من قلب معركة تحرير الموصل.. "داعش" يحرق آبار النفط والأقليات تبحث عن الأسرى

الإثنين 17/أكتوبر/2016 - 01:01 م
طباعة من قلب معركة تحرير
 
تتوالى الأخبار الواردة من معركة تحرير الموصل من تنظيم الدولة الإرهابي؛ حيث تم حتى الآن تحرير 9 قرى، ووصلت طلائع قوات البيشمركة إلى مشارف برطلة وبالتحديد عند مفرق الحمدانية. وذكر مصدر من ساحة المعركة أن قوات البيشمركة قامت بتحرير 9 قرى التي في محور الخازر من بينها القرى المحاذية لبرطلة وهي قرى ( بازكرتان وترجلة وشاقولي وشيخ أمير وبدنة كبير باصخرة ) والان قوات البيشمركة تسيطر على الطريق الرئيسي الواصل بين الموصل وآربيل وبالتالي ستكون قوات البيشمركة على مسافة 5 كم عن بلدة برطلة و3 كم عن بلدة كرمليس. وكانت قوات البيشمركة قد بدأت هجوما من ثلاثة محاور فجر اليوم الاثنين في معركة لتحرير سهل نينوى والموصل .
ومن جهة أخرى أفاد مراسل شبكة رووداو الإعلامية الكردية في الخازر، أن "البيشمركة أحكمت سيطرتها على قرية بازكرتان، ولكن يتوقع وجود عدد من عناصر داعش وانتحارييه داخل الانفاق"؛ حيث حاصر مقاتلو البيشمركة عدداً من مسلحي داعش داخل أحد الجوامع في قرية بازكرتان.
وتغطي الأدخنة سماء الحمدانية بعد إقدام داعش على إحراق الآبار النفطية في القضاء، فيما تقصف مقاتلات التحالف الدولي مواقع داعش في الخازر.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن بدء العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من مسلحي تنظيم مايعرف بالدولة الإسلامية. زبالتزامن مع هذا الإعلان بدأت المدفعية العراقية قصف الموصل.
وذكرت مصادر إعلامية أن المدفعية العراقية باشرت القصف التمهيدي من محور القيارة جنوب الموصل. من جهة أخرى ‏بدأت القوات المشتركة العراقية اقتحام سهل نينوى انطلاقاً من بعشيقة، وهي مستمرة بالتوغل في العمق. كما أفادت مصادر إعلامية بأن المدفعية الأمريكية الذكية تقصف الآن من قاعدة القيارة جنوب الموصل، مناطق سهل نينوى شرق الموصل، فيما هناك قصف عنيف على حي التحرير والحدباء ومنطقة كوكجلي. وكان العبادي أعلن في ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين 17 أكتوبر 2016، بدء عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش.
وقال العبادي في كلمة متلفزة بثتها قناة العراقية، في وقت من متأخر من ليل الأحد فجر – الاثنين، مخاطبًا أهل الموصل: "قريبًا جدًّا سنكون بينكم لنرفع راية العراق في داخل الموصل الحدباء، ولن يكون لداعش مكان بيننا لا في الموصل ولا في أي بقعة من أرض العراق"، وأشار العبادي إلى أن محاولات التنظيم لتعطيل عملية التحرير فشلت كما فشلت محاولات تعطيل تحرير المناطق الأخرى، مؤكدًا بالقول: "نحن قادمون لتحريركم وتخليصكم من الإرهاب". ولفت العبادي إلى أن القوات التي ستدخل مدينة الموصل هي قوات الجيش وقوات الشرطة وليس غيرها، مؤكدا أن هذه القوات ليس لها هدف الا تخليص أهل الموصل. ودعا العبادي "أبناء نينوى إلى التعاون مع القوات الأمنية لتخليصكم لتكون العملية سهلة وبأقل الخسائر، فبتعاونكم سنرفع راية النصر بأسرع وقت". 
بدوره رحب المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي بيرت ماكغرك بإعلان العراق بدء عمليات تحرير الموصل، وقال ماكجرك في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) يوم الاثنين 17 أكتوبر 2016: "نتمنى التوفيق للقوات العراقية الباسلة وقوات البيشمركة والمتطوعين من نينوى". وأضاف ماكجرك "نحن فخورون بأن نقف معكم في هذه العملية التاريخية". وكانت وكالة أنباء روسية، أفادت بإعلان تنظيم داعش انسحابه من الموصل قبل بدء معركة تحريرها المرتقبة.
وقال وكالة سبوتنيك الروسية، يوم الاثنين 17 أكتوبر 2016: إن التنظيم "اذاع هزيمته في داخل مدينة الموصل مركز نينوى في شمال العراق، قبل بدء عمليات التحرير والقضاء عليه باستعداد القوات العراقية التي ترتقب انطلاق ساعة الصفر". ونقلت الوكالة عن الناشط الحقوقي حكم خالد الدليمي، أحد أعضاء خلية شباب نينوى، قوله إن "تنظيم داعش الإرهابي، أطلق نداءً عبر مكبرات صوت أحد المساجد في الجانب الأيسر من الموصل، دعا فيه عناصره وقادته إلى الانسحاب. وأوضح الدليمي أن خطيبا من داعش أعلن أن التنظيم سينسحب من أرض الموصل بسبب ظهور النفاق فيها، مخاطباً مسلحي التنظيم بعبارة "من أراد الدولة الإسلامية والخلافة عليه أن ينسحب معنا". وحسبما يقول الدليمي أن أغلب عناصر داعش انسحبوا من شوارع الموصل، مرجحاً أن يكون المسحلين الذين انتموا للتنظيم لأجل السرقة والتخريب والدمار، سينسحبون. والمنخدعون بنهج تنظيم داعش وعمله، سيبقون. وأشار الدليمي إلى أن خطيب التنظيم لم يكشف الجهة التي سينسحبون إليها، خوفاً من أن تصل أخبارهم إلى التحالف الدولي والقوات الأمنية العراقيين، عبر المدنيين المرتهنين من قبل التنظيم كدروع بشرية. وكانت قيادة "الحشد الشعبي" المكون بشكل رئيس من متطوعين شيعة وميليشيات تدعمها إيران أوضحت بأن الحشد سيشارك في عمليات تحرير الموصل. يذكر أن الحشد الشعبي واجه اتهامات بارتكاب انتهاكات في المناطق التي شارك في تحريرها في السابق من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. وبحسب المصادر، فإن المهمة الأساسية لقوة الاقتحام الأولى، تتمثل في تأمين ممرات خروج للمدنيين. وتشير المعلومات التي تتسرب من كواليس قيادة العمليات المشتركة، ومقرها في جنوب الموصل، إلى مخاوف من خوض حرب عصابات داخل أحياء الموصل المكتظة بالسكان. وتخشى القيادات العسكرية من أن يتسبب قتال الشوارع في أضرار بشرية ومادية كبيرة للموصل.
لذلك تحاول تجنب الاشتباك المباشر، في أيام المعركة الأولى، والتركيز على تأمين ممرات خروج المدنيين. وبدأت ليل السبت- الأحد، عمليات جوية واسعة في مناطق سهل نينوى، شرق مدينة الموصل، نفذتها قوات دولية. وقالت مصادر عسكرية إن بطاريات المدفعية الفرنسية المتمركزة جنوب الموصل، قصفت بقوة أنفاقا تستخدمها عناصر داعش للتنقل في مناطق شرق نينوى، في موازاة غارات شنتها طائرات أمريكية في الموقع. وشاركت المدفعية التابعة لقوات البيشمركة الكردية، في قصف عدد من الأهداف، في مناطق مفتوحة، شرق الموصل.
ويعتقد المراقبون أن كثافة عمليات القصف الأخيرة، ربما تشير إلى تحرك بري نحو مناطق شرق الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
وألقت طائرات القوات الجوية العراقية عشرات الآلاف من المنشورات تتضمن تعليمات سلامة لسكان الموصل، قبيل انطلاق العملية العسكرية المرتقبة لاستعادة السيطرة على المدينة.
وأعلن الإيزيديون الأمر الذي يشغل بالنا ومعنا كل الشرفاء من أهل الغيرة والنخوة والحس الإنساني السليم والمتحضر. في أثناء المعركة ، استنادا لمعلومات موثوقة إن هنالك المئات من أطفالنا وبناتنا ونسائنا من المختطفين لدى التنظيم ولدى أنصاره بداخل مدينة الموصل وأطرافها. ونشير إلى أنه مضى على اختطافهم أكثر من سنتين، وربما البعض منهم ـ من الأطفال الذكورـ ممن كانوا بعمر 6 إلى 12 سنة عند اختطافهم، وأيضا الطفلات ممن كانت أعمارهن من 5 إلى 10 سنة قد تم التأثير في عقولهن وربما تغيرت ملامحهم وحتى لغتهم أيضا، كما أننا لا نستبعد إطلاقا انه تم استحداث هويات مزورة لهم جميعًا. وعليه، ونحن نقف على أعتاب مرحلة جديدة، نناشد شيوخ العشائر والشخصيات الاجتماعية والثقافية من الشرفاء وأهل الغيرة من أبناء الموصل بأن يسجلوا موقفا للتاريخ، ويتعاونوا مع الأجهزة الأمنية من خلال المساهمة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أطفالنا وبناتنا ورجالنا ونسائنا الذين اختطفهم وتاجر بهم عناصر تنظيم داعش الإرهابي ومن والاهم، ونحن نثق برجال الموصل الأصلاء، مثلما نثق بشيوخ العشائر العربية الأصلاء الذين سيظهر معدنهم الأصيل عندما تحلّ الشدائد. رغم أنه لا شدائد أكبر مما حصل للمكون الإيزيدي خلال العامين الماضيين . إلاّ أنها فرصة كريمة وحاسمة لكل من بقي في الموصل وأطرافها، كي يثبت أن الحسّ الإنساني وطبائع النخوة والكرم والتضحية تتغلب على كل دعايات داعش العنصرية والمتخلفة؛ لأن المستقبل هو للتعايش وليس للتناحر وأخذ الثارات والدخول بدوائر الانتقام التي ستعود على الجميع بالوبال والكوارث. كما أننا نهيب بالقوات المشاركة بتحرير الموصل الأخذ بنظر الاعتبار الضحايا الأسرى من الإيزيديين والمسيحيين والشبك والشيعة التركمان الذين لا يزالون مختطفين لدى عوائل داخل الموصل في أن تكون هناك خطط نوعية لإنقاذهم جميعًا. ورغم أننا ندعو دائمًا لسيادة القضاء في القصاص من المجرمين، إلاّ أننا نعلن بأننا لن ندخر جهدا وسنعمل على أن لا نبقي طفلا أو سيدة أو رجل بين أيديهم بإذن الله، ولن يفلت أي داعشي من العقاب العسير ووفق القانون.

شارك