"خزان الأسد البشرى" تحت قصف المعارضة المسلحة بـ"غزوة عاشوراء"
الثلاثاء 11/أكتوبر/2016 - 12:58 م
طباعة
تعد منطقة الساحل من المناطق الهامة التى تعتبرها المعارضة المسلحة من الخزانات البشرية الرئيسية التى تمد النظام السورى بالمقاتلين ولذلك تعتبر اى انتصار او تقدم عسكرى بها دفعت معنوية كبيرة لها وهو الامر الذى تحاول تنفيذه حاليا بإطلاقها ما يسمى معركة "غزوة عاشوراء" والتي تهدف إلى تحرير جبل الأكراد في ريف اللاذقية من سيطرة قوات الأسد والميليشيات الشيعية التابعة لها و تمكنت خلالها من السيطرة على تلال ومواقع في المنطقة سقط على إثرها قتلى وجرحى من النظام وسط معارك كرّ وفرّ في جبل الأكراد.
كما تتواصل الاشتباكات بين الثوار وقوات الأسد على عدة محاور في جبل الأكراد بريف اللاذقية، وقال ناشطون، إن ميليشيات الشبيحة تمكنت فجر يوم الثلاثاء 11-10-2016م من استعادة السيطرة على تلة رشا في جبل الأكراد وسط قصف عنيف من قبل الطائرات الحربية على مناطق الاشتباكات، وان المعارك يطغى عليها طابع الكرّ والفرّ بين الجانبين جراء عدم تمكن الثوار من السيطرة على بلدة كنسبا وتلة غزالة الاستراتيجية ما مكن النظام من شن هجوم معاكس كما سمعت أصوات سيارات الإسعاف في مدينة اللاذقية وهي تنقل قتلى وجرحى قوات الأسد الذين سقطوا في المعارك، وسط استنفار كامل من قبل قوات النظام في المدينة.
وكانت فصائل معارضة اخرى قد تمكنت يوم الاثنين 10-10-2016م من السيطرة على تلال الملك والمقنص والبركان والدبابات وبيوت الجنزرلي في جبل الأكراد، وتم قتل وأسر العديد من قوات النظام ، وسط تقدم للفصائل في المنطقة وانهيار في معنويات عناصر النظام وتكمن أهمية التلال التي سيطر عليها الثوار كونها بوابة قرى (عكو، بشرفة وبوز الخربة)، وفي حال تم السيطرة على تلة غزالة سينسحب النظام من هذه القرى كون التلة تشرف عليها بشكل مباشر ويشارك في المعركة فيلق الشام وفصائل الجيش السوري الحر والحزب التركستاني، بالإضافة إلى عدد من الفصائل الأخرى.
وتتمثل أهمية منطقة الساحل بشكل عام فيما يلي:
1- أنها تشكل إطلالة سوريا البحرية على شواطئ المتوسط وساحة عمليات قواتها البحرية والمنطقة التي تصل عبرها إمدادات النظام بالسلاح والذخائر والوقود والمواد الغذائية والتموينية.
2- تعد منطقة الساحل أحد معاقل النظام السوري ومنطقة نفوذ للطائفة العلوية الحاكمة؛ حيث تنتشر قراهم ومدنهم وبشكل خاص مدينة القرداحة سكن عائلة الأسد وأعوان النظام من العسكريين والأجهزة الأمنية والشبيحة.
3- تتواجد بها القاعدة الروسية في منطقة طرطوس وهي القاعدة الروسية الوحيدة على البحر الأبيض المتوسط، والتي تقدم تسهيلات فنية ولوجستية للأسطول الروسي العامل بالمتوسط، وتهديد هذه القاعدة سينعكس بالتأكيد على الموقف الروسي.
4- تعد المنطقة ذات أهمية اقتصادية كبيرة؛ حيث توجد بها موارد زراعية تؤمن الغذاء للنظام الذي يستطيع من خلاله حصار المعارضة المسلحة.
5- تنتشر في المنطقة الغابات والبساتين والجبال الوعرة تساعد على اختفاء الإسلاميين وتحركاتهم وتجمعاتهم ومناطق انفتاحهم وأسلحتهم ومعداتهم، وطبيعة هذه المناطق تقدم تسهيلات لعمل المجاميع الصغيرة وحرب العصابات.
6- السيطرة على الساحل البحري كاملًا أو جزء منه سيسهل وصول امدادات الأسلحة والمعدات إلى جبهة النصرة والفصائل الإسلامية الأخرى عبر البحر الأبيض المتوسط.
يذكر أنه سبق لفصائل المعارضة السورية المسلحة المتحالفة تحت راية "جيش الفتح" بقيادة جبهة النصرة سابقا وجبهة فتح الشام حاليا وبمشاركة أحرار الشام، وجيش الإسلام، وجبهة أنصار الدين، وألوية الفرقان قد قامت بالتمهيد لاقتحام الساحل السوري بعد دخولها إلى قلب مدينة جسر الشغور الاستراتيجية بريف إدلب، إثر هجوم واسع شنته على نقاط النظام حول المدينة، وسيطرت على معظمها لتفتح المدينة الاستراتيجية الطريق على محافظة اللاذقية قلب الساحل العلوي بقصد تشتيت قوة النظام السوري وإطلاق معركة الساحل؛ مما عكس وقتها قدرة الإسلاميين على التخطيط واختيار الأهداف والمناورة وفتح الجبهات الجديدة، وبالتالي نقل الثقل الإسلامي إلى معاقل النظام الرئيسية وفتح جبهة جديدة تخفف الضغط على بقية الجبهات ولكن سرعان ما فشلت المعركة ولم تكتمل.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان خزان الأسد البشرى اصبح تحت قصف المعارضة المسلحة بشكل مستمر أن "غزوة عاشوراء" ماهى الا جزء من معارك طويلة للمعارضة فى منطقة الساحل بهدف ضرب الخزانات البشرية الرئيسية التى تمد النظام السورى بالمقاتلين وهو الامر الذى قد يحقق لها انتصار حتى ولو كان معنوياً.