العفو الدولية: المجتمع الدولي لم يقدم شيئا لـ"الايزيديات"!
الثلاثاء 11/أكتوبر/2016 - 01:46 م
طباعة
أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا حول نساء الايزيديات ندد التقرير بالمجتمع الدولي الذي خيب امال الايزيديات واحتوي التقرير علي لقاءات مع 18 سيدة رويت تجاربهنمع داعش وجاء في التقرير
إن المجتمع الدولي قد خيَّب آمال النساء والفتيات الإيزيديات اللاتي تعرضن للأسر كسبايا وللاغتصاب والضرب وغير ذلك من ضروب التعذيب على أيدي الجماعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم "الدولة الإسلامية"، وذلك بسبب عدم توفير الدعم الكافي لهن.
وقد أجرى باحثون من منظمة العفو الدولية مقابلات مع 18 امرأة وفتاة تعرضن للاختطاف على أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية، وذلك خلال زيارتهم الى المنطقة الكردية ذات الحكم شبه الذاتي في العراق، في أغسطس/آب 2016. وقد نجحت بعض هؤلاء النسوة والفتيات في الهروب من الأسر أو تم إطلاق سراحهن مقابل فدية قدّمتها عائلاتهن إلى مقاتلي التنظيم. ويُذكر أن بعض النساء حاولن الانتحار أو أقدمت أخواتهن وبناتهن على قتل أنفسهن بسبب الانتهاكات المروِّعة التي تعرضن لها أثناء الأسر. وتتضاعف معاناة هؤلاء النسوة والفتيات من جراء ظروفهن المعيشية القاسية حالياً، ومرارة الحزن على أقربائهن الذين قتلهم تنظيم "الدولة الإسلامية"، وشعورهن بالخوف بشأن أولئك الذين لا يزالون في الأسر.
وتعليقاً على ذلك، قالت لين معلوف، نائبة المدير المسؤولة عن الأبحاث في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت، "إن ما شهدته النساء والفتيات الإيزيديات من فظائع لا يمكن تصورها في أسر تنظيم"الدولة الإسلامية" تسلط الضوء على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها هذه الجماعة بشكل متواصل. فقد تعرضت كثيرات من النساء والفتيات للاغتصاب مراراً أو للضرب أو غير ذلك من ضروب التعذيب، ولا زلن يعانين من الصدمة الناجمة عن تجاربهن المروِّعة".
وأضافت لين معلوف قائلةً: "إن تلك الشهادات المؤلمة تُبرز الحاجة الملحة لمزيد من الدعم الدولي لمساعدة الضحايا في التغلب على الصدمات الجسدية والنفسية الطويلة الأمد والناجمة عن الانتهاكات التي عانين منها أو شاهدنها".
فقد تعرضت كثيرات من النساء والفتيات للاغتصاب مراراً أو للضرب أو غير ذلك من ضروب التعذيب، ولا زلن يعانين من الصدمة الناجمة عن تجاربهن المروِّعة
لين معلوف، نائبة المدير المسؤولة عن الأبحاث في المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية في بيروت
ولا يوجد حالياً نظامٌ موحد لتقييم حاجات الضحايا اللاتي عانين من الأسر لدى تنظيم "الدولة الإسلامية". ويجب بذل مزيد من الجهد لضمان حصولهن على العناية والدعم اللازمين لهن على وجه السرعة من أجل تمكينهن من إعادة بناء حياتهن.
ويُذكر أن الإيزيديين قد استُهدفوا بشكل منظَّم ومتعمد منذ أن هاجم مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" منطقة سنجارفي شمال غرب العراق، في أغسطس/آب عام 2014. فقد تعرض الآلاف للاختطاف، وذُبح مئات الرجال والفتيان، وهُدد كثيرون بالقتل إذا لم يعتنقوا الإسلام. وعادةً ما تُفصل النساء والفتيات الإيزيديات المختطفات عن أقاربهن، ثم يتم "تقديمهن كهدايا" أو "بيعهن" إلى مقاتلين آخرين من تنظيم "الدولة الإسلامية"في العراق وسوريا. وكثيراً ما يجري تبادل هؤلاء النساء والفتيات بين المقاتلين عدة مرات، أو يتعرضن للاغتصاب أو الضرب أو غير ذلك من الانتهاكات الجسدية، كما يُحرمن من الطعام وغيره من الاحتياجات الضرورية، ويُجبرن على أداء أعمال التنظيف والطبخ والأعمال المنزلية الأخرى لخاطفيهم.
وقالت كثيرات من النساء اللاتي تحدثت إليهن منظمة العفو الدولية إن أطفالهن قد انتُزعن منهن، حيث كان الفتيان الذين تزيد أعمارهم عن سبع سنوات يُقتادون لتلقينهم وتدريبهم كمقاتلين، بينما كانت الفتيات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات يتعرضن "للبيع" كسبايا لأغراض جنسية.وتشير تقديرات بعض السياسيين والناشطين ومقدمي الرعاية المحليين إلى أن حوالي 3800 امرأة وطفل من الإيزيديين لا يزالون في أسر تنظيم "الدولة الإسلامية". ولا يزال مصير مئات الرجال الإيزيديين المختطفين في طي المجهول، وهناك مخاوف من أن معظمهم قد قُتلوا.
الفظائع المروّعة في أسر تنظيم "الدولة الإسلامية"
في مقابلة مع منظمة العفو الدولية، قالت جميلة وهي امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً من مدينة سنجار، واختُطفت في 3 أغسطس/آب 2014، إنها تعرضت للاغتصاب مراراً وتكراراً على أيدي 10 رجال مختلفين على الأقل بعد "بيعها" من مقاتل الى آخر. وقد أُطلق سراحها في نهاية المطاف، في ديسمبر/كانون الأول 2015، بعد أن دفعت عائلتها مبلغاً ضخماً من المال لخاطفها.
ووصفت جميلة كيف أجبرها الخاطفون، مع نساء وفتيات أخريات في الموصل، على خلع ملابسهن و"اتخاذ أوضاع" لالتقاط صور لهن قبل "بيعهن". وقد حاولت الهروب مرتين ولكن قُبض عليها في كلتيهما. وعلى سبيل العقاب، كُبلت من يديها وساقيها في سرير وتعرضت لاغتصاب جماعي فضلاً عن ضربها بالأسلاك الكهربائية وحرمانها من الطعام.
وكما حدث مع عدد من النساء الأخريات، فقد دفعتها هذه التجربة المروِّعة في الأسر الى التفكير بالانتحار، ولكنها تُصر على التحدث جهاراً، فتقول: "لا أريد التكتُّم على ما حدث، حتى يتمكَّن الآخرون من مساعدة الأسرى الذين لا يزالون في قبضة داعش [التسمية العربية المختصرة لتنظيم "الدولة الإسلامية"]، وكذلك من مساعدة الضحايا في إعادة بناء حياتهم".
أما نور، وهي فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً وتنحدر من منطقة سيبا شيخ خدر وأنجبت طفلتها خلال قضائها نحو سنتين في أسر تنظيم "الدولة الإسلامية"، فقد نُقلت ست مرات على الأقل بين عدة مواقع في سوريا والعراق، من بينها تلعفر والموصل وحلب والرقة.
وقد وصفت نور كيف كان مقاتلو التنظيم يجردون الإيزيديين من إنسانيتهم ويسيئون معاملتهم، فقالت:
"نحن، بالنسبة لهم، كفار، وبالتالي فبإمكانهم أن يفعلوا بنا ما يحلو لهم. كان الأمر مهيناً جداً. كنا مسجونين، وكانوا يحرموننا من الطعام. كانوا يضربوننا [جميعاً]، حتى الأطفال الصغار، كانوا يبيعوننا ويشتروننا ويفعلون بنا ما يشاؤون ... وكأننا لسنا بشراً بالنسبة لهم".
كان الأمر مهيناً جداً. كنا مسجونين، وكانوا يحرموننا من الطعام. كانوا يضربوننا [جميعاً]، حتى الأطفال الصغار، كانوا يبيعوننا ويشتروننا ويفعلون بنا ما يشاؤون ... وكأننا لسنا بشراً بالنسبة لهم
نور، فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً اختطفت من قبل تنظيم الدولة الإسلامية
وأضافت نور أن أخواتها الثلاث وعمتها لا زلن في الأسر، ومضت تقول:
"أنا حرة الآن، ولكن لا يزال هناك آخرون يكابدون هذا الكابوس، ولا نملك المال الكافي لدعم أنفسنا واستعادة أقربائنا".
وهناك امرأة أخرى تُدعى فهمية، وهي أم لسبعة أطفال وتبلغ من العمر 31 عاماً وتنحدر من منطقة سنجار، وقد نجحت في الهروب من أسر تنظيم "الدولة الإسلامية" في فبراير/شباط 2016، ولكن لا تزال اثنتان من بناتها، وهما نادية البالغة من العمر 12 عاماً، ونورين، البالغة من العمر ثلاثة أعوام، في أسر تنظيم "الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى ثلاثة من أخواتها، ووالدها وأخيها وأربعة من أبناء وبنات أخوتها. وقد وصفت فهيمة لمنظمة العفو الرعب الذي تملَّك ابنتها نادية قبل أسرهم، فقالت: "كانت تعرف أن داعش يأسرون الفتيات، وقالت لي عدة مرات: " ماما، إذا أخذوني سأقتل نفسي".
وكثيراً ما ذكرت الضحايا لمنظمة العفو الدولية أنهن يعانين من نوبات من الاكتئاب الحاد والغضب، وتراود كثيرات منهن فكرة الانتحار. وقد حاول بعضهن الانتحار سواء في الأسر أو بعد هروبهن.
ومن هؤلاء الضحايا شيرين، وهي أم لستة أطفال وتبلغ من العمر 32 عاماً وتنحدر من قرية تل القصب في غرب سنجار، واختُطفت في منطقة صولاخ، في 3 أغسطس/آب 2014، مع خمسة من أبنائها تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و11 عاماً. وقد أقدمت ابنتها البالغة من العمر 11 عاماً على الانتحار بعد هروبها من أسر تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقالت شيرين لمنظمة العفو الدولية:
"كان مقاتلو داعش من جميع الجنسيات. رأيت أوروبيين وعرباً وحتى أكراد ... أخذوا ابني الأكبر [10 أعوام] وابنتاي نرمين [11 عاماً] وسيفي [17 عاماً]. وأخذوا سيفي مع طفلها الرضيع".
وقالت سيفي، ابنة شيرين، لمنظمة العفو الدولية، إن ستة مقاتلين مختلفين في العراق وسوريا تبادلوها فيما بينهم قبل أن "تُباع" في نهاية المطاف إلى عائلتها، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015. وقد تعرضت سيفي للاغتصاب والاعتداء مراراً أثناء وجودها في الأسر، وقالت إن خاطفيها كانوا يضربون أيضاً طفلها البالغ من العمر ثلاثة أشهر، وكانوا يحرمونهما من الطعام من حين لآخر. وقد حاولت سيفي الانتحار ثلاث مرات ولكن الأسرى الآخرين منعوها من ذلك.