روسيا وواشنطن "قصف جبهات" متواصل فى سوريا والنتيجة الوحيدة بقاء " الأسد"

الأربعاء 12/أكتوبر/2016 - 06:10 م
طباعة روسيا وواشنطن  قصف
 
على مايبدو ان  المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا ستأخد طابع المواجهة خلال الفترة القادمة روسيا ووأشنطن خاصة فى ظل قصف الجبهات المتواصل بينهما والذى يفرز دائما نتيجة وحيدة  وهى بقاء  الرئيس السورى بشار الأسد فى السلطة بعد 6سنوات من الصراع .
روسيا وواشنطن  قصف
روسيا  لم تترك الساحة خالية للعنترية الأمريكية فقد ردت على وأشنطن   بعد تهديدها بـ"قصف" مناطق النظام السورى  بإصدار قرار بنشر مقاتلاتها  في سوريا إلى "أجل غير مسمى"بعد موافقة  البرلمان الروسي على القرار اليوم الاربعاء 12-10-2016م  وهو ما كشفت عنه وسائل إعلام روسية  بإن مجلس الاتحاد، الغرفة العليا للبرلمان الروسي، صوت الأربعاء12-10-2016م   بالموافقة على اتفاقية لنشر قوات جوية روسية في سوريا إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد مصادقة "الدوما"، الغرفة السفلى للبرلمان، على الاتفاقية الموقعة بين روسيا وسوريا في 26 أغسطس 2015، في الأسبوع الماضي وذلك بحكم تواجد طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي في قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية، تلبية لطلب الطرف السوري وهو الامر الذى تنتفع به  القوات الروسية وفق المعاهدة بمجانية استعمال مرافق القاعدة وتجهيزاتها، إلى جانب الإعفاء الكامل للمعدات من الرسوم والضرائب المختلفة، وحرية عبور الحدود السورية في الاتجاهين للعسكريين الروس.
ويعد هذا القرار رد مباشر من جانب موسكو على ما تم نشره بصحيفة “التايمز” البريطانية فى اول أكتوبر 2016م  بإن واشنطن تفكر باستخدام القوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد،  وأن ذلك يأتي في ظل الحملة العسكرية التي تقوم بها روسيا على حلب وقال مسؤولون أمريكيون إن الخيارات التي لا زالت تحت الدراسة من بينها ضربات جوية، دعما للهجمات المضادة للثوار، أو أسلحة جديدة "ولن تقلب موجة الحرب لكنها ستدفع روسيا للتوقف والتفكير " و إن الولايات المتحدة قد تفكر بضرب قاعدة جوية للنظام السوري، لكن خطر قتل جنود روس دفعهم لإعادة التفكير ولكن الضربات العسكرية الغربية على سوريا ستكون تصعيدا كبيرا في الدور الأمريكي في الصراع، وقد تؤدي بها إلى مزيد من التورط، فيما تجنبت إدارة أوباما المواجهة المباشرة مع نظام الأسد، موجهة جهودها ضد تنظيم داعش .
روسيا وواشنطن  قصف
ولكن فى المقابل كشفت الصحيفتان الأمريكيتان "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" عن وجود وثيقة وضعت في الخارجية الأمريكية تحتوي على نداء لبدء القصف ضد قوات الحكومية السورية لتحقيق السلام في البلاد وإن الوثيقة مخصصة للاستعمال الداخلي، وقد دعا فيها 50 مسؤولا في وزارة الخارجية الأمريكية إلى شن حرب مباشرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد  ولكن  الأسباب التي تمنع الولايات المتحدة من الإقدام على هذه الخطوة مايلى: 
1- الكونغرس
لن تستطيع إدارة الرئيس أوباما إعطاء الضوء الأخضر للقيام بعمليات حربية في سوريا من دون موافقة الكونغرس، كما ينص الدستور الأميركي، وإذا فعلت ذلك فسيواجه أوباما خطر الإقالة من منصبه.
2- الأمم المتحدة
إن القيام بعمل عسكري ضد دولة ذات سيادة ورئيس منتخب دون تفويض من مجلس الأمن الدولي يعتبر عملا عدائيا وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية وسيشكل ضربة قوية موجعة لمكانة أمريكا الدولية. 
روسيا وواشنطن  قصف
3- إسرائيل
أي عمل عدواني من قبل الولايات المتحدة ضد سوريا سيدفع دمشق، على الأرجح، إلى القيام بردود أفعال وضرب حليف أمريكا الرئيس في المنطقة وهو إسرائيل، ما سيؤدي إلى كارثة حرب جديدة في المنطقة وخارجها، أخذا بعين الاعتبار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعهد منذ عامين بالرد العنيف إذا تعرضت بلاده لأي هجوم عسكري.
4- الخسائر
وفقا لما ذكرته بعض وسائل إعلام، فإن الجيش السوري لديه أسلحة متطورة قادرة على تدمير الأهداف الطافية على سطح الماء بما فيها السفن الحربية الأمريكية. كما أن خسائر القوات الأمريكية في سوريا ستثيرغضب الرأي العام في البلاد. 
5- حزب الله
في حال حدوث أي عدوان من قبل الولايات المتحدة ضد الأسد، سيدافع "حزب الله" بكل قوته عن الرئيس السوري، ويمكن أن يصل الأمر إلى تنفيذ هجمات في إسرائيل والولايات المتحدة.
6- روسيا والصين
من الممكن للحرب في سوريا أن تسفر عن مواجهة بين القوات الأمريكية والروسية هناك، بالإضافة إلى أن ذلك سيؤدي إلى تدهور شديد في العلاقات بين أميركا والصين واشتعال حرب عالمية، وهذا ما لن يفعله الرئيس أوباما.
روسيا وواشنطن  قصف
واعتبر  زياد سبسبي نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الاتحادي الروسي، قال إن "روسيا لا تحمل على محمل الجد التسريبات الصحفية التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، وإنما تعتمد على القنوات الرسمية والدبلوماسية، وروسيا حذرت الولايات المتحدة والدول الغربية من التدخل العسكري في سوريا أو شن حرب ضد قوات الأسد، لكنها لم تهدد تلك الدول على الإطلاق وعندما يخرج الرئيس الأميركي باراك أوباما أو وزير خارجيته جون كيري ويقولان إن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا في سوريا ولن تسلح المعارضة السورية "المعتدلة"، عندها لن تكون هناك تصريحات روسية بالتحذير أو التهديد.
من جانبه أكد كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي لاري كورب أن أوباما اتخذ هذ الموقف لأنه ليس هناك دعم من الكونغرس أو من الشعب الأميركي لأي تدخل عسكري في سوريا، ولا سيما أن الإطاحة بمعمر القذافي وصدام حسين أدت إلى تدهور الأوضاع في كلا البلدين وسيطرة تنظيم داعش  على مناطق واسعة ولقد عدنا إلى العراق لأن الحكومة العراقية طلبت منا ذلك بعد استفحال خطر تنظيم الدولة، أما الأسد فلم يطلب منا ذلك، كما أننا لا نضمن أن تحقق المعارضة السورية انتصارات عسكرية إذا قامت الولايات المتحدة بتسليحها، كما أن إقامة منطقة آمنة في سوريا يعني مشاركة عشرة آلاف جندي أميركي.
وتابع "لا شك في أن الوضع في سوريا فظيع ورهيب، وأعتقد أن على المجتمع الدولي أن يتحرك لإسقاط الأسد ووقف الدعم الروسي له ،  وأن دعوة كيري المعارضة السورية للمشاركة بانتخابات رئاسية يشارك فيها الأسد كانت ضمن الحل الذي توصلت روسيا والولايات المتحدة إليه في الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار، لكن الروس قضوا على الاتفاق عندما قصفوا قافلة المساعدات الإنسانية المتوجهة لحلب.
روسيا وواشنطن  قصف
في المقابل رأى الكاتب الصحفي السوري أحمد كامل أن كلام كيري عن انتخابات رئاسية بمشاركة الأسد ليس جديدا، فقد قال الكلام نفسه قبل ستة أشهر وهدد مجموعة من المعارضة بأن روسيا سوف تمحو المعارضة السورية من الوجود، وحتى عندما كان يقول له المعارضون السوريون نحن لا نريد أن ترسلوا جنودا أو تتدخلوا عسكريا في سوريا، وإنما نريد أن تسمحوا للدول الشقيقة بتسليح الشعب السوري بصورة تسمح له بالدفاع عن نفسه، كانوا يرفضون هذا الطلب وإن  الكلام الروسي للاستهلاك المحلي وكل ما تفعله روسيا في سوريا هو بموافقة أميركية، وهي تلعب في المساحة التي سمحت لها بها الإدارة الأميركية، ومع ذلك لن يرضخ الشعب السوري للضغوط الأميركية والروسية وسيواصل الثورة حتى النهاية".
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن   المواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سوف تستمر  وستأخد طابع المواجهة خلال الفترة القادمة خاصة فى ظل   قصف الجبهات المتواصل بينهما والذى يفرز دائما نتيجة وحيدة  ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة من تنامى هذا الصراع وهى  بقاء  الرئيس السورى بشار الأسد فى السلطة لفترة جديدة. 

شارك