قبل معركة "الموصل".. داعش "يهيئ الأجواء" لمواجهة القوات العراقية

الأحد 16/أكتوبر/2016 - 04:42 م
طباعة قبل معركة الموصل..
 
لا تزال القوات العراقية "تعد العدة" للانطلاق بمعركة تحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، وأفادت مصادر من داخل مدينة الموصل بأن تنظيم "داعش" أرسل مسلحيه الجرحى إلى معقله السوري في الرقة قبيل انطلاق المعارك المرتقبة لتحرير الموصل.

قبل معركة الموصل..
وذكرت المصادر لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن التنظيم الإرهابي قام بإطلاق سراح السجناء من عناصره ممن اعتقلوا لمخالفات بسيطة مثل طريقة ارتداء الملابس أو التدخين، حيث أجبر أحد هؤلاء السجناء على الحفر في أكثر من 12 خندقا في الجانب الشرقي للمدينة، وفق المصادر، مشيرة إلى توسع شبكة من الخنادق من أطراف الموصل وصولا إلى قرية الحمدانية المجاورة. 
ونقلت الشبكة أيضا عن شهود قيام التنظيم بإعدام 14 من مسلحيه أمس السبت بعد محاولتهم الفرار مع عوائلهم إلى الرقة. 
وفي هذا الصدد أعلن مصدر أمني عراقي اليوم الأحد 16 أكتوبر 2016، عن بدء القصف المدفعي المكثف من قبل القوات العراقية والأمريكية على الساحل الأيسر من الموصل، قائلا: إن القوات العراقية والأمريكية بدأت قصفها المكثف لمدينة الموصل لأجل إصابة أهداف منتخبة وتدميرها لكي لا تعيقهم خلال بدء العمليات".
ومن الواضح أن التنظيم الإرهابي بات مرعوبًا من اقتراب المعركة، الأمر الذي جعله يهيئ الأجواء للتصدي لكل المشاركين في معركة الموصل الحاسمة، حيث يشارك كل من الجيش وقوات الأمن العراقية، حيث تم إعداد الفرقة 15 و الفرقة 16 واللواء الرابع من الفرقة الثامنة وقوات الشرطة الاتحادية وقوات جهاز مكافحة الإرهاب، بالإضافة لقوات عمليات نينوى التي تتكون من الفرقة السابعة وبإسناد من سلاح الجو العراقي، ويشارك كذلك قوات الحشد الشعبي، وتشارك ضمن تلك القوات العديد من الفصائل الشيعية من أهمها فيلق بدر وعصائب أهل الحق والنجباء، كذلك قوات البشمركة الكردية، ويتوقع أن يشارك منها ثلاثة ألوية بالإضافة إلى وحدة مدفعية وفرق هندسة، فضلا عن مشاركة الحشد الوطني السني، والذي تقدر الأعداد الأولية بأربعة آلاف مقاتل يضاف لها الحشد العشائري ويسعى كلاهما لتأدية دور بارز في معركة الموصل وما بعدها
وسبق أن قام تنظيم "داعش"، بالإعلان عن مناقصة مفادها حفر الخندق بكلفة 4 آلاف دولار أمريكي ما يعادل أكثر من خمسة ملايين دينار عراقي كلفة كل 100 متر، لكن لم يتقدم للمناقصة سوى عدد قليل من المقاولين المنضوين تحت راية التنظيم الإرهابي، وبسبب القصف الجوي لقوات التحالف والقصف المدفعي لقوات البيشمركة القريبة من محوري تلكيف والكوير، شمال وشرقي الموصل، تأخر العمل في حفر الخندق، وجاء قرار التنظيم باعتقال الأطفال والرجال لإنجاز الخندق. الجدير بالذكر أن تنظيم "داعش"، خسر مناطق واسعة في شمال وغرب العراق، بتقدم القوات العراقية التي تواصل استعداداتها وتحضيراتها للانطلاق بعمليات تحرير الموصل التي استولى عليها التنظيم الإرهابي في منتصف عام 2014. 
في هذا السياق، قال قيادي في قوات البيشمركة في تصريحات صحافية إن سلاح المدفعية التابع للجيش الأمريكي قصف لأول مرة، مساء أمس السبت 15 أكتوبر 2016، مواقع تنظيم "داعش" قرب مدينة الموصل بمحافظة نينوى شمالي العراق.
وأوضح عمر حسين، قائد قوات البيشمركة المنتشرة على محور معسكر بعشيقة، الذي يبعد عشرين كيلومترا عن مركز الموصل، أن جنوداً أميركيين أقاموا معسكراً على محور بعشيقة قبل مدة قصيرة، مشيراً إلى أن المدفعية الأميركية ستواصل قصفها لمواقع "داعش".

قبل معركة الموصل..
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، أعلن أن الاستعدادات لمعركة الموصل قد انتهت وحان الوقت للبدء بالمعركة وطرد مسلحي داعش من المدينة، مضيفًا أنه تم التنسيق مع بغداد، وجرى الاتفاق على كيفية عمل مختلف القوى والوحدات المشاركة في العملية. وأكد أن هناك تنسيقا عاليا بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي، وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع الحكومة المركزية على تشكيل لجنة سياسية عليا مشتركة للسيطرة على الوضع العام بعد استعادة الموصل.
في هذا الصدد، جدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت، رفضه السماح للقوات التركية بالمشاركة في معركة الموصل، مؤكدا أن العراق لن يسمح مطلقا لهذه القوات للمشاركة في العملية، ومضيفاً أنه في تفاهم تام مع إقليم كردستان حول الموصل.
وقد عقد العبادي اجتماعاً مع قيادات "الحشد الشعبي" لتدارس مشاركتهم في معركة الموصل فيما أمر بتشكيل فرق لإيواء النازحين واجلائهم وفرق التدقيق الأمني للنازحين.
وتخشى تركيا من ان قوات "الحشد الشعبي"، وأغلبها من الشيعة التي اعتمد الجيش العراقي عليها في العمليات السابقة قد تستخدم في هجوم الموصل مما قد يذكي النعرات الطائفية ويتسبب في نزوح جماعي من المدينة.
وكان الجبش التركي يشارك في تدريب مسلحين عراقيين عرب وأكراد في معسكر بعشيقة، وتريد تركيا إشراك هؤلاء في عملية الموصل.
والجدير بالذكر أن مدينة الموصل سقطت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في يونيو عام 2014 ، والذي أحدث تغيرا جذريا في مسار الأزمة العراقية تحديدا والأزمة الإقليمية عموما.
وقد أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية مما سمح لقوات تنظيم داعش "والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق.
تعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي، في كل من سوريا والعراق، والتي أعلن البغدادي منها ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعا إستراتيجيا فريدا فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط، لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها.
وتشير الإحصائيات إلي أن القوات المشاركة أو المحتمل مشاركتها في معركة الموصل من تنظيم داعش تقدر بـ 3000 مقاتل أجنبي و7000 آلاف مقاتل محلى داخل مدينة الموصل و600 مقاتل أجنبي و6500 مقاتل محلي في الأقضية والنواحي، وقد بدأ تنظيم الدولة بحفر الخنادق وإنشاء السوار الترابي وإعداد المواقع القتالية وحرق بعض آبار النفط استعدادا لخوض معركة الموصل.

شارك