2 مليون طفل سوري من ألفي مدرسة يصرخون للمجتمع الدولي.. فهل هناك من يسمع؟
الأربعاء 12/أكتوبر/2016 - 01:42 م
طباعة
ليس هناك أصدق من الأطفال، وبعد المئات من النداءات والبيانات المستنكرة والشجب والتنديد والبكاء والعويل- وقّع أكثر من مليون طفل وشاب من سورية – لم يستطيعوا الذهاب إلى مدارسهم - على عريضة تدعو إلى السلام، وذلك في نداء جديد للقادة السياسيين؛ لكي ينهوا عن قريب الأزمة السورية الدائرة منذ أكثر من خمس سنوات.
وقد شارك في هذه المبادرة طلاب أكثر من ألفي مدرسة في مناطق سورية مختلفة. ومن المتوقع أن تقدّم هذه العريضة إلى المسئولين في الأمم المتحدة في جنيف والاتحاد الأوروبي في بروكسل، تزامنًا مع أنباء تفيد عن عدم قدرة 2.1 مليون طفل من الذهاب إلى المدارس نتيجة تعرضها للدمار.
وقد توجّه بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام، برفقة كل من مطران الروم الأرثوذكس في حمص جورج أبو زخم، ومطران السريان الأرثوذكس في حمص وحماة المطران سلوانوس بطرس النعمة، إلى بروكسل لتقديم عريضة الأطفال والشباب، ورسومات تعبّر عن أملهم بمستقبل أفضل وحياة آمنة.
وفي حديثه لوكالة آكي الإيطالية للأنباء، أشار البطريرك لحّام إلى أن الرسالة هي نداء سلام من قبل كل السوريين، وتعبير عن الرغبة برؤية أوروبا تلعب دورًا مستقلاً يتناسب مع علاقاتها التاريخية بسورية والمنطقة. وقال: "يجب ألا يكون هذا الدور تابعًا لفريق أو لدولة".
وحول ما يمكن توقعه من هذه الزيارة، أقرّ غبطته أنه من غير الممكن توقع نتائج ملموسة، فـ"زيارتنا مدخل لعلاقات أكثر عمقًا بين الكنيسة والاتحاد الأوروبي، فنحن نريد أن نقول لأوروبا أنتم شركاؤنا والكنيسة هي مدخلكم للمجتمع السوري المتنوع والذي يأمل العودة إلى الاستقرار".
كما أثار مع محاوريه الأوروبيين في بروكسل نقاط مهمة، منها ضرورة عدم حصر دورهم بالمسيحيين وتوسيع عملهم من أجل أن يساعدوا الفرقاء المسلمين لحلّ خلافاتهم. ولم يفت لفت أنظارهم إلى الجهد المبذول في سورية من أجل استمرار الحوار والتعايش بين مختلف مكونات الشعب رغم المحنة والحرب والعنف المستشري في البلاد.
كما تحدث البطريرك لحّام عن هجرة الشباب السوريين، حيث قال: إن "هجرة الشباب مشكلة كبيرة لنا، فهم يتركون البلاد لأسباب متعددة وخاصة لغياب المستقبل". واعترف بما سماه "عجز الكنيسة" عن إبقاء الشباب في البلاد على الرغم من أنها تساعد ماديًا وروحيًا الكثير من العائلات دون أي تمييز، مبينًا أن "مساعدتنا لن تبقيهم، بل ما سيبقيهم في ديارهم هو عودة السلام".