولات تسلل.
وأظهرت قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية، لقطات لطلائع وتعزيزات جديدة من قوات الحرس الوطني تصل إلى نجران، للمشاركة في العمليات القتالية، مدعمة بالدبابات والأسلحة المتطورة.
ونقلت القناة على لسان اللواء، فهد الدوسري، مساعد قائد قوات الحرس الوطني، إنه سيتم إرسال لواء كامل مدعما بمختلف الآليات إلى نجران للتصدي لمحاولات التسلل التي يشنها الحوثيون.
وعلى الصعيد الميداني، شهد الشريط الحدودي تصعيدا عسكريا كبيرا؛ حيث شن الحوثيون هجوما على منطقة”الموسم”، التابعة لمحافظ”صامطة” في منطقة جازان، جنوبي المملكة، وفقا لمصادر مقربة من الجماعة.
ولم يسفر الهجوم عن أي تقدم، وفقا للمصادر ذاتها التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، فيما واجهته لمدفعية السعودية بقصف مدفعي كثيف.
وأعلن الحوثيون، الأحد، قصف مواقع القوات السعودية في رقابة” الدخان” ومعسكرات “أبو المض”و موقع” الموسم” في جازان..
وفي المقابل، أعلن المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان، يحيى القحطاني، سقوط مقذوف عسكري أطلقته عناصر حوثية من داخل الأراضي اليمنية على منزل مقيم يمني بمحافظة صامطة؛ مما نتج عنه إصابة احد أبنائه (14 عاماً)، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
يأتي ذلك، بينما تعرضت مواقع الحوثيين في المديريات الحدودية مع السعودية لقصف مكثف من قبل مقاتلات التحالف العربي، وخصوصا مناطق” كتاف” و”حيدان” و”شدا”.
أعلنت قوات التحالف العربي، في وقت مبكر من فجر الإثنين، اعتراض صاروخين باليستيين أطلقهما الحوثيون على محافظة مأرب اليمنية والطائف السعودية وتدميرهما، بالتزامن مع تصعيد عسكري كبير على الشريط الحدودي غداة الهجوم على “مجلس العزاء” في صنعاء.
وقال بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية “واس” إن “الصاروخ الأول أطلق ظهر الأحد من صنعاء تجاه مأرب داخل اليمن، والثاني أطلق من شمال صعدة مساء الأحد، نحو مدينة الطائف بالسعودية، وتمكنت وسائل الدفاع الجوي من اعتراضهما وتدميرهما وبدون أي أضرار”. وذكر البيان، أن قوات التحالف استهدفت موقعي الإطلاق.
وفي المقابل، أعلنت قناة المسيرة الحوثية، أنهم “أطلقوا صاروخًا باليستيًا من طراز بركان 1، على قاعدة الملك فهد الجوية في مدينة الطائف”. وشهدت العاصمة صنعاء، فجر اليوم، تحليقًا مكثفًا لمقاتلات التحالف، وسلسلة غارات على مقر الكلية الحربية الخاضع لسيطرة الحوثيين، شمالي صنعاء.
تجددت المعارك والقصف المدفعي شرقي مدينة تعز اليمنية بين مسلحي مليشيات الحوثي، وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، والمقاومة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي وقوات الجيش الحكومي من جهة أخرى، حسب مصدر ميداني.
وقال المصدر، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن المعارك تدور في أحياء “حسنات” و”الدعوة”، و”التأمين”، خلال هذه اللحظات (الساعة 20:45 تغ)، بعد أن شن الحوثيون هجمات للسيطرة على موقع المكلكل، شرقي المدينة.
وأضاف أن الحوثيين المتمركزين في جبل الوعش يقصفون، كذلك، حي الزنوج، شمالي المدينة، بشكل كثيف، وبمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. كما يقصف الحوثيون المتمركزون في مطار المدينة، الأحياء السكنية شرقي تعز، وفق المصدر نفسه.
من جهة، أعلن المركز الإعلامي للمقاومة، في بيان ، مقتل 5 وإصابة 7 من مسلحي الحوثي وقوات صالح، فضلاً عن مقتل أحد عناصر المقاومة وإصابة 4 آخرين.
وأضاف بأن 3 من المدنيين أصيبوا بجروح (لم يحدد طبيعتها) جراء القصف المستمر على الأحياء السكنية من قبل الحوثيين.
على صعيد متصل، شنًت مقاتلات التحالف العربي، بقيادة السعودية، غارات على مواقع للحوثيين في مدينة المخا، التابعة لمحافظة تعز، على ساحل البحر الأحمر، وفق شهود، من دون معرفة طبيعة الخسائر.
الهجوم علي مدمرة امريكية:

وعلي صعيد اخر تعرّضت المدمرة البحرية الأمريكية USS Mason DDG-87، صباح اليوم الاثنين، إلى محاولة استهداف فاشلة بصاروخين، أثناء وجودها في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن على البحر الأحمر. وتواردت أنباء عن استهداف الحوثيين مدمرة أمريكية بصاروخ باليستي.
وهذا أول حادث من نوعه لسفينة أمريكية قبالة سواحل اليمن، منذ بدء الصراع وسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وجاءت محاولة الهجوم الصاروخي على المدمرة (يو.إس.إس ماسون) بعد أسبوع واحد من تعرض سفينة مساعدات إنسانية إماراتية لهجوم من الحوثيين.
وقال الجيش الأمريكي إن الهجوم الصاروخي الفاشل على المدمرة الأمريكية بدأ في حوالي الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي أمس الأحد عندما رصدت السفينة صاروخين متجهين نحوها خلال فترة 60 دقيقة في البحر الأحمر قبالة الساحل اليمني.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي طلب عدم ذكر اسمه إن رصد الصاروخ الأول تسبب في تفعيل إجراءات مضادة من المدمرة الأمريكية. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت تلك الدفاعات قد جنبت السفينة التعرض لضربة مباشرة.
وقال المسؤول إن المدمرة الأمريكية لم ترد بإطلاق النار وأضاف أن الواقعة حدثت شمالي مضيق باب المندب قبالة الساحل الجنوبي لليمن.
فيما نفى الحوثيون تقارير عن استهدافهم مدمرة أمريكية، قبالة السواحل اليمنية. ونقلت وكالة سبأ التي تسيطر عليها الجماعة عن مصدر عسكري مسؤول نفيه “استهداف القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية لأي بارجة قبالة السواحل اليمنية”.
وأضاف : “ما تم تسريبه وتداوله من أخبار مغلوطة ولا أساس لها من الصحة يأتي في إطار الحرب الإعلامية والتغطية على الجريمة البشعة التي ارتكبها طيران العدوان باستهداف الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء”.
جهود دولية للتدئه:

وزّعت بريطانيا فجر اليوم الاثنين، على أعضاء مجلس الأمن الدولي، مشروع بيان بشأن اليمن، يدعو إلى “العودة لطاولة المفاوضات ووقف الأعمال العدائية”.
وينص مشروع البيان البريطاني على “عدم وجود حل عسكري للأزمة”، ويدعو أطراف النزاع إلى “العودة لطاولة المفاوضات، ووقف الأعمال العدائية، والامتناع عن مهاجمة المدنيين والبنية التحتية المدنية، والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي”.
ويأتي المشروع البريطاني، بعد يومين من واقعة قصف مجلس العزاء في العاصمة صنعاء، والتي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.
وقال مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ماثيو رايكروفت، إن “لندن منزعجة للغاية إزاء الهجوم الذي تعرضت له اليمن (السبت)، وقد أعرب وزير الخارجية بوريس جونسون، عن القلق إزاء الهجوم خلال اتصال أجراه مع وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير”. وأكد السفير البريطاني في تغريده له على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر، “أهمية إجراء تحقيق عاجل وحيوي في الهجوم”.
كما قترح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على السعودية الإعلان عن هدنة عاجلة مدتها 72 ساعة في اليمن، لإفساح المجال لنقل الجرحى وإيصال الغذاء والدواء وغيرهما من الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في البلاد.
اقتراح كيري جاء خلال مكالمة هاتفية مع ولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان؛ الذي بدوره وافق على المقترح الأمريكي لكنه اشترط في المقابل موافقة الأطراف الأخرى على الهدنة، كشرط أساس للمُضي قدماً في الهدنة بحسب موقع “سبق” السعودي.
وشدّد الوزير الأمريكي على “حق السعودية في الحفاظ على أمن وسلامة حدودها، وضرورة سحب الحوثيين أسلحتهم واحترام المعاهدات الدولية في هذا الشأن”.
كما دعا كيري إلى “العمل مع مبعوث الأمم المتحدة لإيجاد حل سلمي للأزمة اليمينة وفق القرارات الدولية، معرباً عن امتنانه لدعم السعودية ورغبتها الصادقة في العودة إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حل سلمي للأزمة اليمنية”.
وأعربت واشنطن عن ترحيبها ببيان صدر عن وزارة الخارجية السعودية بشأن لجنة التحقيق التي أنشأتها قوات التحالف العربي في حادثة العزاء بصنعاء، مشدّدة على ضرورة تجنب سقوط مدنيين في عمليات التحالف، كما أكّد ت ضرورة أن يتم تجنُّب مثل هذه الحوادث مستقبلا.
فيما قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية جون كيري، تحدث مع ولي ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان والجبير وقال إنه رحب بالتزام الأمير محمد “بإجراء تحقيق شامل وفوري في الهجوم.”
و تحدث كيري مع الأمير محمد بن سلمان و عادل الجبير يوم الأحد لتأكيد”القلق العميق” الذي تشعر به الولايات المتحدة إزاء تفجير دار عزاء في اليمن.
كما قدمت قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في تفجير القاعة الكبرى بصنعاء، والذي استهدف مجلس عزاء. واصفة الحادثة بـ”المؤسفة والمؤلمة”، وأعلنت مباشرة التحقيق لكشف ملابسات التفجير.
كما يلتقي وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، اليوم، في باريس المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ليناقش معه "سبل التوصل إلى حل للأزمة اليمنية في أسرع وقت ممكن".
كما جاء في بيان رسمي صدر عن الخارجية عبّر الناطق باسمها عن "صدمة فرنسا العميقة وإدانتها الحازمة للهجوم الذي وقع في صنعاء".
وكانت مصادر يمنية قد أكدت، في وقت سابق، أن التفجير الذي وقع في مجلس العزاء ناتج عن تصفية حسابات داخلية بين المتحالفين، على إثر المجلس السياسي الجديد.
المشهد اليمني:
الاوضاع في اليمن بعد مذبحة صنعاء، ستكون غيرها قبل مذبحة صنعاء، وهو ما قد يطيل امد الصراع او ينهي الملف في صورة تصاعدية، او تقسيم البلاد، لكن كل المؤشرات تشير الي ان الحوثيين يديرون صراعهم مع خصومهم وحلفائهم داخل اليمن بخطة " خطوة خطوة" لهيمنه علي الحكم في صناعء وعودة دولة الامامة.