تصريحات "عصائب الحق" تُعزز الصدام مع الأتراك في بعشيقة

السبت 15/أكتوبر/2016 - 08:50 م
طباعة تصريحات عصائب الحق
 
في تطور لافت في ملف التواجد التركي غير الشرعي في قاعدة بعشيقة في شمال العراق، عكست التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أدروغان رغبته في استمرار تواجد جيش بلاده في العراق بالتزامع مع قرب تحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أن دخول فرق وتنظيمات شيعية مسلحة على خط الأزمة مثل "عصائب أهل الحق" تُعزز الصدام مع القوات التركية.
ودخلت الحكومة التركية بقيادة حيدر العبادي في خلاف شديد مع الحكومة التركية بشأن وجود قواتها في معسكر بعشيقة بشمال العراق وحول من يجب أن يشارك في هجوم مزمع على الموصل مدعوم من الولايات المتحدة، وحذرت الكثير من التيارات السياسية المسلحة في العراق من استمرار التواجد التركي بشكل غير شرعي إذ ان الحكومة العراقية لم تطلب من نظيرتها التركية التدخل لتحرير مدينة الموصل، لذلك تُعتبر توجدها بشكل غير شرعي.

تصريحات عصائب الحق
أردوغان التي أشارت تقارير أنه يستهدف تحقيق تطلعات كمال أتاتورك الذي وعد بإعادة الموصل للأراضي التركية حيث كانت تقع الموصل تحت النفوذ التركي إلى أن قضت الاتفاقيات بعد البحث والقياس أن المواصل أراضي عراقية، أعلن أردوغان، أن العراق لا يمكنه طرد تنظيم "داعش" بمفرده من مدينة الموصل، وأن وجود القوات التركية في معسكر قريب ضمان ضد أي هجمات على تركيا.
وقال أردوغان في بلدة ريزا على البحر الأسود، إن تركيا لن تسمح لـ"داعش" أو أي تنظيم آخر بالسيطرة على الموصل، وتابع قائلاً إن مقاتلي المعارضة، المدعومين من تركيا في سوريا، يتقدمون صوب قرية دابق الواقعة تحت سيطرة التنظيم شمال غرب البلاد.
وبحسب السياسيين والبرلمانيين العراقيين، فإن تحرير الموصل بمشاركة تركيا، سيكرس في الحد الأدنى، أدوارا ومحاصصات طائفية وإقليمية جديدة قد تؤدي إلى تقسيم العراق فعليًا، حيث تعد القوي السياسية والعراقية التي لطالما طالبت بإقليم "عراقي سني" من أبرز المقربين لتركيا، لذلك أبدت الحكومة العراقية رفضها من المشاركة التركية في تحرير الموصل؛ خوفًا من مطالبة الكثير بالاستقلال وتقسيم العراق على أساس طائفي كما يحلم الأمريكان.

تصريحات عصائب الحق
وقد دخلت فرق وتنظيمات شيعية مسلحة على خط الأزمة للرد على التواجد التركي غير الشرعي في بعيشيقة، حيث قال قيس الخزعلي، الأمين العام لعصائب أهل الحق وهي ميليشيا شيعية عراقية ومن مكونات قوات ما يُعرف بـ"الحشد الشعبي" التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد داعش، إن القوات التركية الموجودة على الأراضي العراقية هي قوات معتدية.
ونقل الموقع الرسمي للحشد الشعبي على لسان الخزعلي قوله: "إن رفض البرلمان للتواجد التركي أمر مهم من الناحية القانونية والتشريعية، بمعنى إذا استمر التواجد التركي على الاراضي العراقية او تجاوزت للمشاركة في عمليات تحرير الموصل فإن القانون العراقي يعتبرها قوات معتدية، وسيعطي الحشد والقوات الامنية مشروعية لمواجهتها."
كما طلب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في وقت سابق، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إخراج قواته من قاعدة بعشيقة في محافظة نينوى بـ"كرامته"، مهددا بـ"طردها" من العراق، في حين أبدى استعداده لحماية أهالي الموصل بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وقال الصدر، في رد نشره موقعه الرسمي على سؤال ورده من أحد أتباعه حول التصريحات الأخيرة للرئيس التركي: "أولا: أنت يا أردوغان احِم مسلمي تركيا من المخاطر والظلم ثم ادعِ أنك تريد حماية مسلمي العراق. ثانيا: أي مسلمين؟! إن كنت تقصد أهالي الموصل فنحن كعراقيين على أتم الاستعداد لحمايتهم وأنا على استعداد لحمايتهم بالتنسيق مع الحكومة."

تصريحات عصائب الحق
وأضاف القيادي الشيعي: "أما لو كنت تقصد داعش فهذا يعني أنك من داعميهم وبالتالي يحق لنا مقاضاتك دوليا على دعمك للإرهاب". مضيفا أن وجود الجيش التركي في العراق "مستهجن ومستنكر وغير مستساغ" وتوجه إلى أردوغان مباشرة بالقول: "أخرج بكرامتك أفضل من أن تخرج مطرودا فقد اتفق كل العراقيين على رفضكم".
كان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد انتقد الدور التركي العسكري في بلاده وتصريحات أردوغان حول معركة الموصل المقبلة فرد عليه أردوغان بالقول: "أنت لست ندّا لي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهمًا بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وأن تلزم حدك أولًا."
وتابع أردوغان قائلا: "طلب منّا شخصيًا (العبادي) إنشاء قاعدة بعشيقة في عهد (رئيس الوزراء السابق) السيد أحمد داود أوغلو، جميع هذه التفاصيل موجودة على تسجيلات مصورة، وسيتم بثها اليوم أو غدًا عبر جميع المحطات التلفزيونية. تم دخول بعشيقة على هذا الأساس. أما الآن فيقول: ’انسحبوا من هنا‘ إن جيش جمهورية التركية لم يفقد شكيمته لكي يأتمر بأمركم. سنستمر بفعل ما يلزم كما فعلنا في السابق".

شارك